خاص- الدولة موجودة والمواطن الفاسد يُريد اسقاطها- بقلم فؤاد سمعان فريجي

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, December 6, 2023



يهوذا الإسخريوطي هو النموذج الذي رافقه التاريخ بالخيانة حيث باع يسوع بثلاثين من الفضة ، ومن ذلك الزمن تدحرجت كرة الخيانات والرشاوى وعم الفساد المجتمعات البشرية .
هذه معضلة شائكة تُدمر قواعد القوانين والأنظمة وتُعطل الشفافية ومنها تفوح روائح الجريمة والأستبداد ويُصبح الأنسان تائه في غابة الوحوش الذين بأموالهم يفترسون العدالة !!
ولبنان الذي ورث عن بقايا العقلية العثمانية سياسة ( البخشيش ) والتي تطورت فيما بعد لتصبح تحت عدة تسميات ( حلوينة ) ( ومساعدة ) وباقي المصطلحات اللغوية من ديكور الفساد التي اصابت لبنان مقتلاً شوه سمعته ووضعه على اللوائح السوداء في صورة مقززة !
الراشي والمرتشي يتساويان في الجرم ، المواطن اللبناني هو المسؤول المباشر عن تنامي هذه الظاهرة التي اصبحت عرفاً وعمم قوانينها المذلة .
يوجد دولة ونص وإدارات وموظفين اكفاء ، وبالمقابل ايضاً ينتشر ضعفاء النفوس والكرامة من الموظفين الذين يستدرجون المواطن للدفع عبر اساليب بدائية شارعية !
المواطن الأناني والفوضوي لا يعرف قيمة لبنان والدولة ، يُريد معاملته ان تُنحز بدقائق متجاوزاً عشرات الناس فيُقدم الرشوة بالخفاء في اساليب ملتوية ، عدا عن اصحاب النفوذ والمتمولين واصحاب السطوة الذين يفرضون سيئاتهم وفسادهم في بعض الإدارات ، وهكذا انحدرنا نحو القعر في مشهد مؤلم !
المواطن عليه احترام القوانين ولو افترضنا ان الموظف تلكئ في انجاز معاملته بانتظار ان يبتزه للرشوة ، باستطاعة هذا المواطن ان يتقدم بشكوى للقوى الامنية والقضائية ويفضحه ، لا ان يرضخ له ويُشرع موبقاته لنحتل المراتب ونتقدم على دول متخلفة تترأس لوائح الفساد .
قد يتنطح احدهم ويقول في سره ان هذا مستحيل وما يهمني ان انهي معاملتي ( وفخار يكسر بعضو ) هذه المقولات فيها من الجبانة والانتهازية وباء يجب ابادته .
او يطل علينا اخر ليقول ان راتب الموظف لا يكفي ثمن خبز ، استاذ نحن نتكلم عن معضلة تاريخية في البلد قبل انتفاضة ١٧ تشربن وتداعياتها ، ولو افترضنا ذلك بعدها اصبحت الرشوة بالدولار لا بالعملة اللبنانية وتضاعفت نسبتها ، اقفلوا افواهكم .
نعم المواطن والموظف الفاسد يجب ان يدخلوا السجون لأن الأمور بلغت حداً خارج المعقول .

وامثال هؤلاء مع زمرة من السياسيين الفاسدين المرتهنين شوهوا سمعة لبنان يوم كان نجم البلدان والأوطان وكانت عملته الرابعة عالمياً في القوة الشرائية ولا تُقفل البورصات في الدول الأقتصادية إلا عندما يتم استلام تداول بيانات بورصة بيروت ، وكان مطاره السابع في الجودة وشركات طيرانه تُنافس الخطوط الجوية الأميركية والبريطانية والفرنسية !

وهنا لا بد ان تعرف اجيال لبنانية معنى الشفافية ، يوم كان الرئيس فؤاد شهاب في موقع الرئاسة اتصل به البطريرك بولس المعوشي وطلب منه اسم شخص ليكون رئيساً لأحد الدوائر ، فأعتذر الرئيس شهاب منه قائلاً يوجد مجلس خدمة مدنية فليتفضل ويتقدم وإذا كان من أوائل الناجحين يكون صالح للمسؤولية .