الأسد في القمة... محك التزامه مع بن سلمان...والا ...؟- سيمون أبو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, May 10, 2023

خاص- الكلمة اونلاين
سيمون أبو فاضل


سبق ورافق وتبع اتخاذ جامعة الدول العربية قرارها بعودة سوريا الى صفوفها ،مجموعة من المواقف المؤيدة والرافضة لهذه الخطوة.
واعتبرت عدة دول رافضة لعودة الرئيس بشار الاسد الى مقعده في الجامعة العربية ،على غرار القطر والمغرب واليمن بأن الرئيس السوري مارس القتل والدمار بحق شعبه وهجّره من ارضه وبلاده ،وحوّل سوريا ملاذا للجماعات الارهابية الحليفة لايران ،والتي تعرضت لاستقرار عدة دول خليجية ناهيك عن تصديرها حبوب الكبتاغون الى هذه الدول.
فقد وضعت السعودية بنوع خاص وكذلك الدول الموافقة على عودته ،لائحة مطالب على الاسد ان يلتزم بها للعودة الى رحاب الجامعة العربية تتوزع بين ضرورة اعادته المواطنين السوريين الذين تهجروا من بلادهم وصولا الى تقليص الحضور الايراني المتعدد على الاراضي السورية وتتويج التزام الاسد تجاه الدول العربية بالدخول بالعملية السلمية دون عرقلة.

فالسعودية واجهت ايضا اعتراض واشنطن على هذه الخطوة دون اعتبارها تجاوزت القرار 2254 رغم أن هذا الامر انعكس تباينا في دول مجلس التعاون الخليجي نتيجة رفض كل من قطر والكويت لعودة سوريا .
لكن بشار الاسد " التلميذ النجيب" في المدرسة التي اسسها والده حافظ الأسد "العريقة" بعقد التسويات والاطاحة بالحلفاء وقياداتهم على غرار قاسم سليماني وعماد مغنية وسمير القنطار وغيرهم.... باشر بتنفيذ التزاماته تجاه مطالب السعودية وما نتج من تفاهمات في اللقاء الوزاري الذي عقد في عمّان وبالتوازي مع تنسيق امني سعودي-سوري رفيع، فكانت العملية الأردنية التي قضت على تاجر المخدرات السوري البارز مرعي الرمثان بالتزامن مع نزع الشعارات والصور الدينية والسياسية الايرانية من المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري .
لكن مشوار الأسد وفق ديبلوماسي عربي الى جامعة الدول العربية اذا ما حصل، لن يكون نزهة ومحطة جديدة للمناورة على قيادات خليجية شابّة يقظة ولامعة ،سجّلت مواقف تركت أثرا في السياسة الدولية والاقليمية عدا ما حققته في بلادها من تطور وانماء وازدهار، فلن تكون مشاركة الاسد عادية في هذه القمة المزمع عقدها في الرياض خلال وقت لاحق هذا الشهر والتي سيكون نجمها وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي بات له بصمة مميزة في الآداء السياسي السعودي الذي طوّره وبات قائم على منطق "العقل والمنطق" بعيدا عن اسلوب المجاملة الذي استفاد منه كثيرون من السعودية وقيادتها سابقا، على غرار المراحل السابقة .
فيواجه الأسد "اذا حضر" في القمة، يكمل الديبلوماسي العربي، المواقف الحادة الرافضة لعودته كما قطر والكويت ودول أخرى حيث لن يكون في موقف مريح، كما سيكون مقيّدا بقرارات جامعة الدول العربية التي ستحدد مسيرته مستقبليا لدعمه لاحقا ومنها تطبيق لائحة المطالب.

وفي حال حضر الأسد الى القمة العربية فإن الدبلوماسي يقول، يجب رصد الخطوة اللافتة التي سيشهدها اجتماع الجامعة القمة العربية ، و كيفية تعاطي الأمير محمد بن سلمان معه، واذا كان سيعقد لقاءا ثنائيا مغلقا بين الرجلين ، أم أن الامر سيبقى ضمن اللقاء الموسّع، وايضا ما سيكون مضمون كلمة الاسد امام قيادات وزعماء الدول ،لأنها ستكون المنعطف في علاقاته المستجدة ومحكا لالتزامه وقراره بالتجاوب دون مناورة ، ليكون عندها قد بدأ بمسيرة التحرر من الهيمنة الايرانية عليه وعلى نظامه وبلاده.اذا ما كانت ارادته ذلك ..