خاص - هكذا " تخدّر "الممانعة شعوبها قبل سقوط غزة لتتملّص من فشل رهاناتها - سيمون أبو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, February 20, 2024

بدلاً من أن تقوم "الممناعة" بتقييم أبعاد ونتائج الضربات الاميركية على قواتها بالإضافة الى الغارات الإسرائيلية داخل العمق اللبناني، فهي تسعى إلى إلهاء جمهورها بمواضيع تضليلية لعدم محاسبتها على ما جلبت رهاناتها من ويلات ودمار على أوطانها و شعوبها.

فبعد إجتياح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو قطاع غزة وصولاً الى تطويق مدينة رفح مع إحتمال تهجير أبناء القطاع الى مصر، وبعد النكبة التي ألحقتها حركة "حماس" بالفلسطينيين وقضيتهم، وأيضا بعد أن وضع حزب الله لبنان في عين العاصفة تحت عنوان "حرب المشاغلة" التي لم تستطع كبح جماح الجيش الاسرائيلي في حربه على غزة التي أدت الى نتائج كارثية بشراً وحجراً...

بعد كل ذلك تلهي الممانعة جمهورها بالمواضيع التالي:

أولا، ركّز الممانعون من سياسيين وإعلاميين، على الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية وعمدوا الى تصوير الأمر وكأنه إنتصار للممانعة وخسارة لإسرائيل، واصفين نتانياهو بالغبي الذي سيدخل السجن، وهنا مكمن الخطورة لأنه أطاح بكافة المعايير والضوابط الانسانية .

في حين أن الخلافات الحكومية الاسرائيلية، تقوم بين فريق يرفض الهدنة ويريد المضي في الحرب والقتل على غرار وزراء أكثر تطرفًا من نتانياهو إنتقدوه لارساله رئيس الموساد الى قطر للتفاوض وأيضًا رئيس الشاباك الى مصر للغاية ذاتها، وطالبوه بأن يرسل أفراد الموساد والشاباك للقضاء على حماس والفلسطينيين وعدم وقف الحرب مهما كانت النتائج .

في المقابل يريد الفريق الثاني ونتانياهو على رأسه، تهجير الفلسطينيبن من القطاع الى مصر، مع الإصرار على إجتياح رفح وإسقاط الجدار العازل بين القطاع وبين مصر. بدوره، بدا وزير المالية الاسرائيلي بتسئيل سيموتريتش وكانه ديموقراطي الهوى إذ ترك الخيار للفلسطينيين بإختيار الهجرة الطوعية من غزة، في ظل مطالبة فريق آخر ببناء مستوطنات في القطاع على أنقاض المنازل المدمرة لعدم عودة أبناء القطاع الى ديارهم ..

إذاَ الخلاف داخل الحكومة بين من يريد أن يقتل الفلسطينيين ومن يريد تهجيرهم وليس من أجل مساعدتهم أو التنسيق لوقف الحرب.

ثانيا، وفيما يسعى نتانياهو لازالة غزة، وبعد فشل خطة حزب الله بمشاغلة الجيش الإسرائيلي ومنعه من إجتياح القطاع وتهجير أهله، راحت الممانعة تصوب على رئيس جمهورية مصر عبد الفتاح السيسي، متهمين إياه بالسعي لصفقة تهدف لاستقبال الفلسطينيين في بلاده .

ولا يخفى على أي مراقب أن تجمّع فلسطينيي القطاع في مدينة رفح، أتى نتيجة الحرب الشرسة عليهم، من دون أية خطوة مساندة من قبل إيران التي تقود محور الممانعة وتدعم منظمتي حماس والجهد الاسلامي وغيرها. كما دفعت ايران هذه المجموعات الى المواجهة بهدف تعزيز واقعها الاقليمي وتحقيق برنامجها النووي .

إذا حاليًا، وبعد أن أوصل قاىد حماس يحيى السنوار شعبه الى مشارف التهجير، باتت الممانعة توجه الانظار نحو مصر للتملص من أية نتائج كارثية محملة إياها مسؤولية الهجرة المرتقبة لابناء القطاع.

توازيا، يُتوقع أن يقدم أهالي غزة طوعيَا على إسقاط الجدار الفاصل عن سيناء للهروب من القتل والدمار والفقر والعبور نحو ملاذ أكثر أمانًا، ولن يتمكن الجيش المصري من صدّ أكثر من مليون إنسان هارب من الجحيم، بحثًا عن مكان آمن لعائلته وأولاده.

بدأ محورالممانعة باتهام جمهورية مصر العربية بأنها متواطئة، فيما إيران وأذرعها غسلوا أيديهم من الكارثة التي حلت بالفلسطينيين وقضيتهم.

ثالثا، تصوب الممانعة على تقصير الدول العربية في دعم غزة وعدم مقاتلة إسرائيل، بعدما كانت تتباهى بأن ايران وأذرعها هم الاقوى في المنطقة، وتتعرَض لهذه الدول، بأمنها واستقرارها وراحت الممانعة تتغنّى بذلك، فيما طهران هدّدت مرارا بقصف إسراىيل مرارا، لكن أيا من ذلك لم يُنفذ .

تبقى المسافة صفر، "أفيون" المعركة التي تهدف من خلالها الممانعة لإلهاء جمهورها منذ بداية إجتياح غزة حتى حينه، وهي وإن كبّدت الجيش الاسرائيلي ضربات موجعة ، الا أنها شبيهة بشعار المشاغلة فهي لم تعط نتيجة، غير بقاء جنوب لبنان مشتعلاً لتستعمله إيران ورقة في حساباتها المناطقية. وفي وقت توحي إسرائيل من خلال ضرباتها في العمق اللبناني المتاخم لمدينة صيدا بأنها تريد إستدراج حزب الله الى حرب واسعة إلا إذا نجحت الاتصالات بموافقة إيران على تجنبها مقابل ثمن تحققه على حساب لبنان...