خاص- "الحزب" للمسيحيين: لا يعنينا ما ستتفقون عليه! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, February 10, 2023

خاص- الكلمة اونلاين
بولا أسطيح

مطمئنًا لكون اي اتفاق مسيحي على مقاربة واحدة للملف الرئاسي أمر شبه مستحيل اقله وفق المعطيات الراهنة، ومتكئا على مواد دستورية لا تحصر عملية انتخاب الرئيس بالمسيحيين، قرر حزب الله التصعيد وقطع الطريق على المساعي التي تقوم بها البطريركية المارونية لجمع النواب المسيحيين للوصول الى تفاهم معين بخصوص الملف الرئاسي، معلنا على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم ان الحزب "يتحرك لانتخاب الرئيس وفق دستور الطائف، ويمارس حقَّه من خلال ممثلي الشعب، وأي قواعد أخرى لا ينص عليها الدستور ليست مُلزمة لأحد، ولا نلتزم بتفاسير على قياس من لا يُساعدهم الدستور على تحقيق خياراتهم".
بهذا يكون قاسم قد رد سريعا على الراعي الذي تشير المعلومات الى انه كان يدقق بامكانية دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى مأدبة غذاء في بكركي لتبيان ما سيكون عليه موقف "الثنائي الشيعي" من اي تفاهم مسيحي ايا كان شكله وحتى لو انحصر بالتعهد بعدم تطيير نصاب دورة ثانية للانتخاب. لكن وبعد موقف الحزب الذي اعلنه صراحة على لسان احد مسؤوليه الرفيعين قد تكون دعوة بري في غير مكانها طالما التصعيد بلغ مستوى القول ولو بطريقة غير مباشرة "لن نلتزم ايها المسيحيون بما قد تجمعون عليه!" ولعل ما يجعل الامر مستفزا هو علم "الثنائي الشيعي" ان تفاهم المسيحيين مستبعد اصلا اي انه لم يكن هناك لزوما اصلا لاستفزازهم وبكركي بموقف كهذا.
وتستغرب مصادر مواكبة للحراك الرئاسي موقف الحزب هذا، متسائلة:"هل ينص الدستور على ان ينتقي السنة رئيس الحكومة والشيعة رئيس المجلس النيابي ولا ينص على اختيار المسيحيين رئيسهم؟!" وتضيف المصادر:"هل ينص على ان يكون وزير المال شيعيا؟" لافتا الى ان “حزب الله وكما نفذ ما يشبه الانقلاب على القضاء بتوجيهه تهديدا مباشرا للمحقق العدلي طارق البيطار من العدلية، ها هو ينفذ انقلابا رئاسيا اذ يبدو انه يدفع باتجاه انتخاب رئيس ب٦٥ صوتا قافزا فوق ارادة المسيحيين. والارجح انه ينتظر اللحظة الاقليمية والدولية المناسبة لتنفيذ هذا الانقلاب رغم علمه بأنه سيؤدي لتمديد الازمة وما يسميه حصارا اي اننا سنكون على موعد مع شبيه تماما لعهد الرئيس السابق ميشال عون".
ويؤدي آداء الحزب هذا لتزايد الشرخ بينه وبين "التيار الوطني الحر" في ظل معلومات عن توقف النقاشات تماما بين الطرفين عند اللقائين اللذين سجلا في ميرنا الشالوحي والرابية واللذين بقيا في اطار كسر الجليد الذي عاد يتكون وبقوة. وهنا تقول مصادر "التيار" انه بدل ان تكون ذكرى ٦ شباط اي ذكرى تفاهم مار مخايل محطة لتثبيت التفاهم او اعادة صياغته، نجد الحزب يواصل دق المسامير في نعشه خاصة وانه قرر تغطية جلسة الحكومة الثالثة التي عقدت في هذا التاريخ اضف انه يواصل التصعيد رئاسيا".
ولعل اقصى ما يمكن ان يقوم به المسيحيون في المرحلة الراهنة للرد على آداء الحزب تعطيل نصاب جلسة لانتخاب مرشحه وذلك يحصل في حال قرر "التيار الوطني الحر" الانضمام لصفوف المقاطعين، باعتبار ان حتى اتفاق القوات والتيار على رئيس قد يصعب ترجمته في حال بقي البلوك الشيعي متماسكا وراء رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية.