خاص- بين الحرب وانفجار المرفأ والزلازل… جيل لبنان مشروع أمراض نفسية متنقلة ..!-كارين قسيس

  • شارك هذا الخبر
Thursday, February 9, 2023

خاص- الكلمة أونلاين
كارين قسيس

انتهت الحرب في لبنان، ولم تنته آثارها الكارثية على سكانها منذ أكثر من خمسين عاما"، مخلفةً آلاماً ووجعاً وصدمات هائلة. ومازال الشعب اللبناني متمسكاً بقارب النجاة خوفاً من المصائب.
الاّ وأنّ المصائب لا تنتهي...
استفاق اللبنانيون عند الساعة الثالثة من فجر الاثنين على هزّة أرضيّة لم يسبق أن ضربت البلاد من أكثر من أربعين عاماً، حيث شعر بها السكان في مختلف المناطق بدرجات متفاوتة، تبيّن لاحقاً أنّ زلزالاً كبيراً وقع عند الحدود السورية- التركية.
ما بين تجربة انفجار مرفأ بيروت، وما بين هدم البيوت وخسارة الأرزاق، أو حزنهم الشديد على فقدان أحد من أسرتهم أو أقربائهم، أو من فقد أحد أطرافه نتيجة الإصابة.. كلّها مشاهد مؤلمة تركزت في ذاكرتهم ووجدانهم.
ماذا عن الاضطرابات ما بعد الصدمة؟
في حديث لـ "الكلمة أونلاين"، أكّدت الدكتورة ريما بجاني أنّ الاضطرابات تؤثرعلى الأطفال والمراهقين أكثر من غيرهم، من هنا يجب اخبار الأطفال بالحقيقة كما هي بالاضافة إلى التعبير أمامهم عن حقيقة المشاعر التي يعيشونها حتى الكبار.
وفي هذا الإطار، شدّدت بجاني على أنّه في حال حدوث زلزال أو ما شابه يجب اخبار الأطفال أنّ هذا الحدث نادر ولا يحدث كلّ يوم، لافتةً إلى أنّه يجب شرح حقيقة الحدث بكلمات مناسبة ودقيقة.
وفي حال صعوبة التأقلم مع هذا الحدث، اعتبرت الدكتورة أنه يجب استشارة اختصاصي حتى يصف للطفل الخطة العلاجيّة التي تناسب حالته وتتسق مع المرحلة العمرية التي يمرّ بها.
إن علاج الخوف عند الأطفال مشكلة تبدو بسيطة في بدايتها، لكن اهمالها يجعلها تتحول لمشكلة نفسيّة تصيب الطفل بعد ذلك "بفوبيا"، فاحتواء مشاعر الأطفال والاستماع لهم من أهم خطوات العلاج الناجح.
خلاصة الأمر، يمكن القول إنّ ما شهده لبنان بداية الأسبوع مصيبة من عمل الطبيعة، وأنّ عبارة "قطوع ومرق"، التي يلجأ إليها اللبنانيون عند وقوع المصيبة التي تعصف بهم لا يمكن أن تنطبق هذه المرّة على ما يجري. يجب على الأهل التنبه لخطورة هذه المشكلة ولخطورة تداعيات هذه المصائب واللجوء لمساعدة أنفسهم ومساعدة أطفالهم عبر معالجتهم قبل فوات الأوان...