خاص- فرنسا اللقيطة المتسوّلة- المحامي فؤاد الاسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, May 13, 2023

كتب المحامي فؤاد الاسمر:

أمام عظمة تاريخ وتقاليد بريطانيا العظمى وآخر تجلياتها تنصيب الملك تشارلز الثالث، يثور السؤال بعد قرون من التجارب عن جدوى تدمير النظام الملكي في العديد من الدول وعلى رأسها فرنسا بدلاً من الاقتداء بالبريطانيين والمحافظة على هذا الارث المجيد مع تطويره لمواءمة الديمقراطية الحديثة؟!
الفرنسيون الذين دمروا حضارة عريقة تحت شعارات الثورة الفرنسية اضاعوا اليوم مبادئ هذه الثورة وباتوا مجرد مرتزقة ولقطاء لا ارث لهم ولا تقاليد، واقاموا عليهم "ميكرو" رؤساء لا يعدو كونهم زمرة هواة يتسولون مكاسب وبطولات تافهة لتجديد ولايتهم، فتجنّدوا سماسرة في بلاط الفرس كسباً لعقود نفطية ولمنافع بخسة في سوريا ولبنان لن تتحقق لهم.
فرنسا التي سطع منها عصر الانوار وعُرِفت بكبار رجال الفكر المتنوّرين وأغنت البشرية بحضارتها الانسانية، حطمت اليوم تقاليدها العريقة وشعارات الحرية والمساواة والاخاء وخذلت اصدقاءها اللبنانيين منذ عقود في مختلف النكبات التي ألمّت بهم، وخانت ثقتهم وتواطأت ضدهم بطمس انفجار مرفأ بيروت وبهدر دماء ضحايا ثاني أكبر انفجار بتاريخ البشرية، وصولاً الى السعي لتنصيب سلطة الأمونيوم عليهم.
تاريخها شنق ذاته وحاضر سياساتها ورؤسائها أخرجها من المعادلة الدولية وأفقدها الاحترام. فهل تتصالح الأم الحنون مع تاريخها وتعود لقيّمها؟