خاص- هل يعطي "الحزب" لفرنجية ما لم يعطه لعون؟- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, March 22, 2023

خاص- الكلمة اونلاين
بولا أسطيح


رغم عدم خروج رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية لاعلان ترشيحه رسميا لرئاسة الجمهورية بعد اكثر من شهر على اعلان "الثنائي الشيعي" ترشيحه، من دون اتضاح الهدف من ذلك، الا انه يعتمد سياسة اعلامية محكمة بتسويق نفسه داخليا وخارجيا انطلاقا من ٣ نقاط اساسية: اولا، تأكيده على انه ليس مرشح طرف انما مرشحا توافقيا. فرغم طلبه اكثر من مرة من حزب الله الخروج لاعلان دعم ترشيحه الا انه يرفض مصطلح مرشح الحزب او الثنائي لعلمه بأن ذلك من شأنه ان يقلص حظوظه وفي افضل الاحوال في حال وصل الى بعبدا سيجعل ذلك من عهده مجرد امتداد لعهد ميشال عون، ان لم نقل اسوأ منه بعد مع تفاقم كل الازمات.
اما النقطة الثانية التي يعمل عليها فرنجية فهي التصدي لمحاولة نزع الغطاء المسيحي عنه من خلال اختصار القوى المسيحية ب"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، والتشديد على ان هناك نحو ٢٧ نائبا مسيحيا لا ينتمون للتكتلين والتذكير بأن لقاء بكركي الشهير عام ٢٠١٤ كرس احقية القادة الموارنة ال٤ بتبوؤ سدة الرئاسة.
ولعل النقطة الابرز التي يعتمد عليها فرنجية وستشكل لا شك بندا رئيسيا في برنامجه الرئاسي، في حال قرر الاعلان عنه، فهي التأكيد على قدرته بخلاف باقي المرشحين على تحقيق خرق في ملفين رئيسيين هما سلاح حزب الله واعادة النازحين السوريين الى بلادهم… ما يدفعنا للتساؤل المشروع عما اذا كان الحزب سيعطي فرنجية ما لم يعطه لعون في هذين الملفين، خاصة انه بدا متلكئا بملف النازحين معتبرا انه كان على عون نفسه المبادرة باتجاه النظام السوري، كما كان غير متعاون على الاطلاق بملف الاستراتيجية الدفاعية التي اعلن عون مع انطلاقة عهده انه سينكب على العمل عليها فانتهى العهد من دون مجرد عقد اجتماع واحد بهذا الخصوص بحجة ان ازمات كثيرة عصفت بالعهد وقذفت بالملف الى اسفل سلم الاولويات.
وتؤكد مصادر قريبة من جو حزب الله ان "الحزب لن يقدّم لفرنجية اكثر مما قدم لعون لاعتباره انه قدّم له اقصى ما يمكن تقديمه لكن الرئيس عون كان مترويا ولم يبادر خاصة بما يتعلق بالعلاقة مع الدولة السورية..لذلك وفي حال نجح فرنجية بتبوؤ سدة الرئاسة، لا شك انه قادر على ان يحقق الكثير بملف النزوح السوري لان توجهه الى دمشق مباشرة سيكون طبيعيا والاعتبارات الكثيرة التي منعت عون من ذلك لن يعر لها فرنجية اي اهتمام، هو لم يكن ليعرها انتباها في السنوات الماضية فكيف الحال مع المتغيرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة"، لافتة الى ان "الدولة السورية التي لم تقفل ابوابها امام عودة النازحين ورحبت وتعاونت لاعادتهم طوال السنوات الماضية، لا شك انها ستتمكن مع فرنجية من صياغة خطط اعادة اكثر فعالية خاصة بعد عودة دمشق الى الجامعة العربية والتعويل على تمويل العودة من قبل بعض الدول العربية على ان يترافق ذلك مع بعض الليونة الاميركية".
وتشير المصادر الى ان "التوصل لصياغة استراتيجية دفاعية والذي لم ينجح به الرئيسان ميشال سليمان وميشال عون منذ العام ٢٠٠٦، الارجح انه سيكون ممكنا في عهد فرنجية خاصة في ظل المتحولات الاقليمية الكبيرة المفترض ان تسهل مهمة مماثلة". وتضيف المصادر:"لم يعد خافيا ان كل الظروف عاكست عهد الرئيس عون وبالتالي ليس حزب الله من يتحمل مسؤولية فشل العهد. فما اعطاه لعون سيعطيه لفرنجية لكن المسألة مرتبطة في كيفية استثمار الاوراق لصالحه وما اذا كانت الظروف تسمح بذلك".
ويُدرك الحزب تماما ان تجربة فرنجية ستكون مماثلة لتجربة عون في حال لم يتم انتخابه بضوء اخضر اقليمي- دولي وبالتالي لن يحقق شيئا على اي صعيد في حال فرضه رئيس تحد، لذلك ينكب بالتعاون والتنسيق مع الفرنسيين لتسويقه مرشح تسوية معولا على ان يخدم الاتفاق الايراني- السعودي هذا التوجه، وان تطلب ذلك، بحسب المصادر "المزيد من الوقت لاقناع الرياض بتسوية للملف اللبناني يقودها رئيس "المردة"، ولتليين الموقف الاميركي واسقاط الno التي ترفعها واشنطن امام حل الازمات سواء في لبنان او اليمن او اوكرانيا وكل الملفات العالقة، لحد بات يصح ببايدن توصيف Mr.No!"