خاص- الراعي يزور الجنوب وحيداً...فأين الأحزاب المسيحيّة؟!- كارين القسيس
شارك هذا الخبر
Saturday, December 9, 2023
خاص- الكلمة أونلاين
كارين القسيس
بعد أسابيع من الحملة التحريضيّة التي شُنّت على البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، على خلفيّة دعوته إلى لمّ الصواني لمساندة أهالي قرى الشريط الحدودي، وبعد أن كان للسفير البابوي و لرئيس المؤسسة المارونيّة في الإنتشار المهندس شارل الحاج جولة على المناطق الجنوبيّة بهدف دعم ومساندة الأهالي، جاءت زيارة الراعي تحت عنوان التضامن مع أهالي الجنوب.
فأين الأحزاب المسيحيّة؟!
ترى أوساط مسيحيّة أنّه على الرغم من أنّ أغلبيّة الأحزاب والقوى المسيحيّة ساندت الراعي، ووقفت إلى جانبه في كلّ ما تعرّض له سابقاً، إلاّ أنّها كانت غائبة عن المشهد أمس، فلم تر أي نائب أو ممثّل عن رؤساء الاحزاب المسيحيّة الذين يجاهرون مراراً وتكراراً بوقوفهم إلى جانب بكركي في ظلّ هيمنة حزب الله على لبنان.
في هذا السياق، أوضح نائب رئيس التيّار الوطني الحرّ للشؤون الخارجيّة ناجي حايك للكلمة أونلاين، أنّ غياب نوّاب "التيّار" عن المشهد يعود لعدم وجود تمثيل نيابي في البلدة، مشيراً إلى أنّ هذه الزيارة "رعوية" وليست سياسيّة.
وشدّد على أنّه لو طُلب من نوّاب التيار مرافقة الراعي، لكانوا بالطبع لبّوا النداء، لافتاً إلى أنّ علاقة "التيّار" ببكركي وتحديداً بالبطريرك الراعي أكثر من ممتازة.
وفي سياق متّصل، أكّد مصدر نيابي قوّاتي، أنّه علم بزيارة الراعي إلى صور من خلال وسائل الإعلام، في حين انه لم يتم اعلامهم مسبقاً موضحاً أنّ العلاقة مع البطريركيّة المارونيّة وتحديداً مع البطريرك أكثر من متينة ولا تناقض في المواقف.
واعتبر أنّ الوقوف إلى جانب أهالي الجنوب الذين "فُرضت عليهم الظروف" واجب، معتبراً أنّه من أقلّ الإيمان أن تكون الكنيسة ملجأهم.
وأشار المصدر إلى أنّ "القوات" تُطالب بأن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللّبنانيّة فقط، وأن تكون مولجة من خلال الجيش اللّبناني بحماية الأهالي وبالردّ على أي اعتداء اسرائيلي.
ورأى أنّ ليس هناك أبعاد لمقاطعة هذه الزيارة، سوى عدم التنسيق وعدم دعوة النوّاب للحضور.
أمّا عن موقف الرابطة المارونيّة تجاه هذا الموضوع، ترى الأوساط المسيحيّة ذاتها أنّ "الرابطة" كانت دائماً غائبة عن السمع. وعندما اتصلنا برئيس الرابطة المارونيّة السفير خليل كرم فكان الجواب أنّه غير قادر على تزويدنا بمعلومات بسبب وجوده داخل" السفارة الأميركيّة".
"أداؤهم تعيس جداً"
اعتبر الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدراليّة الدكتور الفراد رياشي أنّ حتّى الساعة لا نعرف مدى أهميّة زيارة الراعي إلى صور، لأنّنا لم نلمس أي نتيجة ملموسة، مشيراً إلى أنّه لم يُعط لهذه الأهالي مقومات كافية ليبقوا صامدين في أرضهم ولا أي محاولات إحتواء للأعمال السيئة التي تطالهم من عمليات قصف أو من مشاكل أمنيّة على سبيل المثال قتل المسؤول القوّاتي إلياس الحصروتي.
وشدّد على أنّنا لم نر أي خطوات عمليّة على الأرض من قبل الأحزاب المسيحيّة، لافتاً إلى أنّ الأداء السيء لهذه الأحزاب لم يقتصر فقط على الجنوب، حتّى داخل المناطق التي تعدّ القاعدة الأساسيّة والسند الأساسي لهم أي مناطق "جبل لبنان"، هو الأمر نفسه، أداؤهم "تعيس جداً، فهو مبني على ردّات الفعل أو على عدم السعي بالمرّة.
وأشار رياشي إلى أنّ بعض الأحزاب المسيحيّة منشغلة بمهاجمة بعضها البعض، أو بتمرير قانون، أو عقد صفقات لاسم رئيس للجمهورية" أو التلهي بانتخابات الجامعات.
وختم، إنّ المكوّن المسيحي يمرّ بأسوأ مرحلة في تاريخه، لحظة حرجة ووجوديّة، وبدل أن يعملوا لأفق بعيد المدى وتعزيز الوجود الحرّ وليس فقط ككائنات بيولوجيّة، يتلهوا بأمور أقل ما يقال فيها "تافهة" مقارنة بالأحداث الكبيرة في المنطقة.