تطهير الجامعة اللبنانية من المسيحيين برعاية أحزابهم! سارة بعقليني

  • شارك هذا الخبر
Monday, May 15, 2023

خاص- الكلمة أونلاين
سارة بعقليني

يشغر اليوم منصب عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، وحتى تاريخه لم يُقدم رئيس الجامعة الدكتور بسام بدران على تكليف عميد جديد ينتمي إلى إحدى الطوائف المسيحية. إن التأخير في التعيين مردّه إلى محاولة تمرير تعيين أستاذ مسيحي اختاره تيار المستقبل ويحظى ببركة الثنائي الشيعي. فرئيس الجامعة عملًا بتوجيهات دولة رئيس مجلس النواب وقع خياره على مرشح ضعيف لا يحظى بالغطاء المسيحي. فمعايير التعيين أشبه منها سياسية لعزل ما تبقى من مسيحيين في الكلية، بعيدًا كل البعد عن المعايير الأكاديمية، حيث أقلّه، إنّ مشغّل البحث غوغل كفيل بكشف مؤهلات المرشحين وإنجازاتهم. 

في المحصّلة، لم يبقى إلا مدير مسيحي واحد من أصل تسعة مدراء في كلية الحقوق، هو مدير الفرع الثاني في جل الديب.

الخطة بدأت تنقشع السنة الماضية، عندما امتنع رئيس الجامعة عن تعيين مدير مسيحي لمركز المعلوماتية القانونية التابع لكلية الحقوق بالرغم من فوز مرشحتين مسيحيتين بالترشيحات وفقا للقانون ٦٦، ولا يزال رئيس الجامعة يغطي الوجود غير القانوني لمدير من الطائفة السنية بعد انتهاء ولايته منذ أكثر من سنة ونصف، تلبية لرغبة النائب السابق السيدة بهية الحريري. كذلك، يغطي رئيس الجامعة الوجود غير القانوني لمدير مركز الدراسات السياسية التابع لكلية الحقوق والذي أحيل إلى التقاعد منذ سنتين، فقط لأنه مستشار لمجلس الشورى في حزب الله. 

طبعاً، لا يتحمل رئيس الجامعة وحده مسؤولية  مخالفة القانون والعبث به عبر إبقاء موظف متقاعد على رأس مديرية، وعبر إبقاء مدير انتهت ولايته في مركزه، بل يشاركه خنوع عميد كلية الحقوق الذي لم يعترض يوماً على قرارات الرئيس، بل يسعى لإرضائه أملًا بالفوز بمركز مستشار بعد التقاعد.

في السياسية، هناك غياب تام للمرجعيات المسيحية التي غيّبت نفسها بالرغم من الشعارات الرنانة بشأن حقوق المسيحيين، حيث تحوّل محازبيهم في كلية الحقوق والعلوم السياسية إلى موظفين مطواعين بيد رئيس الجامعة ينفذون تعليماته بالحرف خدمة لمخططاته. 

هذا السلوك التغييبي للشريك المسيحي، مورس أيضاً منذ شهرين في كلية الآداب، حيث تمّ تعيين عميد من الطائفة السنية قبل عدّة أسابيع من انتهاء ولاية العميد، عبر استبعاد وزيرة سابقة مسيحية خضعت لآلية ترشيحات القانون ٦٦.

هذا الحلف ما بين الثنائي الشيعي والوصيّة على تيار المستقبل يطيح بما تبقّى من كفاءات مسيحية في الجامعة، وسط انكفاء دور البطريركية المارونية عن متابعة الملفات التربوية، حيث أولوياتها في مكان آخر، بالرغم من مجاهرة السيد البطريرك بحماية وظائف الفئة الأولى في الدولة.


إن مصادرة القرار المسيحي في الجامعة، والاستخفاف المقصود بالمرجعيات المسيحية، يشكل إساءة واضحة أولًا لحلفاء الثنائي الشيعي المسيحيين، وثانياً ضرباً للميثاق الوطني والمناصفة، هذا الشعار الذي يتغنى به تيار المستقبل قولًا وليس فعلًا.

رسائل عدّة تكمن وراء آلية التعيين المتأخّر لعميد كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية الشاغرة من الوجود المسيحي. هل وصل إذلال المرجعيات والأحزاب المسيحية إلى هذا الحدّ؟