خاص- صفقة المطار: بين الفساد وغياب الإنماء المتوازن… أين أحزاب المعارضة؟! - مارغوريتا زريق

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, March 29, 2023

خاص- الكلمة أون لاين

مارغوريتا زريق

تطوير مرفق مطار رفيق الحريري الدولي تقرر عام 2018 من خلال مجلس الوزراء ، لكن ما حصل في التلزيم الأخير أقل ما يقال فيها ، أنها فضيحة مدوية، حيث تم تلزيم المشروع لشركة بدون مناقصة وحتما دون جهاز مراقبة، فلا أثر للمناقصة على موقع الوزارة، فالعقد ودفتر الشروط لا يزالان سر من أسرار الدولة.

يجري الحديث في الاوساط السياسية عن مبلغ يفوق الماية وإثنان وعشرون مليون دولار لبناء المشروع ، مما يتعارض مع ما كان عليه الحديث سابقا عن خمسين مليون دولار حسب تصريح وزير الاشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية بنفسه عبر برنامج صار الوقت مع مارسيل غانم ، ما يؤكد عدم جدية الدراسات التي أعدت ، وهنا التساؤل كيف تم تسعير هذا المشروع ووفق أي آلية وأي دراسة؟

وأكدت هذه الأوساط أن شركات عدة ابدت اهتمامها للتقدم لتنفيذ هذا المشروع فلماذا تم العقد بالتراضي؟

بالتوازي تتكرر الأحداث التي تتعرّض فيها مدارج مطار رفيق الحريري الدولي والطائراتُ فيه،والمسافرين، للرصاص الطائش، ومن المؤكد لن تكون الأخيرة في ظل غياب تام للقرار السياسي في مواجهة السلاح المتفلت ، وطالما أن لا عقاب فعليّاً لمَن بات اطلاق الرصاص عندهم “ثقافة”، في الأفراح والأتراح”، فهذا الخطر سيظل يهدد الملاحة والمسافرين والعاملين في المطار، وحتى الآن لم ننج الا بسبب العناية الإلهية ، فإن لم نستطع ايقاف هذه الآفة لم لا نتجه لفتح مطار حامات او القليعات في عكار .

من هنا يكمن السؤال لماذا تطوير مطار بطريقة يلفها الشكوك ، وفي ظل وضعه الحالي حيث ما زال الرصاص يتطاير والخطر موجود كل يوم في حين اننا نستطيع تلزيم مطار القليعات ، وبالتالي تطبيق الإنماء المتوازن والتنمية بين المناطق...!
لطالما كان الحديث عن اعادة تشغيل مطار القليعات يتناوله المعنيون ك"فشة خلق" وليس بالجدية المطلوبة، وأصبحنا اليوم وأكثر من أي يوم مضى بحاجة ماسة لمعالجة الموضوع بشكل جذري، فهناك عوامل كثيرة اليوم ومنها ما ذكرناه سابقا تضغط لتشغيله وهي ذات أبعاد اقتصادية سياسية وأمنية.
في البعد الاقتصادي، يعتبر موقعه استراتيجيا للبنان فهو على الخط الساحلي السوري ويرتبط بشبكة طرق دولية ساحلية وداخلية تساهم بتطوير القطاعات الزراعية والصناعية في الشمال، فسهل عكار القريب قادر على تصريف إنتاجه بسهولة وباقل كلفة وخاصة النقليات. ويعيد هذا المطار طرابلس الى خارطة المنطقة الاقتصادية ، والدراسة التي وضعتها منذ سنوات عديدة مؤسسة "ايدال" أظهرت ان اعادة تشغيل المطار توفر نموا في مجالات التجارة والزراعة والصناعة والسياحة في لبنان والشمال وعكار ، ناهيك عن المساهمة في حلحلة قسم من أزمة العمل والتوظيف في الشمال.

يؤكد مرجع وزاري مواكب لملف مطار القليعات، أن احزابا وقوى سياسية ترفض فكرة تشغيل مطار ثان الى جانب مطار بيروت، لأن تشغيله يعيق عملها في بيروت ويؤثر على الشبكات التي تديرها داخل المطار .

لطالما كانت الحجة في عدم قبول الكتب المقدمة سابقا من قبل أفرقاء سياسيين هي عدم وجود التمويل، لكن فضيحة المطار أثبتت أن التمويل يأتي مع المصلحة الشخصية السياسية الحزبية وليس مع مصلحة المواطن والبلد.

إن ملف التلزيم أصبح في عهدة هيئة الشراء العام وديوان المحاسبة وسيعقد اجتماع للجان الاسبوع المقبل بعد الاطلاع على تقرير ديوان المحاسبة، والبعض أعلن انه سيدرس المعطيات القانونية والبعض الآخر استمهل التصريح ربما إكراما للحلفاء.

ختاما، ما هو حتمي ومؤكد أن السلطة ما زالت تمرر الصفقات والسرقات على حساب المواطن، وما زال هناك من يغطيها من معظم الاحزاب، لم يعد مهم تقديم الإثباتات إن كانت هذه الصفقة قانونية ام لا، ولم نعد نملك ترف الوقت للمناقشة والمناورة، ما يهم العمل على تفعيل ما فيه مصلحة المواطن ، والعين على الاحزاب والقوى المعارضة، ما هي خطوتهم التالية ، وهل المصلحة الشخصية ستطغى على مصلحة الشعب مرة أخرى وتطبق قاعدة طمس الحقائق؟