خاص- هل يعي السياديون مفهوم الماركنتالية الغربية؟- بقلم المحامي فؤاد الأسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, December 9, 2023

خاص- الكلمة اونلاين

ليس هناك في السياسة الدولية حلفاء دائمون ولا أعداء دائمون بل هناك مصالح دائمة. هذه هي القاعدة الذهبية التي تحكم العلاقات الدولية.
فلا يقيم الغرب عامة والأميركيون خاصة أهمية تُذكر لمفهوم العدو او الحليف، بل الأهمية، كل الأهمية، للمصالح التي ينشدونها، ومَن يوّفرها لهم يكون محظياً، ومن يعرقلها يدفع الثمن غالياً، بغض النظر عن تصنيفه حليفاً أم عدواً، والأمثلة على ذلك كثيرة ليس أولها ولا آخرها شاه ايران وصدام حسين.
من تفنيد الواقع اللبناني، يظهر بوضوح ان قوى الممانعة، بقدراتها التسلحية والمالية والبشرية الخطيرة، وبامتداداتها إقليمياً ودولياً، تُمسك بمفاتيح وملفات استراتيجية بالغة الاهمية يمكنها المتاجرة بها ومقايضتها مع المجتمع الدولي.
فهي تتحكّم بملف الحدود وأمن المناطق الشمالية لإسرائيل، وذات تأثير فعّال بالملف الفلسطيني، وتقبض على السلطة الفعلية في لبنان وعلى ثرواته من نفط ومياه، وتُهَيّمن عليها، بدليل بازار تنازلها عن جزء من الحدود البحرية ومن ثروة لبنان النفطية لإسرائيل، كرشوة منها للعدو.
بالمقابل ترفع القوى السيادية في لبنان سقف مطالب وشعارات تخرج عن اهتمامات المجتمع الدولي لا بل تتعارض مع رغبة هذا المجتمع، ومنها رفضها التوطين والتجنيس، ودون ان تُمسك هذه القوى عملياً بأية ملفات أو مصالح حيوية يمكن بنتيجتها كسب اهتمام الغرب أو تدفعه للتفاوض عليها او دفع ثمنها.
ان مواجهة القوى السيادية للحوت الممانع وحجز موقع لها في المعادلة مهمة شبه مستحيلة، بظل حركتها الخجولة راهناً، مما يفرض وجوباً عليها امتلاكها لمشروع يمرّ لزوماً بتوحيد صفوفها واستعادة الحضور والدور والتأثير بملفات حيوية تفاوض عليها، مع ضرورة تعزيز علاقاتها العربية والدولية، وتفعيل نشاط اللوبي اللبناني السيادي في عواصم القرار، والتصدي لقدرات قوى الممانعة، وصولاً إلى فرض أجندتها السيادية.
فهل يكمن ضعف القوى السيادية بجهلها مفهوم الماركنتالية الغربية أم يكمن بتعارض المصالح بين أفرقائها وشخصانيتهم؟ وهل من أمل بحجز موقع للسيادة اللبنانية يوماً في المعادلة الدولية والإقليمية؟

المحامي فؤاد الاسمر