اجتماع باريس انتهى...إيران حضرت في المواقف ولبنان في اسفل اهتمامات العالم

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, February 7, 2023

المركزية

خمسة أقطاب يمثلون خمس دول معنية مباشرة بالملف اللبناني جلسوا إلى طاولة واحدة في باريس لمناقشة أزمات لبنان الخطيرة ووضع خارطة طريق للحل المنشود. انتهى الإجتماع الذي كان يعوّل عليه اللبنانيون من دون أن يصدر أي بيان. وربما حسنا فعلوا لأن مطلق أي بيان سيصدر سيكون ضعيفا في ظل تباين وجهات النظر التي برزت بين الجالسين إلى طاولة الإجتماع الخماسي وهم مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى باربرا ليف، نزار العلولا مستشار الديوان الملكي السعودي، مساعد وزير الخارجية القطري محمد الخليفي والمستشار في الرئاسة الفرنسية للشرق الاوسط باتريك دوريل وآن غيغن مديرة قسم الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية. ومثّل مصر في الاجتماع سفيرها في باريس علاء يوسف.

وعلى مستوى السفراء شارك كل من سفيرة الولايات المتحدة في بيروت دوروثي شي وسفيرة فرنسا فيي لبنان آن غريو، وحضر المسؤول الاميركي تيري ولف الى جانب باربارا ليف.

ما لم يعد خافيا على أحد أن لبنان ليس أولوية على مستوى الإهتمام الدولي ولا حتى من ضمن أولوياته لكن ما يترك بصيص أمل أن لبنان ليس متروكاً وهذا ما حاول المجتمع الدولي تظهيره من خلال مؤتمر باريس الخماسي. إلا أن اهتمام الخارج وتحديدا دول القرار لا يتعدى مسألة بحث الأزمة على قاعدة مصلحة كل دولة بعدما بات الجميع على يقين بأن العقدة الرئيسية المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية في يد حزب الله. وهذا ما يفسر تنصل المجتمعين في المؤتمر من إسقاط أسماء رئاسية. فالرياض ترفض التوغل في التفاصيل اللبنانية وواشنطن تفضل أن تبقي دعمها محصورا بالمساعدات الإنسانية التي تقدمها للجيش اللبناني بالتعاون مع عدد من الدول ومنها قطر والمملكة العربية السعودية أما تفاصيل الأزمة فتبقى على هامش اهتماماتها.

في أي حال، لا بد من الإعتراف بأت ترددات مؤتمر باريس الخماسي الذي تزامن مع الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا وأصاب لبنان باهتزازات أرضية دخل ثلاجة الإنتظار حتى لا نقول التهميش في ظل انشغال العالم بمد جسور جوية لمساعدة المنكوبين. فهل سيبدد غبار الدمار الناتج عن زلزال العصر معالم سياسات الدول المتبعة تجاه لبنان أو سيسقطه من حساباتها كليا، بعدما ثبت أن أي بيان عن المؤتمر في حال صدوره لن يكون على مستوى ترددات المسؤولين في الداخل اللبناني. وكان مرجحا أن يخلص الإجتماع الخماسي إلى تكليف لجنة متابعة سياسية -أمنية لمتابعة المقررات التي ستصدر عنه وتحضير الأرضية للإجتماع التالي للبت بشكل نهائي وحاسم في مسألة انتخاب رئيس للجمهورية .

المحلل في شؤون الشرق الأوسط الدكتور سامي نادر يرفض إعطاء صفة "خيبة أمل" لنتائج مؤتمر باريس الخماسي ويؤكد عبر المركزية أن " إذا كان من السهل أن يتفق المشاركون في المؤتمر عن الدول الخمس حول لبنان، إلا أن الأساس يبقى في كيفية التوافق حول مواقفهم من إيران. ويوضح عبر "المركزية" "موقف الولايات المتحدة الأميركية والسعودية من إيران يختلف عن موقف الفرنسيين علما أن الطرفين الأولين أبقيا على قنوات تواصل مع الإيرانيين.

لكن ما يجدر التوقف عنده بحسب نادر هو التحول البارز في موقف الفرنسيين من إيران بعد موجة التظاهرات المعارضة في الداخل والإعدامات التي أفضت إلى فرض عقوبات أوروبية بما فيها فرنسا. أما التطور الثاني فيتمثل بتخطي إيران العتبة النووية بعد خروجها من التزاماتها بالإتفاق النووي وتخصيبها الأورانيوم وعدم تعاونها مع وكالة الطاقة النووية .كل هذا يؤشر إلى أن لا خطة للعودة خطوة واحدة إلى الوراء مما يصعّد عمليا الحوار مع إيران".

لبنانيا، أحد أهم أسباب التوجس من نتائج المؤتمر الخماسي الباريسي عدم صدور بيان، لكن قبل ذلك لا بد من التوقف عند الدول الخمس التي اجتمعت لإيجاد حل للملف اللبناني. "فالتسوية مع إيران جرت مؤخرا مع كل الأفرقاء باستثناء المملكة العربية السعودية حول مسألة ترسيم الحدود البحرية أي أنها تمت مع حزب الله. بالتوازي تلعب السعودية دورا رئيسيا في الملف اللبناني كونها تملك ملف التمويل وعند هذه النقطة تتوقف الأمور وتتوضح أسباب العقدة وتباين المواقف" . من هنا يضيف نادر فإن أي بيان سيزيد من إضعاف أهمية المؤتمر لأنه سيكرر ما سبق وذُكر في البيان المشترك الفرنسي السعودي الذي صدر عقب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية "

ثمة من يقول بأن الخارج لم يعد مستعدا لمد يد المساعدة للبنانيين قبل أن يتولوا إيجاد الحل بأنفسهم إلا أن الواقع لا يعكس هذا الأمر"طالما أن الداخل ليس إلا مجرد وكلاء تفليسة .لكن الأكيد أن الخارج وتحديدا فرنسا باتت تعترف بالطبقة السياسية الفاسدة في لبنان. ويختم " مخطئ من يفكر بعد بأن لبنان محور اهتمامات دول القرار. العالم منشغل بهمومه وبكيفية تأمين الغاز لتدفئة شعبه ولا شيء عداه".