موفد قطر: 4 أسماء... ورسائل "متطايرة"- جوزفين ديب

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, September 26, 2023

تتسارع الإشارات "الرئاسية" الآتية من قطر والسعودية. وذلك عشية وصول الموفد القطري، حاملاً النسخة الثانية من "هويّة" اللجنة الخماسية، التي تضمّ إلى قطر والسعودية، مصر والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، التي انتهت مبادرتها أو تكاد.

صدر موقفان عن المملكة العربية السعودية في الساعات الأخيرة في شأن لبنان:

- الأوّل عن السفير وليد بخاري، خلال الاحتفال باليوم الوطني السعودي: "الفراغ الرئاسي يبعث على القلق البالغ ويهدّد الجهود المبذولة لتحقيق الإصلاحات الملحّة".

- الثاني عن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الذي أعلن من مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك أنّ "المملكة تقف إلى جانب الشعب اللبناني"، داعياً "كلّ الأطراف اللبنانية إلى تنفيذ إصلاحات شاملة تقود لتجاوز الأزمة".


تتسارع الإشارات "الرئاسية" الآتية من قطر والسعودية. وذلك عشية وصول الموفد القطري، حاملاً النسخة الثانية من "هويّة" اللجنة الخماسية، التي تضمّ إلى قطر والسعودية، مصر والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، التي انتهت مبادرتها أو تكاد

انطلاقاً من التأكيد الدائم على تنفيذ إصلاحات "شاملة" و"ملحّة"، تأتي المبادرة القطرية التي يعمل عليها الموفد جاسم بن فهد أل ثاني الملقب بـ"أبو فهد"، لتترجم العنوان الأساسي للّجنة الخماسية، وهو أن تعكس هويّةُ الرئيس المقبل تطلّعاتِ الدول إلى مسار إصلاحي داخلي وضعت أساساته في أكثر من بيان كان أوّلها "البيان الثلاثي" الذي صدر في نيويورك (فرنسا وأميركا والسعودية) العام الماضي، وآخرها ذلك الذي صدر عن "خماسية" الدوحة، في حين لم يصدر عن "خماسية" نيويورك أيّ بيان. وبالتالي لم يعد هناك مجال للشكّ في أنّ العودة إلى الصيغ الرئاسية القديمة أصبحت مرفوضةً بشكل قاطع، دولياً على الأقلّ.


4 أسماء... وأبرزُها

في اجتماع الدوحة، الذي حضره الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، اتفق ممثّلو اللجنة على أن تتراجع كلّ دولة عن تبنّي مرشّح واحد، لفتح طريق التسوية مع مجموعة أسماء، ترجمها لودريان حين أعلن من دارة السفير السعودي في بيروت أنّ المعادلة السابقة لا حظوظ لها بالنجاح، وفتح باب الذهاب إلى مناقشة أكثر من اسم يمكن التوافق على أحدهم.

من هذه الذاكرة القريبة يصل القطري ومعه هذه اللائحة:

- قائد الجيش جوزف عون.

- النائب نعمت إفرام.

- المدير العامّ للأمن العامّ اللواء الياس البيسري.

- الوزير السابق زياد بارود.

يقول مطّلعون على المساعي القطرية المدعومة سعودياً وأميركياً إنّ بعض هذه الأسماء طُرحت لأنّها تحاكي تطلّعات بعض القوى السياسية على الرغم من صعوبة التوافق عليها، فيسقط بذلك اتّهام الدوحة وخلفها الخماسية بأنّها تريد "فرض" اسم واحد على اللبنانيين. لكنّ الكلمة الأخيرة تبقى للشخصية التي يتوافق عليها الداخل ويتقاطع فيها مع الخارج.

جال "أبو فهد" على عدد من القوى السياسية من دون تحقيق الخرق الرئاسي المنشود حتى هذه الساعة. إنّما الخرق الوحيد المهمّ حتى الساعة هو تكريس سقوط معادلة سليمان فرنجية – جهاد أزعور. فالمعلومات تشير إلى أنّ "أبا فهد" من جهة يهيّئ لزيارة الوزير محمد الخليفي في تشرين الأول، ومن جهة ثانية ينتظر لودريان العائد إلى لبنان على الرغم من كلّ الكلام عن خلافات في الإدارة الفرنسية حول الملفّ اللبناني وانقسامها بين جناح سياسي يتقدّمه باتريك دوريل يريد الإبقاء على المبادرة القديمة وآخر يمثّل "المخابرات" يسعى إلى القفز فوق القديم والعمل على اسم جديد. وفي تشرين سيُحسم مصير المبادرة الفرنسية، وستجد قطر نفسها لاعباً شبه وحيد.


تقول المعلومات إنّ الجهد القطري ينصبّ على مثلّث "الثنائي – باسيل – فرنجية"، لإقناعهم برئيس يتقاطعون به مع المعارضة

رسائل "متطايرة"

بالتوازي مع جولة "القطري" الذي يحمل معه لائحة من أربعة أسماء، صدرت في الداخل رسائل متطايرة، كلّ منها يؤكّد أكثر عمق الأزمة. من بينها:

- نائب الأمين العامّ للحزب الشيخ نعيم قاسم الذي وجّه تحيّة إلى الجيش اللبناني وإلى "عقيدته المقاومة"، ثمّ أكّد أنّ أمام الحزب أكثر من مسار لانتخاب رئيس، ومنها الحوار مع التيار، وحوار الرئيس نبيه برّي، وهناك مسار ثالث قد يكون أسرع بكثير وقد يلجأ إليه الحزب بهدف انتخاب رئيس.

هنا تقول مصادر مطّلعة على موقف الحزب إنّ هذا الكلام مقدّمة تفتح باباً للتجاوب مع المسعى القطري الذي سيتبلور في الأيام المقبلة لمصلحة الخيار الثالث.

- فرنجيّة: يتناغم كلام قاسم مع ما نُقِلَ عن فرنجية: "إذا أردت أن أنسحب فسأنسحب لمصلحة جوزف عون، لكنّ الوقت لم يحِن بعد". وهذا يعني أنّ رئيس تيار المردة سيكون أساسياً في تسمية الرئيس المقبل على قاعدة أنّ الحزب لن يتخلّى عنه بل سيكون إخراج الانسحاب من المعركة مشتركاً.

- جبران باسيل: وصل الكلام إلى مسامع باسيل الذي ردّ من عكّار على فرنجية قائلاً: "بيضحكوني السياسيين يلّي ما همّهم إلّا يجيبوا رئيس نكاية فينا، مش كرمال البلد! قال شو: "عليّ وعلى باسيل يا ربّ". يا حبيبي، عليك وحدك. إنت اصطفل إذا بدّك تغرق، نحنا ما رح نغرق معك".

- كتلة الاعتدال الوطني: في هذا الوقت تقوم كتلة الاعتدال الوطني بجولات في ظاهرها المطالبة بإعادة تشغيل مطار القليعات، وهو مطلب فعليّ تحمله، وفي باطنها نقاش رئاسي يتعلّق بإمكانية التجاوب مع المبادرة القطرية (السعودية) الرئاسية، خصوصاً أنّ كتلة الاعتدال نفسها قدّمت نفسها منذ بداية الأزمة باعتبارها وسطية أمام الاصطفافات الحالية.

النائب في "الاعتدال" سجيع عطية يقول لـ"أساس" إنّ قطر "تعرف في لبنان الداء والدواء، وهي تُعدّ الدواء كما سبق أن عملت في اتفاق الدوحة". ويحكي عطية رواية كان يرويها له خاله: " في 3 بيمشوا معك: يا قابض، يا موعود، يا متأمّل". يوحي هنا عطية بأنّ "مكافآت" ستكون متوافرة لـ"إقناع" بعض النواب والكتل بالانضمام إلى التسوية. ويتقاطع هذا مع كلام انتشر في البلد عن إرادات بدأت تلين: "والبعض بدأوا برفع أسعارهم"، بحسب مرجع سياسي مواكب.

في الكواليس أيضا كلام عن مفاوضات فوق الطاولة وتحتها، ومنها ما يتناول آليّات لتعديلات دستورية لم ينضج بحثها بعد.

في هذا الوقت يصرّ "الثنائي الشيعي" على فرنجية في لقاءاته الرسمية. وهذا ما أبلغه للموفد القطري. ويصرّ باسيل على رفض قائد الجيش. وهذا أيضاً ما أبلغه لـ"القطري"، الذي لم يلتقِ فرنجية بعد.

تقول المعلومات إنّ الجهد القطري ينصبّ على مثلّث "الثنائي – باسيل – فرنجية"، لإقناعهم برئيس يتقاطعون به مع المعارضة. على أن يكون فرنجية شريكاُ في أيّ تسوية مقبلة. وبالتالي فإنّ انسحابه بالشكل التقليدي ليس وارداً، بل هو سيحصل متى حان موعد التسوية.

يعتبر البعض أنّ تشرين سيكون حاسماً، وبدأ المستوزرون يفصّلون البدلات الخريفية البيضاء. وآخرون يقولون إنّ الطبخة ما تزال غير ناضجة، بانتظار استحقاقات إقليمية ضرورية لعقد تسوية محلّية... لكنّ الأكيد أنّ الجميع بات يعرف "طريق القصر" وينتظر التوقيت للتوقيع.

المصدر: جوزفين ديب "اساس ميديا"