وزير خارجية إيران يلوح من بيروت بالأمان والسلام قبل الحرب- بقلم د. زكريا حمودان
شارك هذا الخبر
Monday, February 12, 2024
إختتم وزير خارجية إيران زيارته إلى بيروت بلقاء اعلامي واسع اختصر فيه الكثير من المسافات حول ملفات المنطقة، وذلك بعبارات منسقة بين الدبلوماسية والوضوح الذي أظهره الوزير الإيراني سواء عندما تحدث عن الأمان والسلام والاستقرار في المنطقة، أو حتى عندما تحدث عن جهوزية المقاومة للمواجهة، مرورًا بانجازات المقاومة في غزة واخفاقات العدو الاسرائيلي بعد مرور ١٢٧ يوم من الحرب.
"العلاقات بين بيروت وطهران في أفضل حالاتها وإيران تريد الخير للبنان"...
احدى اهم العبارات التي ذكرها وزير خارجية ايران خلال حديثه عن لبنان هي عن العلاقات التي يعيشها البلدين والتي هي في أفضل حالاتها، وهذا التوصيف أتى بعد لقاءاته مع أمين عام "حزب الله" سماحة السيد حسن نصر الله، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ومع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالاضافة الى وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بو حبيب.
مما يعزز توصيف وزير الخارجية حول طبيعة العلاقة بين البلدين هو الحديث الواضح أيضًا عن التنسيق بين الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني من جهة والمقاومة من جهة أخرى، الأمر الذي سمح للمقاومة أن تعمل في مواجهة العدوان الاسرائيل بفعالية عالية وبشكل مباشر. ومن المؤكد بأنَّ العارفين بخبايا السياسة اللبنانية يفهمون أهمية اللِحمة الوطنية التي فرضتها هذه المعركة والتي هي التطبيق الطبيعي لثلاثية الجيش-الشعب-المقاومة المذكورة في البيان الوزاري.
المقاومة في لبنان جاهزة وقدراتها عالية
التصور الواضح لدى وزير الخارجية الايراني هو أن الكيان الصهيوني لا يستطيع أن يخوض حرب على جبهتين، كما أن قوة المقاومة في لبنان تفوق تصور اسرائيل وتوقعاتها، لكن بالرغم من ذلك يبقى مفتاح الحرب بيد نتنياهو الذي اذا ما اقدم على أي خطوة تجاه لبنان فستؤدي إلى انتهاء مستقبله في اسرائيل.
الجهوزية العالية لدى المقاومة وأهمية دورها بالاضافة الى التقيِّم الذي قدمه السيد حسن نصر الله بدقته ووضوحه كان أحد أهم ما جاء في لقاء السيد نصر الله مع وزير الخارجية الذي كان مرتاحًا لكل كلمة يتحدث بها عن المقاومة سواءً على مستوى أهمية دورها او على مستوى جهوزيتها العالية، دون ان ننسى قدرتها العالية في الوقوف كجبهة مساندة الى جانب الفصائل الفلسطينية في معركتهم ضد الكيان الصهيوني في معركة طوفان الأقصى.
الدبلوماسية الايرانية منفتحة لتعزيز الاستقرار والامان في المنطقة
جيوبوليتيك غرب آسيا بالنسبة للوزير الايراني يتمثل بارساء الأمن في المنطقة خاصة ان العنصر الذي ادخل المنطقة في الظروف الجديدة هو الاسرائيلي وجرائمه، بحيث شدد الدكتور عبد اللهيان ان مستقبل المنطقة يكون حين تشهد السلام والأمان.
أما عن ما تقوم به ايران من أجل وقف الحرب فكان واضحًا أن الدبلوماسية الايرانية هي سندباد الأمان للقضية الفلسطينية، فوزير الخارجية ومختلف المسؤولين في الجمهورية الاسلامية في ايران يعملون مع المجتمع الدولي من أجل وقف الحرب ولجم العدو الصهيوني، وفي هذا الاطار دعمت ايران وبقوة خطوة جنوب افريقيا في محكمة العدل الدولية، كما ان المساعي مع المملكة العربية السعودية ودول عربية واسلامية وغيرها لم تتوقف، خاصة بأنَّ وزير الخارجية الايراني قد ابلغ نظيره البريطاني أهمية السماح للشعب الفلسطيني ان يقرر لوحده وبدون الانحياز الغربي الى اسرائيل.
أزمة نتنياهو والإدارة الأميركية
لم يعد خفي على أحد أن الأزمة بين رئيس حكومة العدو بن يمين نتنياهو والادارة الأميركية كبيرة، فجيش العدو الاسرائيلي لم يستطع حسم المعركة عسكريًا في غزة، كما أنه فهم والاميركيين حجم قوة المقاومة، هذا الأمر أشار اليه عبد اللهيان حينما كشف عن رسائل بين اميركا وايران من اجل تجنب أن يدخل "حزب الله" في الحرب.
وبين الأميركي الذي يعيش حالة تخبط وليس لديه اي خطة لقطاع غزة والاسرائيلي الذي لا يستطيع الاستمرار في هذه الحرب بدون الأميركي، ومستقبل نتنياهو الذي بات على المحك، يعيش الاميركي والاسرائيلي حالة من الفوضى السياسية سببها الرئيسي هو كسر المقاومة في مختلف ساحاتها للانجازات العسكرية للاسرائيلي.
انتهت زيارة وزير خارجية ايران في توقيت دقيق للغاية بالنسبة لمعركة طوفان الأقصى، لكن ما هو مؤكد بالنسبة لوزير الخارجية الايراني هو ان المقاومة تعمل في فلسطين وبكل قوة، وان ايران مستمرة في دعم الفصائل الفلسطينية، وان جيش العدو الاسرائيلي الذي لم يستطع تحرير اسير واحد سيكون مجبرًا للذهاب نحو الحل السياسي الذي تستمر ايران في دعمه بالتعاون مع دول عديدة مقابل ازمة دبلوماسية كبيرة يعيشها الاسرائيلي.