كمال ذبيان- باسيل أفصح عن ما يضمره بترشيح نفسه "أنا أو لا أحد"

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, February 1, 2023

افصح رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، عن ما يخبئه ويضمره حول انتخابات رئاسة الجمهورية، فهو اعلن ترشيحه لها، وهذا ما كان يسعى اليه، ولو مستتراً، منذ ان كان الرئيس السابق ميشال عون في القصر الجمهوري، فكما تقدم وورث "التيار الحر" بدعم من مؤسسه، فانه كان يحضّر نفسه ليخلف الرئيس عون في رئاسة الجمهورية، ولو كان ينفي ذلك، لكن ما اعلنه في مؤتمره الصحافي الاخير، يؤكد نواياه، ويكشف اكثر عن رفضه لترشيح رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، بالرغم من محاولات بذلها "حزب الله" لتقريب وجهات النظر بينهما، بدءاً من امينه العام السيد حسن نصرالله، الذي جمع الحليفين لكنه لم يوفق، بان يقنع باسيل القبول بترشيح فرنجية، وهو كان الثاني بعد العماد عون، الذي اختاره وفضّله السيد نصرالله على فرنجية، الذي انسحب من الترشيح في الدورة السابقة، حفاظا على التحالف مع المقاومة، فلم ينحرف عن خطها، بالرغم من ان اسمه كان متقدماً على عون، فحصل على تأييد الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وحلفاء لهم من النواب، اضافة الى دعم اوروبي لا سيما فرنسي، وعدم وجود "فيتو" عربي عليه، لا سيما من دول الخليج وتحديداً السعودية.

فاقتربت رئاسة الجمهورية من فرنجية، لكن وعد "حزب الله" للعماد عون، ابعده عنها، وانتخب الاخير رئيساً للجمهورية "بتسوية رئاسية" مع "تيار المستقبل" و"تفاهم معراب" مع حزب "القوات اللبنانية"، واعلن السيد نصرالله في حينه، بانه لا يميز بين الحليفين، فكل منهما عين عند "حزب الله"، وان فرنجية هو المرشح الاول في الاستحقاق الرئاسي الحالي، وهذا ما لم يعجب باسيل، الذي لم يستجب مع تمن عليه ان يقف الى جانب فرنجية، لكنه رفض، وبدأ بحملة على رئيس "تيار المردة"، وبانه سيشكل "ترويكا" مع بري والرئيس نجيب ميقاتي، وسيستمر الفساد معه، لانه هو من "المنظومة الحاكمة"، ووصل به الامر الى تحذير "حزب الله" من اختيار فرنجية، ورفع السقف عالياً، الى حد التهديد بالخروج من "اتفاق مار مخايل"، حيث يؤكد مصدر في "التيار الحر"، بان باسيل يطالب بما هو حق لجزء كبير من المسيحيين، هو ان يكون المرشح الرئاسي له مواصفات، تبدأ بالتمثيل السياسي والشعبي، ووفقا لنظرية "الرئيس القوي" في طائفته، ومن حق الممثل الحقيقي للمسيحيين بان يسمي مرشحه، كما حصل عند انتخاب العماد عون، وكذلك مع انتخاب بري رئيساً لمجلس النواب منذ اكثر من ثلاثة عقود، ووصول الرئيس رفيق الحريري ومن بعده ابنه سعد، ومن هو في فضاء "تيار المستقبل" الى رئاسة الحكومة، وهذه القاعدة يجب ان تستمر تقول المصادر، وان اي خلل يحصل فيها، يضرب "الشراكة" في السلطة، وهذا ما ننبه ونحذر منه "حزب الله".

وكشف باسيل ما يريده من الاستحقاق الرئاسي، فهو يعتبر نفسه المرشح لطبيعي لما يمثل، واذا لم تمكنه الظروف الداخلية والخارجية من الوصول الى رئاسة الجمهورية، فهو صاحب الحق المسيحي بما يمثل من كتلة نيابية، في ان يسمي مرشحاً لرئاسة الجمهورية، وهو اقترح ان ترعى بكركي طاولة حوار مسيحية، لاختيار مرشح او اكثر، وهو قدم اسماء مرشحين، تقول المصادر، التي تشير الى انفتاحه على بعض الكتل لتمرير اسماء غير فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون.

من هنا، فان باسيل اعلن ترشيحه، تحت شعار "انا او لا أحد"، وهذا لن يسهّل طريقه الى رئاسة الجمهورية، اذ ان "الفيتوت" عليه كثيرة، تبدأ من "حزب الله" وحركة "امل" و"اللقاء الديموقراطي، وطبعاً "القوات اللبنانية" والكتائب و "النواب التغييريين" اضافة الى غالبية النواب السُنة، وهذا ما يعرفه باسيل تقول مصادر نيابية معارضة لرتشيحه، والذي ما هو الا "بالون اختبار"، ويقوّي اوراقه التفاوضية، في منع وصول فرنجية وقائد الجيش، او اي مرشح لا يكون له رأي فيه، وشريكا فاعلاً في عهده، اذ تكشف المصادر عن ان باسيل له شروطه واوصلها الى فرنجية اولاً، ومرشحين آخرين، بانه لن يقدم اقتراع كتلته مجاناً، بل لديه برنامج على من يتبناه يحظى بتأييد "تكتل لبنان القوي"، وابرز واهم ما يطلبه باسيل، هو اقالة حاكم مصرف لبنان ومحاكمته، وتعيين من يقترحه، اضافة الى قيادة الجيش وموظفي الفئة الاولى، كما في تسمية الوزراء والحقائب.

فترشيح باسيل، تأكيد على انه طامح لرئاسة الجمهورية، وقطع طريق لاية محاولة يقوم بها "حزب الله"، لاقناعه بترشيح فرنجية، ويقدم نفسه انه من صنّاع رئيس الجمهورية، ولا يقبل الا ان يكون شريكاً في العهد المقبل، ولن يقدم اصوات تكتله مجاناً لاي مرشح.


الديار