خاص - مافيا المولدات.. هكذا تتم سرقة المواطن "على عينك يا تاجر! -كارين القسيس

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, March 21, 2023

خاص- الكلمة أونلاين
كارين القسيس

في الوقت الذي يستوطن الفقر أغلب المناطق اللّبنانيّة، لا يعرف المواطن ماذا يجب أن يفعل ولا أيّ حلول عليه أن يبتكر لتخفيف بعض المدفوعات عن كاهله المثقل أساساً بالديون والمستحقات المعيشيّة في ظلّ الحصار "المافيوي" المفروض عليه.

اليوم، وأكثر من يوم مضى، يشعر سكاّن بلدة الدكوانة بالقلق والخوف على ما ينتظرهم، وتعيش هذه المنطقة فلتاناً حقيقياً حتّى وصل الأمر إلى ابتزازهم من قبل أصحاب المولدات. الدولة في غيبوبة وتتأرجح الأسباب ما بين التواطؤ والسرقة وعدم القدرة على ابتكار حلول جزرية.

مع نهاية شهر آذار وبعد استيفاء فواتير المولدات ارتفعت الأصوات التي تحدّثت عن السرقة الممنهجة التي يمارسونها أصحاب المولدات على المواطنين. إليكم مثلاً ما حصل اليوم، صاحب أحد المولدات الذي يُدعى ايلي الحُسيني يقوم بعملية حسابيّة "غريبة عجيبة"، فهذا الرجل يلجأ إلى حاصل الفاتورة بالليرة اللّبنانيّة ويقسمها على 72 ألف ليرة أي متوسط سعر الدولار خلال شهر شباط بحسب ما وضعته وزارة الطاقة. هذا لمعرفة القيمة بالدولار ولكن اذا أراد المواطن استفاءها بالليرة يلجأ عند ذلك إلى ضرب المبلغ النهائي على سعر الدولار في السوق السوداء! وهذا أمر غريب

وفي حسبة بسيطة فإنّ الحسيني يربح بكلّ مئة دولار ما يقارب ال 21 دولاراً تقريباً، أي اذا كانت الفاتورة تعادل الـ79 دولاراً تصبح 100 دولار.
ولمعرفة رأي صاحب العلاقة، اتصلت الكلمة أونلاين بالحسيني وعند سؤاله عن اعتماد التسعيرة الصادرة عن وزارة الطاقة وتحصيلها بالدولار أجاب " مثلي مثل السوبرماركات" وطالب الوزارة بالتسعير بالدولار مشيراً إلى أنّ البلاد ذهبت باتجاه الدولرة فلماذا هذا القطاع مستثنى؟
وفي تبريره لهذا الأمر أفاد الحسيني بأنّ الأمور تتعلّق بدولار السوق السوداء وارتفاعه الجنوني المستمرّ.

هذه عينة من المخالفات التي تُرتكب يومياً بحق المواطن اللّبناني!


الكلمة أونلاين لم تتوقف هنا، فتواصلت مع المدير العام لوزارة الاقتصاد والتجارة الدكتور محمد أبو حيدر حيث أكّد أنّ الوزارة سطّرت محاضر ضبط بحق أصحاب مولدات في مناطق عدّة.
وشدّد على أنّ الحكم النهائي يبقى للقضاء أو لرؤساء البلديات، معتبراً أنّ بعض البلديات يمكن أن تكون متواطئة مع أصحاب المولدات من أجل منفعة خاصة أو غير مهتمة بسبب الاستحقاق البلدي .

إنّ المواطن اللبناني "متروك" لجشع المافيات التي تتحكم به، ففي ظلّ غياب القضاء والدولة استطاع أصحاب المولدات أن ينفذوا تهديدهم بجباية رسوم أكثر من المستحق لهم ،وبذلك سرقة المواطن على "عينك يا تاجر".


الأكثر قراءةً