خاص- خيارات رد إيران... عند سقوط حماس وفقدانها الورقة الفلسطينية..!- سيمون أبو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Sunday, March 17, 2024

خاص- الكلمة أونلاين



ليس خفيًا بأنّ رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، يهدف إلى تهجير أهالي قطاع غزة الفلسطيني في اتجاه مصر، وأعطى موافقته للجيش الإسرائيلي على إنطلاق عملية الدخول إلى رفح، وهي الخطوة التي ستوصل إلى تهجير الفلسطينيين إلى سينا بدايةً، بعد التضييق عليهم إلى حد مبادرتهم لإسقاط المعابر الفاصلة والتوجه نحو مناطق آمنة بعد معاناتهم مع الموت والجوع، اثر مغامرة طوفان الأقصى.


ليس خفيًا بأنّ مواجهة هذا التهجير ولا سيما من قبل الولايات المتحدة الأميركية والغرب، غير متوفر وبناء رصيف بايدن على شاطئ غزة، الذي يتطلب شهرين لإنجازه، سيكون لإخراج أبناء غزة أكثر مما سيكون لتأمين المساعدات لهم، إذ حتى حينه ورغم الخلاف العلني بين الرئيس الأميركي جو بايدن وبين رئيس حكومة إسرائيل نتنياهو، فإنّ واشنطن لم ولن توقف المساعدات الى الجيش الإسرائيلي، رغم أن مسار حربه في غزه توصل إلى تهجير الفلسطينيين في اتجاه مصر، ثم أن تل أبيب وفق الكاتب دنيس روس المتخصص في الشؤون الإسرائيلية في فورين افيرز تريد عسكريًا وأمنيًا إستئصال حماس للقضاء على عقيدتها.


وليس خفيًا بأنّ مصر باتت تعي بمخاطر هذه الخطوة واقتراب حصولها، واتّخذ رئيس جمهوريتها عبد الفتاح السيسي إجراءات عسكرية لمنع حصولها، في مقابل توقع مراقبين تدفق الفلسطينيين المكدسين في رفح نحو مصر، رغم ما سيواجههم من عمليات لصدهم إذا أمكن، بحيث ستكون نتيجة مغامرة حماس في ٧ تشرين الاول، هروب أبناء القطاع نحو مصر اثر العمليات العسكرية الإسرائيلية، وعدم تمكن الجيش المصري من صدهم، لأنّه لن يقدم على مواجهة مواطنين عزل بإطلاق النار عليهم وما شابه من عمليات مشابهة.


وليس خفيًا، بأنّ سقوط حماس وتهجير غزة، يعني خسارة إيران هذا الفصيل أو هذه الذراع الممانعة، فالقضاء عسكريًا على الفصائل الفلسطينية التابعة لطهران، وإخراجهم من أية تسويات او إبعادهم عن أي طاولة مفاوضات معناه، خسارة إيران للورقة الفلسطينية، إضافة الى فقدانها ورقة سنية الهوية، بما يخرجها من ملعب القضية الفلسطينية حتى حينه، بعد أن استثمرت في هذا الملف منذ انطلاق الثورة الإسلامية.


وليس خفيًا بأنّ إيران لا تريد أن تزج حزب الله بحرب واسعة مع إسرائيل، لحرصها من أن يخرج منها خاسرًا خلافًا، لما كان الواقع عليه في العام ٢٠٠٦، رغم قدرات حزب الله النارية والصاروخية التي ستوقع أضرارًا بالداخل الإسرائيلي، لكن بعدما تبين إطلاق يد إسرائيل في غزة والجنوب، وتوصلها إلى ما وصلت إليه من نتائج، فإنّ إيران تفضل أن يبقى حزب الله ورقة غير محروقة، وأنّ التسريب عن إبلاغ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عن قدرته على تحمله وزر الحرب مع إسرائيل، يحمل مناورات متعددة بينها، رسالة بأنّ الحزب مستعد للمعركة ضد إسرائيل ولم يعد بإمكانه تحمل ضرباتها دون رد، في خطوة تهدف للتأكيد على إستقلاليته وعدم إلتزامه بقرار القائد الإمام الخامنئي رغم إعلانه سابقًا بأنه جندي في ولاية الفقيه، حيث إيران تعهدت لواشنطن بعدم توسيع حزب الله للحرب، وفي ذلك يأتي تهديد إيران ايضًا بانها لم تستطع ضبط الحزب بهدف الضغط على إسرائيل للتخفيف من عملياتها العسكرية التي باتت تعتبر تفوقًا على الحزب الذي بات محرجًا في بيئته، بعد العدد الكبير للقيادات والعناصر التي فقدهم.


لذلك يرى المراقبون بأن رد إيران على سقوط خسارتها لحماس، وكذلك لسقوط غزة، سيكون بتوسيع الحوثيين لعملياتهم، بحيث يشلون بشكل قطعي للملاحة في باب المندب، كما سيترافق الأمر مع توسيع القصف الصاروخي وإرسال المسيرات من اليمن والعراق، في إتجاه أسطول حامي الإزدهار وصولاً إلى إسرائيل، نظرًا لطبيعة المنطقة جفرافيًا التي سيكون لها تأثير كبير على حركة السفن وكذلك محاولة تحقيق إصابات في السفن.


وفي معطيات المراقبين، بأنّ إيران التي تملك أربعة أذرع، موزعة بين حزب الله، الحشد الشعبي، الحوثيين وحماس التي تواجه الخسارة، لن تخاطر بحزب الله وتسعى لحمايته، نظرًا لموقعه على تخوم إسرائيل بحيث يبقى الأمر مناطًا بالوتيرة العسكرية ذاتها المرتبطة بدفع إسرائيل الحزب لتطبيق القرار ١٧٠١ لكنها لن تكون من يبادر الى إدخاله المعركة الكبرى، إضافة الى أنها من خلاله لديها موطئ قدم على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهي التي تسعى للتوسع وحققت اختراقًا في مجتمعات وطوائف عدة دول لشمالي افريقيا أسوة بالأمازيق، وقد بات على علاقة وطيدة مع مجموعات مسلحة في الصحراء الغربية أسوة بالبوليساريو وغيرها، وستكون لإيران عبر حلفاء لها قواعد تمكنها حتى من التأثير على مضيق جبل طارق، وذلك في سياق خطوتها التمددية.