بوليتكو- مشاكل إسرائيل صداع بايدن في حملة 2024

  • شارك هذا الخبر
Friday, March 31, 2023

نشرت مجلة “بوليتكو” تقريرا أعده جوناثان لاماير وناحال توسي قالا فيه إن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، خرب حفلة الديمقراطية التي عقدها الرئيس جو بايدن في واشنطن لدعم أجندة الديمقراطية في العالم وبناء تحالف ضد الديكتاتورية التي تمثلها الصين وروسيا وإيران، والأخيرة هي عدوة إسرائيل اللدودة.

صحيح أن نتنياهو أجل خططه لنزع أسنان القضاء في دولة حليفة قوية لأمريكا لكنه وضع ظروفا غير مريحة لاحتفال بايدن بالديمقراطية. وعارض بايدن وفريقه الإصلاحات القضائية وعبروا عن موقفهم علنا، إلا أنهم لا يزالون خائفين من تحركات نتنياهو حتى بعد تأجيل خططه.

ويوم الثلاثاء، قال بايدن إن اسرائيل وضعت نفسها في “وضع صعب”. ومن جانبه أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بيانا في تحد أشار فيه إلى أنه سيدفع قدما ببعض التغييرات القضائية وأن إسرائيل تتخذ قراراتها “بإرادة شعبها وليس بناء على ضغوط من الخارج، بمن فيهم أفضل أصدقائها”.

وما يثير خوف المسؤولين في البيت الأبيض هو أن التحالف المتطرف الذي يحكم إسرائيل بقيادة نتنياهو لديه ميولا ديكتاتورية.

وتعمقت هذه المخاوف في محاولات الولايات المتحدة بناء تحالف عالمي للديمقراطية ضد الديكتاتورية. وهناك اعتبارات محلية للموضوع، فالاضطرابات في إسرائيل تسببت بصداع في سياسة بايدن الخارجية وحتى السباق الرئاسي عام 2024، فكداعم قديم لإسرائيل، يترأس بايدن حزبا بات أعضاؤه ينتقدون إسرائيل علنا. ويقول بعض الديمقراطيين إن بايدن بحاجة لأن يضع عواطفه تجاه إسرائيل جانبا والضغط عليها في كل شيء من حماية الديمقراطية إلى إنشاء الدولة الفلسطينية.

وقال مات داس، الصوت التقدمي والمحلل في شؤون الشرق الأوسط والذي كان مستشارا في القضايا الخارجية للسناتور بيرني ساندرز، “أكد بايدن مرارا بأنه لن تكون هناك تداعيات، وعليه فلماذا يجب على نتنياهو تغيير سلوكه بناء على ما تقوله الولايات المتحدة؟”.

ورغم دفعة نتنياهو لتحييد القضاء، تمت دعوة إسرائيل لمؤتمر الديمقراطية في واشنطن. ولن يشارك نتنياهو في لقاء بايدن مع المسؤولين المدعوين، لكنه سيتحدث في جلسة نقاش أثناء الأسبوع، مع أن هذا لم يتم تأكيده بعد.

وحاول البيت الأبيض تخفيف التوتر مع إسرائيل، إذ قال السفير الأمريكي في إسرائيل توم نايدز إنه ستتم دعوة نتنياهو في وقت لاحق لواشنطن، مع أن المسؤولين الأمريكيين أكدوا أنه لم يتم تحديد موعد للزيارة. ويقول المسؤولون إن وقف نتنياهو خطط الإصلاح شجعتهم ولكنهم “ينتظرون لرؤية” فيما إن عاد إليها في الجلسة المقبلة للكنيست الأسبوع المقبل.

ويقول حلفاء الرئيس إنه لن يتضرر سياسيا بشأن الطريقة التي أدار فيها المسألة”. وقال دان شابيرو، السفير الأمريكي السابق في إسرائيل، “عندما عبر عن خلافات مع إسرائيل، سواء كانت حول الاستيطان بالضفة الغربية أو بشأن الإصلاحات القضائية التي قد تضعف الأسس الديمقراطية الإسرائيلية، فهو يقف على أرض صلبة مع غالبية الأمريكيين وأعضاء حزبه”. و”أشك في أن أي منافس من أي طرف سيجد صعوبة في الحديث عن هذا الموضوع”.

وكانت الإدارة قلقة حتى قبل الاضطرابات التي أثارها قرار تعديل دور القضاء، فقد عبرت عن خوفها من التحالف الذي يقوده نتنياهو ويضم معادين للمثلية وعنصريين وقوميين دينيين. وبدا التحالف المتطرف وكأنه محاولة من نتنياهو العودة إلى الحكم وتجنب محاكمات الفساد التي تلاحقه، إلا أن إدارة بايدن تعاملت مع الوضع بأنه أكثر من زواج مصلحة. ودعم شركاؤه في التحالف قانونا في الكنيست يمنع تنحيته من منصب رئيس الوزراء، وكان بيانه يوم الثلاثاء واضحا بأن التحالف قد يتمزق لو نظر إليه بأنه يستمع لأوامر أمريكا.

ويعرف بايدن ونتنياهو بعضهما البعض منذ عقود وبينها علاقات دافئة “كيفك يا رجل ما هي الأخبار” هكذا يتحدث بايدن مع نتنياهو عندما يتصل به، حسب قول مساعدين في البيت الأبيض. وتوترت العلاقة بينهما بعد خطاب نتنياهو عام 2015 أمام الكونغرس هاجم فيه باراك أوباما ومحاولاته التوصل لاتفاقية مع إيران، كما وعبر عن قلقه من تحوله إلى مجرد مساعد مغرور للرئيس السابق دونالد ترامب، وغضب بايدن لوقوف إسرائيل على الحياد في الحرب الروسية ضد أوكرانيا. ورتب مسؤولون مكالمة بينهما بداية الشهر، ورغم العبارات القوية من بايدن مضى نتنياهو في الخطة بشكل أزعج الأمريكيين اليهود الذين يهمهم مستقبل إسرائيل.

وتعي الإدارة أهمية إسرائيل في المجال الأمني، حيث حذر المسؤولون الأمنيون الأمريكيون نتنياهو وطالبوه بتسوية مع الذين يعارضون الإصلاحات. وعندما عزل نتنياهو وزير دفاعه يوم السبت، وبعد المطالبة بتأجيل الإصلاحات القضائية، أصدر البيت الأبيض بيانا ذكره فيه بأن الديمقراطيات في العالم تتقوى عبر آلية الضبط وضرورة حصوله على دعم شعبي واسع لأي خطة إصلاح. ولكن الاحتجاجات هي من أجبرت نتنياهو على تأجيل خطواته ولو مؤقتا.

وبعد قرار نتنياهو، قال المسؤولون إنه دليل على عافية الديمقراطية الإسرائيلية وإنها ترد على المطالب، لكن المسؤولين لا يزالون خائفين من التحرك نفسه وإنه يضيف بعدا من الغموض في منطقة متقلبة. وإسرائيل ليست الدولة الوحيدة التي تواجه مشاكل داخلية، فهناك الهند التي شهدت تراجعا في المسار الديمقراطي في ظل ناريندرا مودي، وهناك بولندا التي تواجه أسئلة حول قوة ديمقراطيتها والبرازيل والمكسيك وحتى الديمقراطية الأمريكية التي تعرض لامتحان في عهد ترامب. ولكن المشاكل في إسرائيل هي الأكثر ارتباطا ببايدن ومستقبله السياسي حيث يحاول ترشيح نفسه لولاية ثانية.

فقد ظل بايدن تقليديا في علاقات أمريكا مع إسرائيل وظل قريبا من جماعات اللوبي مثل اللجنة الأمريكية – الإسرائيلية للشؤون العامة ورفض إلغاء قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وقاوم دعوات شرط المساعدات الأمريكية وهي بالمليارات إلى إسرائيل. ولكن مواقف بايدن التي حظيت بدعم الجماعات الموالية لإسرائيل مثل جي ستريت التقدمية تتناقض مع المشاعر المتنامية داخل الحزب. فهناك عدد من الأصوات الليبرالية تنتقد معاملة إسرائيل للفلسطينيين.

وكما أظهر استطلاع غالوب فتعاطف الديمقراطيين في الشرق الأوسط هو أكثر مع الفلسطينيين من الإسرائيليين
و49% مقابل 38% وهي تطورات قد تمثل إزعاجا لبايدن في الحملات الإنتخابية.


القدس العربي