خاص- 4 هواجس كبرى لجبران باسيل - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, June 1, 2023

خاص- الكلمة أونلاين
بولا أسطيح


لا يزال رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ينام قرير العين. وجود مؤسس التيار العماد ميشال عون ودعمه له بالصغيرة والكبيرة يجعله حر الحركة والقرار. وليس طلب تواجده خلال اجتماع تكتل "لبنان القوي" يوم امس الا اكبر دليل على انه لا يزال يحتمي بعباءته ويستمد قوته منه.
وقد لا يختلف اثنان على ان خلافة عون كانت تتطلب شخصا كباسيل، قيادي بالدرجة الاولى وذو شخصية حدة وقوية لإدارة تيار بهذا الحجم والتعامل مع ثعالب السياسة اللبنانية. وحدها الكاريزما تنقص باسيل وان كان كثيرون يعتبرون ان عون اصلا لم يكن يتمتع بالكثير منها لكن خروجه من صفوف المؤسسة العسكرية ومن قيادتها في مرحلة حساسة كان له الدور الاكبر في التفاف قسم كبير من المسيحيين حوله.
لكن ما يستطيع عون ان يقدمه لباسيل اليوم لا يتجاوز المونة على قياديين عونيين ليؤخروا انتفاضة يتمنونها من زمن بوجه من لم يترك فرصة الا واغتنمها لقص جوانحهم.. انتفاضة يؤكد المطلعون عن كثب على جو التيار انها آتية عاجلا او آجلا..
ويُدرك النواب الممتعضون ان خروجهم فرادى ومهما كان تاريخهم "النضالي" في "التيار" لا يقدم ولا يؤخر والتجارب كثيرة امامهم من زياد اسود الى حكمت ديب وماريو عون هذا اذا لم نسمّ عشرات الناشطين والمؤسسين المنشقين. وقد اوصل باسيل اكثر من رسالة ل"الممتعضين" بأنهم احرار بالانسحاب ساعة يريدون وهو ما وصلهم ايضا على لسان الرئيس عون وآخر المرات خلال اجتماع التكتل الاخير. لذلك فان اي انسحاب جديد لاي من النواب غير متوقع حاليا وهو وفي حال تم سيكون انشقاقا كبيرا في مرحلة ما بعد عون.
اذا الهاجس الاول لباسيل يبقى معلقا في الوقت الحالي وان كان يؤرقه بين الحين والآخر وبخاصة عند مفترقات الطرق والاستحقاقات الاساسية وآخرها حاليا الاستحقاق الرئاسي. فالخلافات التي تبقى مضبوطة في باقي الاحزاب تخرج سريعا للعلن حين يتعلق الامر بالعونيين.
استحقاق الرئاسة يشكل المصدر الاساس لهواجس باسيل ال٣ المتبقية واولها هاجس فقدان حلفه الاستراتيجي مع حزب الله الذي لا شك قدم له سياسيا اكثر مما اخذ منه، لصالح تفاهم محدود مع "القوات" و"الكتائب" يغيب عنه الحد الادنى من الثقة ما يرجح امكانية تداعيه عند اول مطب.
اما الهاجس الثالث المرتبط بالثاني، فهو امكانية وصول رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية الى بعبدا، ما سيشكل خسارة استراتيجية له خاصة وانه عُرض عليه ان يكون شريكا في عهد فرنجية فرفض، ما يعني انه سيعود الى صفوف المعارضة ب"لا ولا شي" سامحا لسواه بوضع اليد على كل المواقع والحصص المسيحية في الدولة ولسنوات.
ويبقى الهاجس الرابع لباسيل هو امكانية ان يؤدي كل المخاض الرئاسي الحاصل لتفاهم على انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا بعدما بات الخلاف معه حادا وشخصيا. فالمعلوم ان باسيل كان من بادىء الامر غير مرحب بتسميته من قبل الرئيس عون لقيادة الجيش، لكن الاخير كان حاسما بقراره. واليوم وبعد كل الخلافات والتراكمات بين الرجلين باتت خشية باسيل من وصوله الى بعبدا كبيرة لعلمه انه في حال توفرت عوامل نجاح عهده فذلك قد يسمح له ب"الاكل من الصحن العوني". فبحسب العارفين بالعلاقة بين الرجلين، فان باسيل يفضل الف مرة وصول فرنجية على وصول عون الى سدة الرئاسة الاولى لان الاول لن يؤثر على شعبيته بخلاف الثاني باعتبار ان قسما كبيرا من العونيين انتفضوا اصلا بعد تنامي الصراع بين الرجلين مؤخرا ورفضوا الهجوم الباسيلي على قائد الجيش.
اذا هي مجموعة هواجس تجعل تعامل باسيل مع الملف الرئاسي حذرا جدا. فهو يعيد حساباته في اليوم الف مرة، خشية ان تنقلب كل خططه عليه ويخرج من "المولد بلا حمص"!