خاص- خلفية حراك باسيل المناطقي.. وهذا ما يخشاه.. بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Monday, October 2, 2023

خاص- الكلمة أونلاين

بولا أسطيح

قيّدت انتفاضة ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩ وقبله الاشكال الكبير الدي وقع في منطقة عاليه على خلفية زيارته الى المنطقة في حزيران من العام نفسه، حركة رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل على الارض وفي المناطق. اليوم ومع تراجع التشنج الشعبي الذي طبع المرحلة الماضية، وفي خضم أزمة رئاسية يبدو انها دخلت مؤخرا نفقا جديدا طويلا، يجد باسيل الوقت مناسبا تماما لجولة على مناطق لا يزال فيها الوجود العوني يتسم بنوع من الزخم. حاجة باسيل للشعور بأن النبض العوني على الارض لا يزال موجودا اكبر بكثير من حاجة انصاره للتواجد بينهم. اذ تقول مصادر مطلعة ان رئيس "الوطني الحر" وبعد كل التحديات التي واجهها في السنوات ال٤ الماضية وفقدانه قسما لا بأس به من جمهوره،
وهو ما أثبتته نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة، انصرف مؤخرا لاعادة الزخم للوجود العوني على الارض وتفعليه، ما يجعل لجولته الحالية التي شملت حتى الساعة عكار والبقاع غرضين اساسيين، الاول توجيه رسالة للاخصام والحلفاء على حد سواء انه لا يمكن تخطيه وتخطي شعبيته المسيحية في استحقاق يعني المسيحيين اولا وهو استحقاق رئاسة الجمهورية، والثاني دس نبض جمهوره ومدى استعداده للعودة لصفوف المعارضة ما سيتطلب حركة كبيرة ونشاط بدا واضحا انه تلاشى تماما منذ العام ٢٠١٦ مع انتقال العماد ميشال عون الى قصر بعبدا.

ولم يعد خافيا ان ما يؤرق باسيل حاليا هو قيام تسوية اقليمية دولية كبيرة تنقل قائد الجيش العماد جوزيف عون من اليرزة الى بعبدا باعتبار ان تسوية مماثلة قابلة للتطبيق السهل داخليا من منطلق ان الغطاء المسيحي لعون يؤمنه حزب "القوات" بخلاف رئيس تيار "المردة" الذي وان تم الاتفاق على اسمه خارجيا فانتخابه لن يكون ميسرا في ظل الفيتو القواتي-العوني المرفوع بوجهه وخاصة بعد ابلاغ باسيل صراحة حزب الله انه لن يسير بترشيحه بعدما احرج "الثنائي الشيعي" رئيس "الوطني الحر" بالقبول بالكثير من شروط المقايضة التي كان قد طرحها، ليتبين ان الطرح ككل لم يكن جديا ولا يتعدى احد بنود خطته لتضييع الوقت واسقاط المرشحين الرئاسيين الذين يرفضهم باسيل الواحد تلو الآخر.

ويعي باسيل او تسوية خارجية كبرى لمصلحة عون تعني ان "الثنائي الشيعي" سيسير عندها به تلقائيا، لذلك حرص حزب الله طوال العام الماضي على عدم الحديث عن فيتو على اسم عون كي لا يُحرج امام جمهوره في أي وقت باضطراره لاسقاط الفيتو انسجاما مع موقف اقليمي- دولي لا يتمناه. وتقول مصادر مطلعة:"باسيل ذهب بعيدا في معاداة قائد الجيش وحوّل المعركة بينهما معركة كسر عضم. صحيح هو منذ البداية لم يكن من داعميه لتولي قيادة الجيش لان شخصية كشخصية عون تزعج باسيل من منطلق انها شخصية مواجهة لا ترضخ لمرجعية سياسية. الا ان قيادة التيار في الاشهر الماضية ذهبت بعيدا جدا في المواجهة وبخاصة بعد خروج باسيل علنا ليتحدث عن خلفيات انتخابية- رئاسية تجعل العماد عون متراخيا في موضوع ضبط الحدود ووقف موجة النزوح الجديدة من سوريا".

لكن وبالرغم مما سبق لا يزال باسيل يعمل وفق خطة ال élimination التي اعتمدها منذ بدء الفراغ الرئاسي. هو حاليا يعتبر ان حظوظ فرنجية تقلصت الى الحدود الدنيا بعد الموقف الاخير للمبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الداعي لانتخاب مرشح ثالث غير فرنجية وازعور، ويعتقد انه في حال مر الشهران المقبلان من دون انتخابات وانتهت ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون فذلك سيؤدي لاستبعاده ايضا، بالرغم من خشيته من تمديد لهذه الولاية، يُقدم عليه اخصامه بهدف مزيد من "الزكزكة"، تمديد يمدد ايضا حظوظه الرئاسية.

اما وفي حال استبعد الرجلان، فمن هو مرشح باسيل المفضل، يجيب مصدر عوني قيادي:"مرشح باسيل المفضل هو باسيل نفسه وان كان لم يفاتح احد بذلك حتى المقربين منه".