خاص - اسباب تأخير اسرائيل حربها الواسعة على لبنان حتى الانتهاء من غزة ؟- سيمون ابو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Thursday, March 14, 2024

خاص الكلمة اونلاين
سيمون ابو فاضل



خرجت الحرب القائمة بين إسرائيل و حزب الله عن قواعد الاشتباك المتفاهم عليها بينهما ،بعد أن طالت العمليات الاسرائيلية العمق اللبناني وكذلك الاغتيالات.
تعمد إسرائيل من خلال توسيع عملياتها إعطاء رسالة عن جهوزيتها لحرب أوسع هادفة من ذلك دفع المجتمع الدولي لممارسة ضغط أكبرعلى حزب الله لتطبيق قرار 1701 أو بهدف تأميدها لحزب الله بأنها مستعدة لعمليات نوعية و لكافة انواع الردّ من قبلها، وهو الذي يمتلك مقدرات عسكرية مؤثرة إذا ما إعتمدها...

وفي المقابل يستمر حزب الله في الردّ على إسرائيل على قاعدة أنه جاهز لتوسيع عملياته إذا ما تطلب الامر إعتماد هذه الخطوة وفق توقيته وتنسيقه مع ايران ،التي لا تريد قطع شعرة معاوية مع اميركا، ولا تريد المغامرة بمصير حزب الله في ظل التضامن العام مع اسرائيل ..




إذاً الكباش العسكري مستمر بين إسرائيل و حزب الله الذي أدخل الى المعركة فصائل جديدة من صفوف الممانعة ، لكن حتى حينه لم يقدم أي جانب على فتح المعركة بالمعنى الصحيح للحرب، ففي ظل هذا الواقع يبدو أن عامل الوقت هو للمرة الاولى لصالح إسرائيل منذ بداية الحرب العربية الاسرائلية بتفرعاتها ،وفي ظل تراخي المجتمع الدولي معها وتأييدها منذ عملية الطوفان الاقصى التي أنتجت تحالف دولي إلى جانبها بأبعاده السياسية والعسكرية ضد حماس.

ويقول زوار في العاصمة الامريكية واشنطن للمقرات العسكرية والامنية ، بأن الولايات المتحدة الامريكية لا تستطيع لجم رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وقد فشلت منذ شهر ونيف في محاولة تطويقه حكوميًا ،حتى أن الرئيس الامريكي جو بايدن وإدارته باتوا في مأزق لناحية عدم إمكانيتهم التراجع عن دعم إسرائيل، وفي الوقت ذاته لا يستطعون المجاهرة بإندفاعاتهم تجاهها بهدف مراعاتهم الرأي العام داخل الحزب الديمقراطي وخارجه الرافض لهذه الحرب ،والذي يريد بايدن إستمالته للفوز بولاية ثانية إذا ما بقي مرشح الحزب الديمقراطي لهذا المنصب.

ويلفت الزوار الى استحداث إسرائيل لميناء جديد لها في جزيرة قبرص في وقت باشرت الادارة الاميركية بناء " ميناء بايدن " على شاطئ غزة لتقديم المساعدات الى الشعب الفلسطيني، وايضا إستحداث مرفأ خاص في قبرص فيما بناء ميناء غزة يتطلب نحو شهرين ،بما يعني ان الحرب طويلة في هذا الجانب من القطاع الفلسطيني ..




فبحسب الزوار إن بناء الموانئ هو خطوة هدفها أن تحضّر إسرائيل لحرب أوسع وحكمًا مع حزب الله، ففي ما خص الحرب على غزة وتطويق مدينة رفح هو أمر سينتهي بعد مدة بلجوء الفلسطنيين الى إجتياز الحدود مع مصر وفق أية طريقة تدميرية للعوازل هربًا من القتل والجوع بما يصب في خانة الهدف الإسرائيلي الهادف الى تفريغ غزة من أهلها.

ويتابع الزوار قولهم بأن المرفأ الاسرائيلي في قبرص يندرج في إطار تحسب إسرائيل لحربها الواسعة مع حزب الله نظراً لامتلاكه كميات من الصواريخ التي قد تطال عمقها وموانئها ولاسيما في المناطق التي تسمى حيوية المنتشرة في شمالها ،بحيث يتوقف الزوار امام القدرات التعطيلية لصواريخ حزب الله من قبل منصاة باتريوت وما شابه من التي يمتلكها الجيش الاسرائيلي ،وهي لن تستعمل على سبيل المثال والمعلومات الموثوقة لخبراء عسكريين وأمنيين حسب الزوار إذا ما أطلقت صليات كثيفة من صواريخ كاتيوشا أو غراد الغزيرة العدد والزهيدة السعر مقارنة باسعار صواريخ التصدي الاسرائيلية إضافة الى احتمال واقعي هو أن ليس كل صواريخ حزب الله سيتم إسقاطها من قبل الجيش الاسرائيلي ، بل ان الصواريخ العادية ستطال شمالي اسرائيل وهو امر تتحضر له بانزال المواطنين الى الملاجئ ..



إذاً عمق منطقة شمال اسرائيل شعبيًا واقتصاديًا ستكون تحت وطأة كثافة نار حزب الله في المرحلة الاولى من الحرب ، ثم ان الدفّة حسب الزوار ،ستميل لاحقاً لصالح إسرائيل لتحقيق النتيجة، وان إشعال إسرائيل لحربها على لبنان سيكون بعد إنهاء حرب غزة لأن فتحها لجبهتين معًا سيجبرها على إستدعاء الاحتياط من قطاعات العمل والانتاج فيؤثر ذلك على إقتصادها المتراجع نتيجة حرب غزة، اذ من الافضل اعادة جنود الاحتياط الى اعمالهم في المناطق المحازية لغزة لتنشيط الاقتصاد ،ومن ثم يتم استدعاء جنود احتياط المنطقة الشمالية .

إذاً رغم تقسيم اسرائيل لعدة قطاعات عسكرية ، غير مترابطة سيؤدي ذلك حكما لإستنزاف الاقتصاد ،لكن المؤكد أن المعركة حاصلة مع حزب الله لأن تهديد هذا الاخير لشمالها لا يمكن تبديده في التفاهمات كما حصل في حرب 2006 ولا سيما بعد إقدام حماس على عملية طوفان الاقصى التي إقتبستها من تهديدات حزب الله الذي طالما هدد بإجتياح الجليل، لكن اسرائيل لن تتوغل مسافات عميقة كما سابقا ،لكنها ستركز على تعطيل القدرة النارية للحزب ،بعدما حولت المناطق المتاخمة اليها نتيجة قصفها الى مناطق عازلة ومكشوفة امام جيشها لتعطيل اية عمليات تسلل لعناصر حزب الله او غيرهم ....



إذاً ليس فقط لا توجد إدارة أمريكية قادرة على حسم الموضوع يتابع الزوار، بل لا يوجد حتى إدارة أميركية لهذه الحرب ،كما ان كل من بايدن وترامب يسعيان إلى إرضاء إسرائيل في هذه المرحلة ما جعل عامل الوقت لصالحها حتى تحقيق ما تعتبره حماية وجودها الذي يلقى دعم أمريكي.



اما كيف ستكون حربها على لبنان ؟
يجيب زوار المقرات العسكرية -الدبلوماسية في واشنطن ،بان قرار شن الحرب على حزب الله قد اتخذ من قبل القيادة الاسرائيلية التي ترهقه بعمليات القصف والاغتيال وتستنزف طاقاته ، وقد بات مسألة وقت لان هاجس انقضاض حزب الله على المستوطنات الشمالية هى امر متجذر في ذهن المستوطنين ، ولا يمكن تبديده الا بفرض واقع جديد ، تحققه العمليات العسكرية ضد حزب الله وستشتعل معه عدة جبهات عدة على مدى الاقليم بقرار ايراني ،واهمها محور باب المندب الذي ستتولى قوى حارس الازدهار التعاطي معه عسكريا ...دون معرفة مدى قدرة ايران على البقاء خارج المواجهات العسكرية المباشرة ....