خضّة واستنفار في العدلية: هذا ما حصل بين محامٍ وضابط

  • شارك هذا الخبر
Friday, December 1, 2023

غضبٌ عارم سيطر على الصفحات الرسمية لعددٍ من المحامين، بعد ساعات قليلة على نشر مقطع مصور لإشكال بين أحد المحامين ورئيس قسم المباحث الجنائية المركزية في النيابة العامة التمييزية، داخل قصر عدل بيروت.
مواقفٌ متنوعة، ومُتشابهة في المضمون، ملأت مواقع التواصل: "يُمنع المسّ بكرامة المحامين". وفي الساعات الأخيرة، نشر محامون في مواقع التواصل الاجتماعي المقطع المصور الذي ظهر فيه المحامي حسان المولى، خلال لحظات الإشكال داخل قصر عدل بيروت، معتبرين أن الأجهزة الأمنية داخل قصر عدل بيروت ألحقت الإهانة بالمحامين.



جولة سريعة في مواقع التواصل الاجتماعي، كانت كفيلة برسم صورة المشهد العام، إذ عمد البعض منهم إلى تفريغ سخطه في صفحاته الرسمية، مطالباً نقابته بالتدخل الفوري في هذا الأمر، منعاً لتكرار هذا الموقف الذي اعتبروا أنه من شأنه الحطّ من رمزية المحامي في أروقة قصور العدل.

وفي التفاصيل، فإن الإشكال قد بدأ، بعدما تهجّم المولى غاضباً على قسم المباحث الجنائية المركزية، معترضاً على مصادرة سيارة موكله، ليحتدم النقاش بعد إطلاقه سيلاً من الانتقادات التي طاولت القضاء اللبناني، وفقاً لما أفاد بعض المتواجدين داخل النيابة العامة التمييزية. وحسب المعلومات التي حصلت عليها "المدن"، فإن المولى سبق وحضر قبل أيام إلى دائرة القلم في الطابق نفسه، وطُلب منه انتظار صدور القرار القضائي المتعلق بالآلية، لكون مسألة تسليم السيارة أو حجزها، تقع على عاتق النيابة العامة التمييزية المخولة بمتابعة هذا الأمر فقط، ولا علاقة لقسم المباحث الجنائية المركزية بهذا الأمر.

دقائق قليلة، وتوجّه نحو نقابة المحامين لتقديم شكوى وللمطالبة بملاحقة قسم المباحث الجنائية. وعليه، تابعت نقابة المحامين هذه القضية وعملت على تسوية هذا الأمر بين الطرفين.



وفي حديثٍ خاص مع نقيب المحامين السابق ناضر كسبار، (الذي تابع برفقة النقيب الحالي، فادي المصري هذا الإشكال منذ اللحظات الأولى)، شدّد على أن نقابة المحامين هي المرجع الأساسي لجميع المحامين، وهي المسؤولة عن حلّ جميع المشاكل التي تواجههم، حيث أنها تمكنت من معالجة هذه المشكلة بالطريقة السليمة.

وأكد كسبار أن ما قام به رئيس قسم المباحث الجنائية، العميد نقولا سعد، هو "أخلاقيّ ومهنيّ"، حيث تقدم بالاعتذار والاستفسار مباشرة من المحامي الذي اتهمه بالاعتداء، ليسأله عما إن كان قد اعتُدي عليه بالضرب، فنفى المولى موضحاً أن عناصر المباحث هي التي حاولت توقيفه، وعليه، اضاف كسبار، "قدّم سعد الإعتذار نيابةً عنهم، وهذا يرقى لأخلاقيات المهنة وما تستوجبه في التعاطي الاجتماعي ويدل على حسن خلقيته العامة بالرغم من عدم معرفتي الشخصية به، إلا أني استعنت بآراء عدد من المحامين الذين أكدوا على سيرته وسمعته النظيفة".

وقال كسبار إن ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي هو "محط مبالغة، ولا شيء بإمكانه المسّ بهيبة المحامي ولا بكرامته"، وشدد على "ضرورة تغيير المنهج التعليمي المعتمد داخل المدارس، والبدء بإقامة حلقات تعليمية للصفوف الإبتدائية لتعليم الطلاب كيفية البروتوكولات الاجتماعية، وهو أمر ينطبق على المحامين المتدرجين لتعليمهم مجموعة من القيم المناقبية وبذلك نتفادى الخوض في أي سجال وإشكال في المستقبل".

كما شدد على أهمية تعلم مادة "آداب مهنة المحاماة" في معهد المحاماة، مؤكداً أن نقابة المحامين "تعمل دوماً على حفظ صورة المحامي ورمزيته ولن تتهاون في الدفاع عنه أبداً"، طالباً من المحامين "تهدئة أعصابهم، وفرض الحدود في التعاطي مع الآخرين، كي لا يتعرضوا لمثل هذا الموقف".

فرح منصور
المدن