وول ستريت جورنال- هل يربح بوتين حرب استنزاف في أوكرانيا؟

  • شارك هذا الخبر
Saturday, March 25, 2023

يقول ضابط عمليات سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى إلى الانتصار في أوكرانيا من خلال حرب استنزاف مرهقة يتفوق فيها على خصومه، أو هكذا يرى الخبراء، إلا أنه أحياناً لا تكون الأشياء كما هي ظاهرة في الوقع.

يشير دوغلاس لندن في مقال بصحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن نتاج ما خرج به من دروس في عمله السابق كضابط عمليات وكالة الاستخبارات المركزية الناطقة بالروسية ضد أجهزة الاستخبارات في الكرملين، هو أن لا ليس كل شيء يبدو كما هو.
حرب وجودية لأوكرانيا
يتصرف بوتين كما لو أنه لا يعتقد أنه يستطيع البقاء على قيد الحياة (أو بقاء بلاده) إذا ترك هذا الصراع. لكن في الواقع، الحرب وجودية فقط بالنسبة للجانب الأوكراني، إذ سيعاني الأوكرانيون من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب إذا استسلموا، بحسب لندن.
ويمكن لروسيا أن تبتعد دون عواقب وخيمة خارج حدودها، وبوتين يعرف ذلك، لكن ليس من الواضح أن الحل الذي يريده الكرملين حقا هو حرب استنزاف، كما يقول الكاتب.
يرى لندن أن بوتين راهن بشكل خاطئ قبل عام عندما توقع انهيار العزم الأوكراني بسرعة مع دخول القوات الروسية، على الرغم من أنه يعرض صورة غير مرنة، يبدو أن الرئيس الروسي لا يزال يفكر كضابط مخابرات، حيث نادرا ما يرتكبون نفس الخطأ مرتين، خاصة عندما يشعرون بالحرج.

ولو كان بوتين حقاً متهوراً وأعمى عن الواقع كما يصور أحيانا، لما انسحبت القوات الروسية من ضواحي كييف قبل عام، إذ أظهر بوتين أنه سوف ينحني عندما يواجه عواقب وخيمة، وهو ما ستترتب عليه حرب طويلة.
ويقول لندن إن بوتين قد لا يحزن على خسائره الثقيلة، لكنها محرجة للكرملين وتقوض روايته عن القوة والبراعة العسكرية، ومع ضعف الخطوط الروسية، سيشعر بضغوط متزايدة لتوسيع التعبئة خارج المجتمعات الريفية والعرقية التي استهدفها لعزل قاعدته السياسية الحضرية عن عواقب الحرب.
العقوبات الاقتصادية
وبينما يسخر البعض من فعالية العقوبات الاقتصادية الغربية، يضيف لندن: "تعمل موسكو بشراسة على تعزيز الروبل وإيجاد مستهلكين بديلين لصادرات الطاقة التي تخلت عنها معظم أوروبا. لكن هذا لا يزال يعني ربحاً أقل، حيث تجذب روسيا العملاء بالنفط والغاز المخفض بشكل متزايد"
ومع استمرار الحرب، سيواجه بوتين خيارات متزايدة الصعوبة بين تمويل الصراع وتحسين الاقتصاد، بحسب لندن الذي أشار إلى أن الإمدادات العسكرية التي تسعى إليها روسيا من الصين وإيران وكوريا الشمالية ليست تبرعات خيرية، وحتى تحويلات الروبل من الشركاء التجاريين الجدد لن تساعد بوتين في سداد الديون الخارجية المحتفظ بها بالدولار الأمريكي.
كل هذا يشير إلى أنه كلما طالت مدة الحرب، ازدادت الأمور سوءا بالنسبة لموسكو، بينما يسمح الوقت لأوكرانيا بنشر الأسلحة المتطورة الآن التي هي في طريقها إلى كييف، وسيمكن المزيد من الوقت أيضاً من زيادة إنتاجية سلاسل توريد الذخيرة التي تبنيها الولايات المتحدة.
ويرى لندن أنه من المرجح أن يكون لدى أوكرانيا ما هو مطلوب لهجومها المضاد الذي طال انتظاره قريباً، لافتاً إلى أن "حال صد بوتين تلك القوى، فإنه سيراهن على كل ما في وسعه، وهي مقامرة محفوفة بالمخاطر"، متسائلاً: "إذا سادت أوكرانيا.. هل يمكنه النجاة من خسارة شبه جزيرة القرم ودفع قواته بعنف عبر الحدود الروسية؟".


24.AE