أنت إبن شعب مذبوح من "سيفو" الى "داعش".. هذا ما قاله حبيب أفرام عن المطران صليبا!

  • شارك هذا الخبر
Saturday, April 1, 2023

ألقى الاستاذ حبيب أفرام كلمة في حفل إطلاق كتاب المطران جورج صليبا "أوقانيوس المواعظ والمقالات"، وذلك خلال مناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيس أبرشية جبل لبنان وطرابلس للسريان الأورثوذكس.
وأنت معلّق على صليب وطن،
على ما شُبّه لنا أنه دولة،
وقد فشلت،
وانهار بكل مقوماته ودوره ورسالته
تكتوي بالفساد والغباء والتزّلم والإرتهان والإفلاس وسرقة ودائعك
وبغياب العدالة والقانون والمساواة.

تتزاحم الذكريات في تاريخك،
وأنت إبن شعب مذبوح من "سيفو" الى "داعش"
يشهد للحق منذ البشارة،
في شرق مأزوم في عقله و دساتيره و ثقافته
لا يقدّس حقوق إنسان ولا تنوّع جماعات ولا حريات.

يوبيل ذهبي لتأسيس أبرشية جبل لبنان للسريان الأورثوذكس
خمسون عاماً من عطاء ،من بذل ،
من ضُّمة من أهلنا الململمين من كل إضطهاد أو غياب أمل
يحلمون بما كان لبنان، بعيش أفضل، فينفجر حروباً و دماراً.
ومع ذلك ، ومن لا شيء، عمرتَ أبرشية، بكنائسها ، بمدارسها ، بمؤسساتها،
ليس صدفة بل قدراً أن يلتصق بها جورج صليبا توأماً، ربّاناً ثم مطراناً، مكرّساً حياته لها ولأهلها
في أفراحهم والأتراح، في الجنون والملمّات .
تحية وفاء لكل الوجوه واالأسماءالتي سبقتنا، والتي كان لها معه فضل البنيان.
واسمحوا لي أن أذكرمنهم -عن حنين- والدي ادمون الذي ترأّس مجلس ملّتها لسنوات و دورات عدّة
والذي زرع فيّ عشق السريان.

ليس هيّناً أن تكتب فيه، فأنت مُنحاز له، عشرة عمر، كفاح و نضال، رفقة حياة.
أصلاُ نعترف له أنه هو من أنشأ الرابطة السريانية أوّل تنظيم سياسي سرياني لبناني،عام 1975 ،
و رعاها فهو بذلك كان رائداً في الوطنية، في فهم معنى الصمود والبقاء.
لقد ودًعنا مواسم الشهداء معاً دفاعاً عن لبنان العظيم و زرنا الجرحى، وتفقدنا الفقراء وانحزنا اليهم،
وتقاسمنا الخبز والملح مع نازحينا والمهجرين من مصيبة العراق و سوريا، و نجحنا بعد نضال
في منح الجنسية اللبنانية لمستحقيها من أبنائنا عبر مرسوم – رغم عثراته- وحاولنا أن نحفر موقعاً في
النظام السياسي اللبناني عبثاً.

أعترف أننا معاً غُلبنا، مأساتنا أن لبنان لم ينصفنا شعبنا في السياسة لأن النظام فيه عنصري يصنّفنا أقليات
كأننا مواطنون درجة ثانية.
ما يحزّ في قلبنا، هو على مشارف تقاعده، إننا نُزفنا. إقتلعنا. نتطلع فإذا خرافنا في الغربة، حتى رفاقنا في
الرابطة الذين آمنوا و قاوموا، كثير من قيادييها في أميركا و أوروبا، لدينا صورة عن مجموعة مقاتلة
من 50 شاباً، لم يبق منهم واحد في لبنان.صار شعبنا يفكر برجليه، ويكتب غده بالبكاء على أطلال يهرب
من جحيم الشرق كله ولبنان، علّمنا التاريخ أن من يفقد الوطن يفقد كل شيء.
"الأوقيانوس للمواعظ والكلمات" بعض مما هو قادرٌ على أن يقدمه، وأنا ألحيّتُ عليه بالكتابة والإنتاج
لأني أعرف ثروته اللغوية والتاريخية. ولأنه هو" أوقيانوس معرفة".


أخيراً، إن هذه الأبرشية في رعاية الله، ونحن نُدرك أن مجمعنا المقدّس وصاحب القداسة مار أفرام المؤتمن
على كنيسة وشعب وتراث ولغة والذي يدور الدنيا ليبقي راية شعبه مرفوعة، وفي ذكرى جلوسه التاسعة
نقول نحن في زمن تحدّ ونحن لسنا فقط معدّين للتصدير وستبقى معكم كنيسة سائر المشرق وليس سائر
الإغتراب و ستستلهمون الروح القدس لتجديد نهضة الأبرشية لخمسين سنة آتية.

مني ومن الرابطة السريانية، قيادة وأفراداً، هنا وفي إنتشارنا، من تاريخها كله هو في ذاكرتنا في ضميرنا
راهبنا و رفيقنا و حبيبنا و صديقنا و راعينا، ان بصمته تبقى محفورة في بالنا، ويبقى هو رمزاً وأباً وأخاً.
و نقلب الأدوار في آخر الكلام، ها نحن لمرة نصلّي له ليُعطى له بعد فرح العطاء والبركة، وربما وحدها
درب القداسة، كما في تطويب البطريرك الدويهي توصلنا الى معجزة ورجاء أن نرتاح نحن والشرق ولبنان.