خاص - لماذا أخّر بري موعد الجلسة ١٢ لانتخاب رئيس؟ - بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Monday, June 5, 2023


لم يدع رئيس المجلس النيابي نبيه بري لجلسة جديدة لانتخاب رئيس بعد أشهر من تجميد الدعوات بحجة انها ستكون كسابقاتها جلسات "فولوكلورية"، عن طيب خاطر. فخروج الكتل المسيحية الرئيسية والقسم الاكبر من نواب المعارضة لاعلان تبني ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لم يكن يتوقعه لا بري ولا حزب الله. لذلك ما انفكا يرددان ان الكرة في الملعب المسيحي وان الفراغ في موقع الرئاسة الاولى يتحمل مسؤوليته المسيحيون انفسهم. اليوم وامام المشهد المستجد، يجد "الثنائي الشيعي" الذي بقي أشهرا في موقع قوة في هذا الملف، نفسه محرجا. فلا هو قادر على تجاوز تفاهم التيار الوطني الحر- المعارضة على أزعور وابقاء ابواب مجلس النواب موصدة، ولا هو مستعجل لجلسة تحوله من داع وضاغط لتأمين نصاب انتخاب مرشحه رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية الى معطل لنصاب لمنع وصول مرشح اخصامه.

ولم يكن قرار بري تأخير الدعوة لجلسة إلى منتصف الشهر الحالي عن عبث. فبحسب المعلومات ٣ اعتبارات جعلته يقذف الموعد حتى ١٤ حزيران. اولا، السعي لاستيعاب التطورات ودراسة الخيارات. ثانيا، محاولة الضغط على العدد الاكبر من النواب ليصبوا اصواتهم لفرنجية وفي حال تأكد ان عددهم سيكون اقل من اصوات ازعور التصويت بأوراق بيضاء. علما ان مصادر قريبة من حزب الله تؤكد ان اصوات فرنجية تتجاوز ال53 وان نحو 18 نائبًا سيصوتون بأوراق بيضاء وفق المعطيات الراهنة ما يجعل "الثنائي" مطمئنا بعدم حصول أزعور على اكثر من 57 صوتا في أفضل الأحوال. ثالثا، التأكد من موقف النائب والوزير السابق وليد جنبلاط في ظل وجود خشية لديه من ان يكون استقالته من الحزب في هذا التوقيت بالذات مرتبط بسعيه تفادي الاحراج مع بري في حال تقرر التصويت لأزعور. وترصد عين التينة وحارة حريك ايضا ما سيكون عليه موقف النواب السنة القريبين من الرياض بعدما تحولوا وجنبلاط في ظل الاصطفاف المستجد الى بيضة قبان الاستحقاق الرئاسي.

وبغض النظر عن الاجوبة التي قد يتلقاها بري او التي قد يستنتجها، فان ورقة تعطيل النصاب تبقى ورقة "الجوكر" بين يدي "الثنائي" وحلفائه رغم التهديدات الاميركية بفرض عقوبات على معطلي الاستحقاق وهي عقوبات لا تعني الحزب بشيء كما انها سبق ان طالت مقربين من بري. فبحسب مصادر "الثنائي" فان "التخلي عن فرنجية وفق المعطيات الراهنة مستحيل خاصة وان هناك من يعتقد في الداخل والخارج انه قادر على كسر حزب الله وارادته". بالمقابل، ترى مصادر معنية بالملف ان "الحزب قد يعود ليمارس سياسة التعطيل التي مارسها لفرض رئاسة ميشال عون، لكن ما لا يمكن القفز فوقه اليوم هو انه وبخلاف المرة السابقة هناك اكثرية مسيحية تؤيد مرشح واحد في وقت كان الانقسام المسيحي بأوجه عام 2014-2015.. فهل يستطيع الحزب استيعاب تداعيات القفز فوق الارادة المسيحية؟!" وتضيف المصادر:"لقاء المطران عبدالساتر بالسيد نصرالله كان هدفه التخفيف من حدة الازمة التي بدأت تتخذ طابعا طائفيًا في ظل وجود اكثرية مسلمة تدعم مرشحا معينا واكثرية مسيحية تدعم مرشحا آخر.. وهو ما تخشى اوساط مختلفة من ان تكون له ارتدادات لا تحمد عقباها في الشارع".

بالمحصلة، يبدو اننا نقترب اكثر من اي وقت مضى من معادلة ورقة أزعور لاحراق ورقة فرنجية لتطفو على السطح ورقة مرشح ثالث يضغط باسيل قدر الامكان الا تكون ورقة قائد الجيش انما ورقة كورقة الوزير السابق زياد بارود او الوزير السابق ناجي البستاني.

بولا أسطيح