خاص- عن المقايضة التي طرحها حسن خليل في قطر ،وكواليس الرئاسة..؟- بقلم بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, March 27, 2024

خاص- الكلمة اونلاين
بولا اسطيح

لم يعد خافيا ان ملف الرئاسة اللبنانية وُضع على الرف. فمجرد خروج السفير المصري ليُعلن ان سفراء اللجنة الخماسية لن يستكملوا جولاتهم على المسؤولين اللبنانيين قبل الشهر المقبل كما تحول حراك نواب "الاعتدال" من الزخم الذي بدأ به الى مجرد حراك شكلي خجول، كلها عوامل تؤكد اقتناع المعنيين بالملف بالداخل والخارج ان شعار "فصل الرئاسة عن غزة" شعار ساقط بمهده.
يُقر احد نواب "الاعتدال" النشطين انه "ورغم كل محاولات الفصل الا ان ايا منها لم تنجح. وبتنا ملزمين باستخدام المكابح بما يتعلق بمبادرتنا بانتظار ما سيؤول اليه الوضع في غزة وبخاصة بعد القرار الاخير لمجلس الامن وعودة الصخب الى جبهة الجنوب اللبناني". الا انه يعتبر ان "المبادرة قطعت أشواطا كثيرة، ومتى اريد للملف الرئاسي ان ينزل عن الرف فالمبادرة ستكون السُلم الذي سيتيح انزاله"، مضيفا:"حتى انه لم يعد خافيا ان اللجنة الخماسية تبنت المبادرة وروجت لها خلال الاجتماعات الاخيرة التي عقدتها ولكنها ايقنت ان تقدم الامور اكثر من ذلك متعذر بالمرحلة الراهنة". ويعتبر المصدر النيابي ان "امتناع حزب الله وبعض حلفائه عن الرد على فحوى المبادرة اكير دليل بأن الملف بات مرتبطا بتطور الامور في الاقليم خاصة وان المبادرة كما بات واضحا تعني السير بمرشح ثالث وهو ما يرى الحزب انه تنازل من المبكر جدا القيام به".

وعن خفايا الملف الرئاسي، يتحدث مصدر معني به وواسع الاطلاع عن ٣ مراحل سيمر بها الاستحقاق. مرحلة يعتبرها انتهت هي مرحلة رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون، وان كان البعض يراهن على اعادة احياء ترشيح اي منهما بتسوية دولية كبيرة يكون الملف الرئاسي اللبناني جزءا منها. اما المرحلة الثانية والحالية، ودائما بحسب المصدر، هي مرحلة مدير عام الامن العام اللواء الياس البيسري . الاول مدعوم وبقوة قطريا بعد تخلي الدوحة عن دعم العماد عون لاقتناعها بعدم امكانية تقدم ترشيحه في ظل عدم حماسة حزب الله. البيسري ايضا يحظى بالغطاء المسيحي الذي يؤمنه له "التيار الوطني الحر" وعدد من النواب المستقلين كما ان حزب الله لا يمانعه، ما يجعل حظوظه الاكبر راهنا. ويضيف المصدر:"لكن السؤال هل تغطي السعودية ترشيح البيسري سيما ان معلومات تتحدث عن اتجاه فرنسي مؤيد للبيسري ..
ويشير المصدر الى ان هذه الاسماء باتت ايضا مهددة بأن تحترق مع الوقت نتيجة "الحرتقة" المتواصلة لاحزاب ومرشحين رئاسيين يسعون لانهاء حظوظها، ما سيُدخلنا عندها في مرحلة اسماء لا تزال بعيدة عن الاضواء حفاظا على حظوظها كالوزير السابق ناجي البستاني كما الوزير السابق زياد بارود وغيرهما.
ويكشف المصدر انه "خلال زيارة المعاون
السياسي لرئيس المجلس النيابي علي حسن خليل الى الدوحة فُهم ان "الثنائي الشيعي" بات مستعدا لمقايضة الرئاسة باعادة اعمار الجنوب وضخ الاموال والاستثمارات في البلد.. الا انه يربط التوقيت بانتهاء الحرب اذ يسعى لحل على شكل سلة واحدة كبيرة تلحظ ايضا الوضع على الارض في الجنوب وبالتالي القرار 1701".

بالمحصلة، فان قرار حزب الله ربط مصير جبهة الجنوب بجبهة غزة يعني تلقائيا ربط مصير كل لبنان بملفاته المالية والاقتصادية والسياسية والوجودية (حرب موسعة، نزوح..) بتعقيدات المنطقة وتسوياتها التي لا يبدو ان احدا يستعجلها. وكم هو واهم الداعي لانتخاب رئيس يواكب صياغة التفاهمات والتسويات الكبرى للمنطقة، فلبنان اصبح ومنذ سنوات ملحقا وتابعا لمحور جعله ساحة وجيّر قراره الى ايران. عدا ذلك كل ما يقوم به المسؤولون فيه استعراضات لتقطيع الوقت الثقيل على اللبنانيين.