خاص- جهاد أزعور : سكيزوفرينيا الافلاس والتخبط المسيحي - فؤاد الاسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, June 3, 2023

خاص- الكلمة أونلاين
المحامي فؤاد الاسمر


شكّلت الصراعات والعداوات الداخلية المسيحية السبب الأساس لخسارتهم الحرب وفقدانهم خيرة شبابهم وصولاً الى اقصائهم عن الساحة السياسية لعدة عقود. وقد أثبت التجارب الأخيرة أن اتفاقاتهم لم تكن استراتيجية بل هشة تفتقر الى الجدية وكانت سبباً لتعاظم صراعاتهم وخساراتهم.
اليوم تتكرر المشهدية ذاتها. فقد تقاطعت حسابات التيار البرتقالي، اليائس من رفض الحزب تسمية جبران باسيل للرئاسة، مع حسابات القوات والكتائب اللذين يستميتان لقطع الطريق على سليمان فرنجيه، علاوة على محاولتهم تجنّب العقوبات الأميركية على معطلي الاستحقاق الرئاسي، فسقطوا بسكيزوفرينيا الاتفاق على تسمية جهاد أزعور للرئاسة. في حين لم يجف بعد حبر "الابراء المستحيل" الذي يتهم الأزعور وفريقه بالنهب والسرقة وخراب لبنان، ولم يخفت بعد صدى انتقادات الكتائب لأزعور ولوعوده الاصلاحية الخائبة، علاوة على معارضة القوات لسياسة الأزعور المالية ولعلاقته المتينة بالرئيس بري التي ورثها عن خاله جان عبيد.
من الواضح أن تسمية جهاد أزعور تفتقد للجدية وتنمّ عن افلاس مسيحي تام اذ جاءت محض ظرفية ومنعدمة الرؤية والاستراتيجية الاصلاحية وتنذر بانقضاض أطرافها عاجلاً على بعضهم البعض.
إن حزب الوطنيين الاحرار المتصالح مع ذاته وتاريخه، والمنسجم مع مبادئه وطروحاته دعا الى الالتقاء على مواصفات الرئيس العتيد والاستناد الى رؤيته وخطة عمله ازاء سلسلة من التحديات، أهمها موقفه من السلاح غير الشرعي واقرار سياسة اصلاحية انمائية جدية شاملة، لتشكل هذه المواصفات والرؤية المعيار الاساس في عملية الانتخاب، والا فالمصير المحتوم هو الانقسام والتصادم وصولاً الى الخسارة والإقصاء.
ألم يحن الوقت لأن يتعظ المسيحيون من أخطائهم وخطاياهم الماضية ويذهبون الى مصالحة وخيارات حقيقية جامعة تعيد بناء لبنان القوي، أم أن قدرهم هو أن يُلدغوا من الجحر مرات عديدة ولا يتعلمون؟