خاص- أقزام السلطة يقتاتون على نار النازحين- بقلم المحامي فؤاد الاسمر
شارك هذا الخبر
Saturday, September 30, 2023
واجه لبنان بعد نكبة العام ١٩٤٨ أزمة تدفق مئات الاف اللاجئين الفلسطينيين اليه الذين أقاموا فيه بطريقة عشوائية. وكان الرئيس كميل نمر شمعون اول من عمل على ضبطهم وتنظيم وجودهم عبر اسكانهم في مخيمات مضبوطة امنياً وجغرافياً، كما عمد الى اجراء مسح دقيق وشامل لهم ولولاداتهم، ومنَعَ عليهم العمل والتملك واكتساب الجنسية اللبنانية وذلك رفضاً لتذويبهم في لبنان وحثّهم على العودة الى بلادهم. اليوم يواجه لبنان الازمة ذاتها مع اللاجئين السوريين، الذين تتضاعف اعدادهم، بين وافدين وولادات، وتتفاقم مخاطرهم، بما فيها الارهاب وتنامي معدلات الجريمة، الى انهاكهم الاقتصاد ومختلف البنى الوطنية، دون وجود سياسة رسمية تواجه هذه الأزمة وتحدياتها. قد يستحيل التوصل راهناً الى حلول جذرية تؤدي الى عودتهم بالقريب العاجل الى بلادهم، خاصة بظل التجاذبات الدولية من جهة وتعنت النظام السوري ومتاجرته بهذا الموضوع من جهة مقابلة، انما يبقى من الضروري والمُلِّح معالجة هذا الملف لبنانياً داخلياً للحدّ من آثاره الكارثية المدمرة على مختلف الصعد، ووضع خطة طوارئ قوامها : -ضبط الحدود بشكل صارم - حصرهم بمخيمات محددة جغرافياً وممسوكة أمنياً- احصاءهم واحصاء ولاداتهم بشكل دقيق وتنظيم سجلات رسمية خاصة بهم - التمييز بين ثلاث فئات وهم العاملين والنازحين واللاجئين، عبر اخضاع العاملين منهم الى شروط الاقامة واجازة العمل، ومنع عودة النازحين الذين يترددون الى بلادهم، وتقييد اللاجئين باقامات مؤقتة لحين تحقق عودتهم- تنظيم عملية هجرتهم وترحيل اعداد منهم الى الخارج -… من المؤكد أن السلطات اللبنانية بأجهزتها واداراتها وادواتها ليست عاجزة عن وضع وتطبيق هذه الخطة، انما المصيبة تكمن بسماسرة وأقزام السلطة الذين يقتاتون على نار أزمة النازحين، فيستغلونها اعلامياً، ويعتمدونها للابتزاز ومقايضتها بالسلاح والعقوبات والسلطة، كما والمتاجرة بها عربياً ودولياً تحقيقاً لمصالحهم الأنانية الدنيئة على حساب لبنان وشعبه. فهل انعدم في هذا البلد، بتاريخه وثقافته وغناه الحضاري، وجود مسؤولين شرفاء يعملون باخلاص لأجله؟