خاص- فرنجية "مرتاح" وهذا ما سيتضمنه برنامجه الرئاسي! - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, March 31, 2023

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح


لا شك ان رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية الذي يتصدر حاليا السباق الرئاسي، يطمح ان يتكرر مشهد الكنائس، التي قرعت اجراسها فرحا يوم امس في اهدن مع اجتياز البطريرك اسطفان الدويهي مسافة كبيرة باتجاه اعلانه طوباويا، قريبا مع اعلان انتخابه رئيسا للجمهورية.
فرنجية الذي يبدو مرتاحا امام زواره الذين يستشعرون من كلامه ان الرئاسة ستطرق ابوابه في بنشعي عاجلا او آجلا، يعول مطلعون على موقفه، على التطورات المتسارعة اقليميا، ويبدون واثقين ان الانفراج الذي ارسته المصالحة والاتفاق الايراني- السعودي كما عودة العلاقات السعودية- السورية سينسحب قريبا على لبنان. حتى انهم وبعكس كثيرين يعتقدون ان نهوض البلد من كبوته بات قاب قوسين او ادنى، فلبنان ليس جزيرة معزولة وهو سيتأثر كما دائما بمحيطه. محيط يتجه للاستقرار والاعتدال ما سينسحب تلقائيا على الوضع اللبناني.
تفاؤل المقربين من فرنجية لا يعني انهم يجزمون ان الرياح الاقليمية ستدفع بسفينته الرئاسية حتما باتجاه قصر بعبدا، فالماء حين يختلط بالسكر يصبح طعمه حلوا عادة.. اما في لبنان قد يصبح الطعم مرا، ولا احد قادر ان يفسر كيف ولماذا!! بمعنى ان الارضية اللبنانية دائما مهيأة للمفاجآت ولا شيء محسوم عليها.. فكثيرون ناموا رؤساء جمهورية واستيقظوا مرشحين مستبعدين.
لا يستعجل فرنجية خطواته. حتى ان المصادر، لا تجد حتى الساعة، بعد مرور ٥ اشهر على شغور سدة الرئاسة داعيا للخروج لاعلان ترشيحه للرئاسة. لا بل اكثر من ذلك تستغرب اصرار البعض على سؤاله مرارا وتكرارا عن موعد اعلان الترشيح في وقت لا احد يُطالب المرشحون الآخرون بذلك. يربط رئيس "المردة" قرار اعلان الترشيح على ما يبدو بتقدمه مسافة اضافية باتجاه بعبدا. لكن ذلك لا يعني بتاتا ان برنامجه الرئاسي غير جاهز وان رؤيته للخروج من الازمة غير منجزة.
وترفض المصادر تصوير لبنان كرجل ميت او على شفير الموت يتطلب احياؤه معجزة. بل بالعكس تماما تعتبر ان الارضية والواقع اللبناني بات مهيأ اكثر من اي وقت مضى للنهوض بالبلد بعدما تغيرت الذهنيات وتم سلوك طريق الاصلاحات. تعتقد المصادر، انه وبعكس ما يشيع البعض، فان ملف النازحين السوريين قابل للحل وبسهولة، والطريق الاسرع لذلك التواصل المباشر بين الدولتين اللبنانية والسورية بعد انتخاب رئيس للجمهورية. كما ان ملف الاستراتيجية الدفاعية ليس معقدا بالقدر الذي يعتقده كثيرون. هو يقوم بحسب المصادر. على ركنين اساسيين، الاول الاقرار بوجود المقاومة لدعم الجيش والدفاع عن لبنان بأي مواجهة مع اسرائيل اما الثاني فعلى التسليم بعدم توريط لبنان بأي مغامرات عسكرية خارجية.
وترى المصادر ان التفاهم على استراتيجية دفاعية مماثلة بات اسهل من اي وقت مضى بعد التفاهم الايراني- السعودي وانتهاء الصراع السني-الشيعي في المنطقة. الا ان ما تخشاه هو اصرار بعض القوى وبخاصة المسيحية على عدم مجاراة الرياح الاقليمية الجديدة وتمسكها بمواقفها المتشددة ما قد يضعها خارج اللعبة خاصة واننا بتنا اقرب من اي وقت مضى من الدخول في مرحلة تشبه تلك التي دخلها لبنان مباشرة بعد اتفاق الطائف.
تراقب المصادر وتتابع عن كثب تطور الموقف السعودي من الملف الرئاسي اللبناني. وهي تؤكد ان لا فيتو من الرياض على اسم فرنجية كما ان لا دعم سعودي للترشيح، مذكرة بالعلاقات التاريخية التي تجمع عائلة فرنجية بالعائلة الحاكمة في المملكة. ويتكىء رئيس "المردة" كما بات واضحا على اللاعب الفرنسي بشكل اساسي وهو الذي توجه الى باريس سيعود على الارجح بأجوبة شافية حول مصير ترشيحه. علما ان علاقاته العربية التي تصفها المصادر ب"الممتازة" والموقف الاميركي القائل بالتعامل مع اي رئيس يريده اللبنانيون، كلها عناصر ترى المصادر انه قد تدفع الترشيح قدما.
داخليا، لا تعول المصادر على تفاهم مع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل يسهل عملية انتخابه. حتى انها باتت ترى التفاهم والحوار في مرحلة من المراحل مع رئيس حزب "القوات" سمير جعجع اقرب لان يتحقق. لكنها في كل الاحوال لا ترى دعم جعجع او باسيل ممرا الزاميا لوصوله الى الرئاسة الاولى، فتمثيله في الشارع المسيحي، كما كونه الاقدر اليوم على تحصيل اكبر عدد من الاصوات من طوائف اخرى، لا يجعله بحاجة الى احد ويجعل عملية انتخابه، متى تمت، دستورية- ميثاقية لا غبار عليها.