كان معظم الناس سابقاً يظنون أن شعوب العالم الثالث هي فقط التي تعاني من إنعدام الديمقراطية وحرية التعبير ولكن بعد حرب غزة تبين بأن حتى دول الغرب التي تزعم أنها أنظمة ديمقراطية وتحترم حرية التعبير والفكر والدين وحقوق الإنسان شعوبها هي أيضاً تتساوى مع شعوب دول العالم الثالث في القمع عند الأمور المفصلية التي تهدد سياسة المنظومات الحاكمة فهذه الدول تعطيهم حريات إجتماعية في كثير من الأمور لاشك فيها وهذا تميّزها عن شعوب العالم الثالث ولكن عندما يتعلق الأمر بالسياسات الداخلية والخارجية فإن هذه الشعوب يسقط دورها وتسقط آراؤها والدليل هذه المظاهرات الضخمة التي تجري ولأول مرة بهذا الحجم في أميركا ودول الغرب وغيرها من دول العالم إحتجاجاً على الحرب على غزة وعلى المجازر التي ترتكب بحق أهلها لم تهز شعرة في رؤوس حكامها ولم تدفعهم لتغيير سياستهم الداعمة لهذه الحرب وإن عبّر بعض من ينتقد هذه الحرب أو صعد من لهجته الإحتجاجية والتي تبقى كلاماً في الهواء حيث لم يتم إتخاذ موقفاً واحداً ليترجم هذا الكلام عملياً على الأرض ولنا في القمة العربية والإسلامية الأخيرة خير شاهدٍ على ذلك وهذا الأمر إن دل على شيء فإنه يدل على أن هناك منظومة عالمية تحكم هذا الكوكب وتتحكم به وهي التي تجيء بالحكام وتنصبهم على كراسي الحكم في معظم دول العالم-حتى لانشمل الجميع-وهي أيضاً تسيطر على كل شبكات الإعلام المحلية والعالمية وتؤثر على الشعوب وتوجههم كيفما تريد في موسم الإنتخاب فتكون النتيجة ديمقراطية ظاهرة بينما الحقيقة هو تعيين مبطّن وهكذا تسير وتستمر الأمور!! وبناء عليه نقول أن كل شعوب العالم أو معظمها على الأقل تتساوى في العبودية للحكام كما كان عليه الحال منذ آلاف السنين وحتى الآن!!
