خاص - حرب مفتوحة بين التيار والحزب؟ - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, February 22, 2024

خاص الكلمة أونلاين
بولا أسطيح


لم يعد يصح الحديث عن انتهاء تفاهم مار مخايل. التفاهم انتهى قبل سنوات وبالتحديد منذ أيقن العونيون ان تخييرهم الحزب بينهم وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري لا يصح وان حارة حريك ستختار ارضاء عين التينة الف مرة ولن ترضي ميرنا الشالوحي ولو مرة واحدة في حال كان ذلك يؤدي لزعل "الاستاذ". فحزب الله يعتبر ان دينه وفاه لمؤسس "الوطني الحر" العماد ميشال عون مع ضمان انتقاله الى قصر بعبدا..حينها ارتضى ان يزعل الاستاذ ولم يرتضيها يوما بعد ذلك.
فخلال السنوات ال٦ التي قضاها عون رئيسا للجمهورية، حاول الحزب البقاء على الحياد في معركة كسر العضم المحتدمة بين حليفيه. ظن العونيون ان الحزب سيصطف الى جانبهم في المعركة وسينصرهم فأخطأوا حساباتهم مرة جديدة.



مع مغادرة عون قصر بعبدا انتقلت علاقة التيار - الحزب من حالة الجمود والاستقرار السلبي الى حالة الانحدار. اعطت القيادة العونية الحزب اكثر من فرصة ليصلح الامور فلم يفعل وانتهى التفاهم وان لم يُعلن عن ذلك رسميا بعد.




لكن ما لم يكن في الحسبان ان ينتقل الطرفان من التفاهم سريعا الى المتاريس فيبدآن اطلاق النار على بعضهما البعض. تغطية الحزب لتمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون والتي خاضها رئيس "التيار" على انها معركة حياة او موت، يعتبرها الاخير اولى الرصاصات التي أُطلقت بظهره. ثانيها كان تعيين رئيس للاركان مؤخرا من دون اعارة اي اهتمام للموقف العوني المتشدد القائل بوجوب عدم تجاوز وزير الدفاع وتفادي التعيينات غير الاضطرارية بغياب رئيس الجمهورية.
رصاصتان لم يتأخر العونيون بردها مباشرة الى صدر الحزب، مع خروج العماد عون لينتقد تحويل جبهة الجنوب جبهة دعم ومساندة لغزة وليصوب على مبدأ وحدة الساحات. كل ما حصل قبل الخروج بهذه المواقف شيء، بالنسبة لحزب الله، وبعدها شيء آخر تماما. فاذا كانت حارة حريك تتفهم كل الاعتبارات التي ادت في كثير من الاحيان لانتقادات عالية النبرة من باسيل، الا ان خروج عون نفسه بهذه المواقف وفي هذا التوقيت بالذات لا يمكن ان يمر مرور الكرام لدى قيادة الحزب التي لطالما تعاملت مع موضوع مواجهتها مع اسرائيل كخط احمر…




مواقف عون كشفت الحزب مسيحيا. اذ بات مؤكدا الا غطاء مسيحي لقتال الحزب جنوبا والا مكون مسيحي اساسي مقتنع بأن الحرب هناك حرب استباقية لمنع اسرائيل من مهاجمة كل لبنان. تبرير القتال في سوريا استباقيا، دعمه العونيون وتبنوه، اما محاولة كسب الداخل اللبناني اليوم بشعار "الحرب الاستباقية" بعدما اطلق الحزب المعركة بشعار "على طريق القدس" الذي لا يزال شعاره الاساسي، فلا يمر على احد.




على الارجح الغطاء المسيحي لم يعد يعني كثيرا لحزب الله بعدما بات قادرا على التحكم بكل القرارات سواء تلك العادية من خلال الحكومة او الاستراتيجية من خلال فائض القوة الذي يجعله يتخذ قرار الحرب والسلم دون الوجوع لاي مسؤول في هذه الدولة. ولعل الاخطر من كل ذلك انه بات هو الذي يفاوض باسم لبنان، كل لبنان..سواء اكانت النتيجة الحالية بسبب ذكاء ودهاء الحزب وقادته، او فشل وغباء باقي القيادات، فالمحصلة واحدة: الحزب بات الحاكم بأمره ومصير كل اللبنانيين بات مرتبط بقرار السيد حسن نصرالله وايران..