خاص- تيمور جنبلاط: أول دخولو شمعة عطولو؟! - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, June 8, 2023

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح

حتى الساعة، يلف التكتم المطلق اوساط الحزب "التقدمي الاشتراكي" الذي يُفترض ان يحسم رئيسه المستقيل وليد جنبلاط ورئيسه المقبل تيمور جنبلاط قرارهما بما يتعلق بجلسة الانتخابات ال١٢ التي دعا اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري. القرار متوقع ان يصدر بعد اجتماع كتلة "اللقاء الديمقراطي" مساء، وان كان جنبلاط الاب يفضل الاستفادة من المزيد من الوقت كي تستكمل "انتنانه" الشهيرة التقاط الاشارات الجديدة وآخرها تلك الفرنسية المستجدة للبناء عليها.

فبعض النظر عن ان اصوات "اللقاء" ال٨ قد لا تنجح تماما بحسم المعركة الحامية بين المرشحين الرئاسيين جهاد أزعور وسليمان فرنجية، الا انها اساسية في هذا المجال لانه لن يبقى لاي منهما الا عددا بسيطا من الاصوات لبلوغ عتبة ال65 لن يمانع عندها بتأمينها عدد من النواب الرماديين الذين يربطون اصلا موقفهم بموقف جنبلاط والاكثرية النيابية. هكذا ومن دون سابق انذار عاد "الاشتراكيون" بيضة قبان الاستحقاق الرئاسي، وهو دور يهواه زعيم المختارة ويتقنه.

ويقول احد نواب "التغيير" ان قرار جنبلاط حتى مساء امس كان بالتصويت لازعور.

وبحسب المعطيات، ما يمكن حسمه حتى الساعة ان الكتلة لن تصوت لفرنجية وهي اما ستقرر التصويت لازعور او ستربط التصويت له باقناع الفريق الآخر باسمه، وهو الموقف الذي كان قد اعلنه وليد جنبلاط شخصيا في آخر مقابلة تلفزيونية له. واذا كان القرار الاول اكثر حسما وحدة، فان اعلان الثاني مجددا في هذه المرحلة بالذات له ايضا تداعياته الكبيرة بحيث سيشكل عامل ضغط على "الثنائي الشيعي" وحلفائه من منطلق ان ذلك يثبّت ان ازعور قادر على الفوز ب65 صوتا وان الكرة في الملعب الشيعي، ما يجعل عندها ورقة ازعور ابعد من كونها ورقة حصرا لاحراق ورقة فرنجية.

وتقول مصادر مطلعة ان 3 هواجس تؤرق وليد جنبلاط وهي عمليا 3 اعتبارات ينطلق منها لحسم موقفه بالملف الرئاسي. اولا عدم استعداده للتصدي لقرار الاكثرية المسيحية اي السير بفرنجية في ظل المعطيات الراهنة لاخذه دائما الاعتبار المذهبي والطائفي اولوية في خياراته لان هم جنبلاط الاساسي يبقى الحفاظ على طائفته ودورها في الحياة السياسية.. وما لا يرضاه لها لا يرضاه لباقي الطوائف والمذاهب.

اما الاعتبار الثاني فهو قراره بعدم الدخول في مواجهة مع "الثنائي الشيعي" كونه يعلم تبعات ذلك على الصعد كافة. فبالنهاية جنبلاط حليف استراتيجي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري ولا يرى اليوم ما يلزمه صفع حليفه في الوجه خاصة وانه قارىء جيد لتطورات المنطقة التي تتجه الى الهدوء والاستقرار بعد التفاهم السعودي- الايراني واعادة دمشق للحضن العربي… ومن هنا يأتي الاعتبار الثالث لجنبلاط الا وهو الموقف السعودي، لذلك تجده يدقق بما تريده الرياض في هذه المرحلة، ولا شك ان قراره ايا كان بما يتعلق بجلسة الاربعاء المقبل سيكون منسقا بطريقة او بأخرى مع المملكة والنواب الذين يدورون في فلكها. وطالما هؤلاء لم يخرجوا ليعلنوا اي موقف حاد داعم لازعور ولا زالوا يلجأون الى المراوغة، يتبين ان الرياض ليست بصدد لعب اي دور في كسر ارادة حزب الله في مرحلة دقيقة جدا من عودة العلاقات الى طبيعتها مع طهران.

وبعكس ما قد يتصور البعض، يتأثر جنبلاط الاب كثيرا بما يريده ويقرره جنبلاط الابن. وليس قراره الاستقالة من الحزب في هذا التوقيت بالذات الا نزولا عند رغبة تيمور باستلام الدفة وادارتها على هواه…فهل يكون اول قرار يتخذه توجيه صفعة ل"الثنائي" بتبني أزعور؟