تتابع بنشعي كما عين التينة وحارة حريك بترقب وحذر ما يتم تداوله عن مشاورات ولقاءات بين قوى المعارضة و"التيار الوطني الحر" بهدف التفاهم على اسم مرشح للانتخابات الرئاسية. فهي وان كانت لا تتوقع ان ينتهي هذا الحراك الى خواتيم، الا انها بالوقت عينه لا تُسقط سيناريو انتقال القوى المسيحية من التفاهم على رفض فرنجية الى تفاهم على اسم رئيس يقطع الطريق عليه اذا ما شعرت ان هناك تقاطعا اقليميا ودوليا كبيرا على اسمه قد لا تتمكن من مواجهته الا اذا انتقلت من التعطيل الى الاقدام. ولا يزال النائب غسان سكاف محور الحركة بين قوى المعارضة وباسيل. لكن تفاؤله المفرط وتحديده مواعيد للاعلان عن اسم مرشح توافقي لم يتم الالتزام بها، اضافة لعوامل ومعطيات كثيرة اخرى، تجعل احتمال وصول مبادرته الى هدفها ضعيفا. ولا ينفي احد نواب "التغيير" ان هذا الحراك لا يزال قائما، لكنه في الوقت عينه يبدو متشائما حيال التفاهم على اسم مرشح واحد مع باسيل، قائلا:"نحن كقوى معارضة لم نتمكن ان نتفاهم على اسم واحد، فكيف الحال ان نتفاهم جميعا ومع باسيل على هذا الاسم؟!" ويشير المصدر النيابي الى ان "الاسمين اللذين يحملهما سكاف هما اسمي النائب السابق صلاح حنين والوزير السابق جهاد أزعور. وهو يعتبر انه اذا نجح في اقناع باسيل بالاول او جعجع بالثاني يكون حقق الخرق المطلوب". ويضيف المصدر:"كما اننا على يقين ان ليس لدى باسيل الجرأة بأن يصل برئيس يرفضه حزب الله". ويرى المصدر ان "كل ما يحصل اليوم يندرج باطار اللعب بالوقت الضائع في الداخل بانتظار ان يتضح المشهد الاقليمي والدولي الذي يشهد متغيرات كبرى، ليتم بعدها على اساسه حسم المواقف والتوجهات الداخلية". وكما القسم الاكبر من التغييريين، كذلك القواتيين، يتحدثون عن "عدم ثقة بباسيل"، لكنهم يجدون انفسهم مضطرين على محاولة التفاهم غير المباشر معه على اسم مرشح "لان خلاف ذلك يعني الاستمرار في الدوران في حلقة مفرغة وترسيخ فكرة مسؤولية القيادات المسيحية عن الشغور الرئاسي". اما باسيل فيحاول وقدر المستطاع الاستفادة من هامش التحرك الذي يمتلكه اليوم والذي يخوله حجز موقع متقدم له في المرحلة المقبلة، اذا أتقن اللعب وحال دون احراق المزيد من اوراقه. لذلك نراه يناور سواء من خلال سعيه خلال اطلالته التلفزيونية الاخيرة لفتح نوافذ لحزب الله بعدما كان مارس اقصى درجات التصعيد في المرحلة الماضية، او من خلال التلويح بامكانية تفاهمه مع المعارضة على مرشح يطيح بترشيح فرنجية. لكن ما هو محسوم حتى الساعة انه حتى ولو قرر رئيس "الوطني الحر" السير بالمواجهة مع الحزب حتى النهاية فان انتخاب رئيس من دون ولا صوت شيعي قد لا يكون محببا بالنسبة لاي مرشح، كما ان قوى كالحزب "التقدمي الاشتراكي" والنواب السنة المستقلين لن يغطوا هكذا توجه. وهو ما يعني عمليا ان اقصى ما يمكن ان تخلص اليه مشاورات باسيل- المعارضة التفاهم على اسم رئيس يتم اقناع "الثنائي الشيعي" به، وهو امر لن يحصل راهنا خاصة في ظل التطورات الاقليمية الدولية لصالح فرنجية واعتبار حزب الله ان تغطية باسيل عملية أنتخاب فرنجية لا تزال ممكنة وكل ما تتطلبه مزيد من الوقت..