محادثات مسائية على أضواء الحرائق.. تواصل الاحتجاجات العنيفة في فرنسا

  • شارك هذا الخبر
Monday, March 27, 2023

تتواصل في فرنسا الاحتجاجات بسبب استياء شرائح كبيرة من الشعب من تعديل نظام التقاعد في البلاد.

وفي حين ظلت الإضرابات والاحتجاجات سلمية في معظمها على مدار أسابيع عدة، فإن الأيام الأخيرة شهدت تصاعد وتيرة العنف بشكل مروع وفقا لما عنونت صحيفة "التايمز" البريطانية.

فقد اندلعت مواجهات عنيفة، يوم السبت، بين متظاهرين وقوات الأمن في محيط خزان مياه قيد الإنشاء في سانت-سولين في وسط غرب فرنسا حيث احتشد آلاف الأشخاص رغم حظر التجمع.

ونشرت السلطات 3200 عنصر من الدرك والشرطة لتطويق هذه التظاهرة المحظورة ضد مشروع "أحواض"، وهو عبارة عن مخزون مياه مخصص للزراعة، تحسباً لاندلاع أعمال عنف على خلفية التوتر المرتبط بإصلاح نظام التقاعد.

وانطلقت المسيرة قبيل الظهر بمشاركة ستة آلاف شخص على الأقل حسب الشرطة، وحوالى 25 ألفاً بحسب المنظمين، تجمع يضم جمعية "أحواض، لا شكراً" وحركة "انتفاضات الأرض" البيئية والنقابة الزراعية القريبة من اليسار "كونفدرالية الفلاحين".

وشارك في المسيرة "ما لا يقل عن ألف" ناشط، جزء منهم قدموا من الخارج، وهم على "استعداد لخوض معركة مع الشرطة"، بحسب السلطات.

وقال عضو من "انتفاضات الأرض" في بداية المسيرة إن "الهدف هو الاقتراب وتطويق الحوض لوقف أعمال الورشة".

ولدى اقتراب التظاهرة من الموقع، اندلعت صدامات بين نشطاء وقوات الأمن، فألقى ناشطون مقذوفات وأطلقوا ألعابا نارية، وردت الشرطة والدرك بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، بحسب وكالة فرانس برس.

وذكرت صحيفة "التايمز" أن أحد المتظاهرين يكافح من أجل حياته بعد أن شهدت تلك الاحتجاجات "مشاهد رعب" حيث استخدم المتظاهرون القنابل الحارقة والفؤوس والمسامير المعدنية وغيرها من الأسلحة.

وعلق وزير الداخلية، جيرالد دارمانين، في تغريدة: ""في سانت-سولين، أقصى اليسار واليمين المتطرف يمارسان عنفا شديدا ضد رجال الدرك. أمر لا يوصف ولا يمكن التغاضي عنه".

وأوضحت الوزارة إن أربع عربات للشرطة أحرقت وتعرض ضباط للهجوم بالحجارة وكرات الكرة المعدنية والفؤوس والمسامير والعصي والألعاب النارية والقنابل الحارقة، في حين أصيب ثمانية وعشرون ضابطا، اثنان منهم في حالة خطيرة.

من جانبها أكدت، رئيس الجمعية الوطنية، يائيل براون بيفيه إن الاحتجاجات في غرب فرنسا تمخضت عن "مشاهد رعب".

وأطلقت الشرطة حوالي 4000 عبوة غاز مسيل للدموع وعدد غير معروف من الرصاص المطاطي في محاولة لإبعاد المتظاهرين عن موقع الخزان في سانت سولين.

وقالت وزارة الداخلية إن سبعة متظاهرين أصيبوا، ثلاثة منهم إصاباتهم خطيرة، ومن بينهم الرجل الثلاثيني الذي أصيب بجروح خطيرة في الرأس.

وفي المقابل، زعم قال منظمو الاحتجاج إن حوالي 200 شخص أصيبوا ، مما أثار جدلاً محتدمًا بالفعل بشأن عنف الشرطة المزعوم في فرنسا.

واتهمت الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان الشرطة باستخدام القوة "بشكل غير معتدل وعشوائي".

"عشق وحريق"
من جانب آخر، أشار ضباط شرطة كبار إلى أن 1500 أو نحو ذلك من "النشطاء العنيفين" الذين شاركوا في "احتجاجات سانت-سولين" سوف ينضمون إلى مسيرة في باريس اليوم ضد خطة ماكرون لرفع سن التقاعد من 62 إلى 64.

وفي مدينة بوردو، شوهد شريكين يتجاهلان الفوضى المحيطة بهما، بما في ذلك حريق أشعله المتظاهرون، للاستمتاع بمحادثتهم وبشرب النبيذ.

وانتشر الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي حيث جرى وصفه من قبل المتابعين بأنه "أكثر شيء فرنسي على الإطلاق".


وفي أنحاء فرنسا، أصيب 441 ضابط شرطة في مظاهرات الأسبوع الماضي، مما أدى أيضًا إلى توقيف 457 من المحتجين.

ولا يُظهر ماكرون أي علامة على رغبته في التراجع عن إصلاحاته، ويصر على أنه من الضروري منع حدوث عجز سنوي في معاشات التقاعد يبلغ 13.5 مليار يورو بحلول العام 2030.

من جانبه، أشار الأمين العام للاتحاد الفرنسي الديمقراطي لنقابات العمال، لوران بيرغر، إلى أن الخطة كانت تهدف إلى توفير "10 مليارات يورو سنويًا"، موضحا أنه "من العبث ترك فرنسا تغرق في الفوضى مقابل ذلك التوفير القليل جدًا".


الحرة