خاص- لبنان بين رئيس يحتضن النازحين أو يحمي المقاومة- بقلم المحامي فؤاد الاسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, April 1, 2023



على اثر نكبة العام ١٩٤٨ تدَفَقَ اللاجئون الفلسطينيون بمئات الآلاف الى لبنان حيث أقاموا فيه بطريقة عشوائية، وكان الرئيس كميل شمعون أول من عمد، في العام ١٩٥٢، الى تنظيم قيودهم وضبط اقامتهم ضمن مخيمات محددة جغرافياً وممسوكة أمنياً، وأصدر سلسلة تشريعات تمنع عليهم العمل والتملك واكتساب الجنسية اللبنانية وذلك بهدف حثّهم على الكفاح في سبيل العودة الى بلادهم.
استفزت هذه الخطوات المجتمع الدولي ودفعته للتآمر مع عبد الناصر وبعض قوى الداخل على الرئيس شمعون وجرى إشعال فتنة العام ١٩٥٨ وتسليم البلد للنهج الشهابي الذي عمد، من أجل الحفاظ على السلطة، الى رشوة ياسر عرفات عبر توقيع اتفاقية القاهرة في العام ١٩٦٩ وتسليح الفلسطينيين ما تسبب بانفجار العام ١٩٧٥ وويلاته.
اليوم نعيش مع النازحين السوريين الأزمة ذاتها. أكثر من مليوني نازح، تعيش أقلية منهم ضمن مخيمات والغالبية ممتدة ومتفلتة على مختلف الاراضي اللبنانية، محميين وممولين دولياً، ممنوع عودتهم الى بلادهم، يتمتعون بقدرات قتالية عالية وبنسبة مخيفة من الولادات والتكاثر، يشكلون النسبة الأعلى من اليد العاملة، علاوة على المنخرطين منهم بعصابات الاجرام، دون اهمال قدراتهم التسلحية الخطيرة، وذلك مقابل عجز رسمي لبناني عن معالجة وضعهم.
على غفلة اجتاح النازحون لبنان وبتنا أمام "كباش" بين قوى الممانعة المتحصّنة بمناطقها وسلاحها والمنادية برئيس يحمي المقاومة وبين المجتمع الدولي الذي يبحث عن رئيس يحتضن النازحين ويحمي احتلالهم المقنع، في حين لم يعد أحد مكترثاً برئيس ينهض بلبنان أو يعالج شؤون شعبه.
ان هذه المشهدية تقودنا حكماً الى ١٩٧٥ جديدة عنوانها صدام شيعي- سوري مستقبلاً، على غرار المسيحي الفلسطيني، مع ما يجرّه من كوارث. فهل مِن أملٍ بصحوة وطنية تعي هذه المخاطر الوجودية وتجترح حلولاً انقاذية قبل فقداننا هويتنا اللبنانية؟