خاص - احتمالات الحرب الموسعة ترتفع..هل اقترب "ضبط النفس" من نهايته؟ - بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, March 14, 2024

خاص الكلمة ونلاين
بولا اسطيح


تقول مصادر مطلعة على جو حزب الله ان احتمالات الحرب الموسعة طوال الاشهر الماضية لم تكن تتجاوز ال20% لكن في الاسابيع والايام القليلة الماضية وبعد توسيع العدو الاسرائيلي رقعة عملياته لتشمل بعلبك بات يمكن الحديث عن احتمالات تلامس ال40%.
هذا الجو بات اكثر من طرف يتبناه، بمقابل جو ثان يتكىء على خروج نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قبل فترة وجيزة ليطمئن الا حرب موسعة بنسبة 90%.



المروجون لارتفاع احتمالية الحرب الموسعة ينطلقون من جو دولي يرجح ان تقرر تل ابيب الانقضاض على حزب الله ولبنان بعد الانتهاء من اجتياح رفح. اجتياح لم يعد مستبعد ان يحصل خلال اسبوعين او 3 بعد فشل مساعي الهدنة في رمضان. ويعتقد هؤلاء ان تقليص دور ونفوذ "حماس" وتفكيك قدراتها على تنفيذ هجوم مماثل لذلك الذي نفذته في السابع من اكتوبر الماضي يفترض ان يلاقيه آداء مماثل على الجبهة الشمالية اي ان يتم توجيه ضربة كبيرة وموجعة لحزب الله تتأكد تل ابيب والمستوطنون في الشمال بعدها ان اي سيناريو مماثل لسيناريو "طوفان الاقصى" لن يتكرر في الاشهر والسنوات الماضية هذه المرة من قبل حزب الله.



ويرى من يعتقدون ان الحرب حاصلة لا محال ان واشنطن التي تعلن انها لا تريد توسعة الحرب باتجاه لبنان قد لا تمانع ذلك في حال قدّم لها الاسرائيليون خطة واضحة تلحظ نتائج حتمية لهكذا حرب على اساس ان المنطقة اصلا في حالة حرب والمجتمع الاسرائيلي هو اليوم في هذا المستنقع، لذلك قد يكون من الافضل "ترويض" حزب الله وقص جناحيه.



كذلك يبني هؤلاء على عدم قدرة حزب الله على مواصلة سياسة "ضبط النفس" طويلا خاصة بعدما وسّعت اسرائيل رقعة عملياتها لتشمل البقاع وبعد ارتفاع عدد شهداء وجرحى الحزب اضافة للدمار الكبير اللاحق في المناطق الجنوبية الحدودية. ويعتبرون ان العمليات التي ينفذها الحزب ردا على كل ذلك لا تزال تُعتبر رمزية مقارنة بحجم واهداف العمليات الاسرائيلية، وهو ما يدركه انصاره الذين يدفع قسم كبير منهم لمواجهة حقيقية مع اسرائيل.



بالمقابل، يعتبر من لا زالوا يستبعدون الحرب انه لو كانت اسرائيل قادرة على خوض مواجهة موسعة لما عدّت للعشرة. اضف ان جيشها الذي يقاتل منذ ستة اشهر بات منهكا وغير قادر على خوض حرب ضارية شمالا. ولعل العامل الابرز الذي لا زال يردع العدو عن توسيع حربه على لبنان هو علمه بأن حزب الله لا زال يلتزم بخطوط حمراء في العمليات التي يشنها، لكن وفي حال كانت الحرب الكبرى فآثارها وتداعياتها ستكون اكبر من قدرة الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين على تحملها خاصة مع ترجيح اشتعال كل جبهات الداخل بوجهها دفعة واحدة ما يشكل تهديدا للكيان ككل.



ويعتقد هؤلاء ان تل ابيب ومن خلال شكل الحرب الحالية التي تشنها على حزب الله انما تحقق اهدافها من دون تكبد فاتورة عالية، بحيث اثبتت انها قادرة على "اصطياد" عناصره وبعض قادته بفعل تفوقها التكنولوجي كما انها تدمر جزءا كبيرا مما تقول انها "بنية تحتية" للحزب من دون ان تكون الردود بحجم الافعال.
وسواء صحّت الرؤية الاولى ام الثانية، فما هو مؤكد ان هناك تفاهماً ايرانيا -اميركيا ضمنيا مستمرا منذ نحو ٦ اشهر على عدم توسع الحرب.. لكن الكباش بين الطرفين ومحاولات تل ابيب الواضحة لجر واشنطن الى حرب موسعة تعتقد انها تستطيع من خلالها "تحييد" حزب الله، يجعل من غير المستبعد في لحظة معينة ان يقرر احد الطرفين ضرب التفاهم السابق ذكره عرض الحائط اذا ما وجد ان مصالحه الكبرى تتحقق من مواجهة موسعة خاصة وانهما يتواجهان عبر ادوات واطراف ودول ثالثة، ما يجعل اي فاتورة يدفعانها قابلة للاستيعاب!