غسان بو ملهب - محسن دلول لك ذهبية العمر !

  • شارك هذا الخبر
Saturday, April 1, 2023


يوم عيُّن الوزير محسن دلول وزيراً للدفاع في عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي في أول حكومة يرأسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري أواخرسنة ١٩٩٢ ، كنت من المتتبعين لنشاطه كل يوم أحد ،يومها كانت نشرات الاخبار المسائية تغطي لقاءاته واستقبالاته وغالبيتها من افخاذ العشائر العربية والمزارعين وهم يملأون المقاعد الموزعةّ في حديقة منزله ( مع احترامي لكل هؤلاء ) وراحت الايام لتجمعني به مناسبة أليمة اذا جاء لتقديم واجب العزاء بغياب زوج عمتي وجلست بقربه والسياسة كانت مفتاح الكلام لتستمر جلسته ٤٠ دقيقة جعلني استحضر في فكري صورة انسان آخر في الطيبة والبساطة وعمق التفكير والرؤيا البعيدة والثقافة العميقة ، والإلمام بكل مجريات الأمور ، وأنا الانسان الطري الثقافة القاسي العود في الانتماء والالتزام وقلتها له صراحة بالرغم من أني اناهضك في الموقف والانتماء السياسي إلا أني أقدّر فيك حضورك وفكرك وسعة اطلاعك فربّت على يدي مبتسماً واستفاض في الكلام عن الداخل والخارج في الثقافة والقراءة في النواب ومجالسهم في الفكر العربي والعالمي في التاريخ والصحافة والعولمة وصال وجال واستفاض في الكلام الهادىء والرصين ، ومما قاله أن الاميركان يكذّبون على العالم ويتهمون صدام بان لديه رؤوساً نووية وسلاح كيميائي وكله كذب ونفاق وهم يروّجون لذلك تمهيداً لغزوهم للعراق وإن المنطقة ستشهد حروباً وويلات نتيجة حمل الاميركان للمصالح الاسرائيلية الى موائدهم الرئيسية ،وكشف عن علاقته بعائلة غانم وأنه أول ما تعرّف إليه الاعلامي مارسيل غانم يوم كان يعمل في اذاعة لبنان الحر وتوطدت علاقته بشقيقه جورج والعائلة وهم يزورونه باستمرار ،وعن علاقته بالكتاب قال انها علاقة الزوج الماروني بزوجته لا تعرف طلاقاً وأسف لعدم وجود مثقفين في المجلس النيابي وإنهم يعّدون على الاصابع وأشار إلى أنه والعميد الراحل ريمون اده كانا يتسابقان الى مكتبة انطوان لشراء احدث المؤلفات والكتب ،وعن علاقته بكلام الناس الذي يعده مارسيل غانم قال : إنه كان يشترط على مارسيل أثناء استضافته أن يختار هو اسم الضيف الآخر ليكون حاضراً في حلقته ، وكان يصّر على أن يكون الصحافي رفيق خوري ضيف الحلقات باغلبيتها لعمق ثقافته وبعد تحليلاته وشموليته في المعرفة ، (وأقولها بصراحة أني تسرّعت في الحكم عليه من هذه الناحية )وعند سؤاله عن الدكتور جعجع قال التقيته ذات مرة وبصراحة أقول أنه ظلم يوم ركبّت له قصة الكنيسة ولكن الأيام والسنين تكشف كل مستور ، وما إن همّ بالإنصراف تمنّى عليّ زيارته فوعدته خيراً ومرت الايام لأتصل به معايداً في إحدى الاعياد ، فكان ودوداً جداً ومما قاله انتظر زيارتك ، وانا لم البِ دعوته وشاءت الظروف أن يترشحّ نجله نزار عن المقعد الشيعي في منطقة زحلة في انتخابات ٢٠١٨ فتحدثت اليه وأخبرته اني بصدد طلب خدمة من نجله نزار فاعطاني رقمه دون أن يسألني وقال أطلب منه ما تشاء واذا بمقدوره فلن يترددّ على الاطلاق ،وهكذا كان اتصلت به في اليوم الثاني وكان في غاية اللطف والترحيب فقلت له لدينا طريق في مزرعة بمهريه توصل الى مزار مار جرجس وهي في خراج بلدة قب الياس طولها ١٠٠٠ م بعرض ثلاثة امتار تقريباً نتمنى على حضرتك مساعدتنا لتزفيتها ولم يمض ِ اسبوع واحد حتى كان الزفت حاضراً والطريق معبدّة ، وعند شكره قال المزار لكم ولنا ، أهلاً وسهلاً وهو في غاية التهذيب واللياقة .

فأيقنت في الحال أن نزار سرّأبيه ، وهو كما اخوانه يتزينون بخصائل ومزايا والدهم في الطيبة والعفوية والخدمة .
فلك يا معالي الوزير ذهبية العمر بعد اطلالتك عبر جريدة نداء الوطن صباح الاول من نيسان ،وقد انصفت الكل بصدق وشرف وكما قلتها لي آنذاك : سمير جعجع ظلم ..

وأشكرك على إشاحتك في المقابلة مع الصحافية نوال نصر عن سلوك العماد عون آنذاك وتودده من دمشق وحتى أنت أيقنت ما قاله عنه آنذاك العميد الطيار قائد سلاح الجو في الجيش اللبناني فهيم الحاج وآخرين ،والكل اقتنع بأنه كما غيره قدمّ أوراق اعتماده للنظام وهو القائل :إذا انتخبت رئيساًسأكون سوري المنحى .

بقلم غسان بو ملهب