نيوزويك- ماذا بعد "موت" المفاوضات مع إيرن؟

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, January 31, 2023

تريد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يعرف الجميع أنها تخلت عن محاولة إقناع طهران بالعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 الذي يعرف رسمياً بخطة العمل الشاملة المشتركة. لكن أين يترك ذلك السياسة الأمريكية إزاء إيران؟

في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أقر بايدن بأن الإتفاق النووي مع إيران "مات". وكان وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن أكثر ديبلوماسية، لكنه هو الآخر، أقر في مؤتمر صحافي الشهر الماضي، بأن "خطة العمل الشاملة المشتركة لم تعد مدرجة على أجندة الولايات المتحدة من الناحية العملية منذ أشهر عدة".
غيبوبة
ويقول دانيال آر. ديبيتريس في مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن الإيرانيين لا يبدون اهتماماً بحالة الغيبوبة التي دخلت فيها المفاوضات. وبينما يواصل الاقتصاد الإيراني الكفاح في مواجهة البطالة والتضخم المرتفع، فإن الحكومة الإيرانية استعادت بعضاً من عائدات النفط الخام التي خسرتها منذ العقوبات التي عادوت أمريكا فرضها عليها عام 2018.


وأعلن صندوق النقد الدولي أن الصادرات الإيرانية من النفط قد زادت أكثر من الضعف منذ 2020، بعدما كانت بلغت أدنى مستوى لها عام 2020. ويذهب معظم النفط الإيراني إلى الصين، البلد الذي يعارض حملة الضغط الأمريكية على الدول الأخرى.
كما أن النشاط النووي الإيراني يواصل التقدم. وجاء في التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المخزون الإجمالي لليورانيوم الإيراني المخصب قد بلغ 3673.7 كيلوغرامات، أي 12 مرة أكثر مما سمحت به خطة العمل الشاملة المشتركة. إن الإيرانيين يخصبون اليورانيوم اليوم بنسبة تصل إلى نسبة نقاوة بـ60 في المئة، وهي أقل بخطوة من النسبة التقنية اللازمة لصنع قنبلة في منشأة فوردو التي تقع تحت جبل. وقد تم تقييد وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مواقع التخصيب، منذ أن أزال الإيرانيون بعض كاميرات المراقبة رداً على قرار للوكالة الدولية ندد بإيران.

ولدى الولايات المتحدة خيارات محدودة بعدما أخفقت الديبلوماسية. إن إدارة بايدن، على غرار إدارات سابقة، تكرر أنها لن تسمح لإيران بحيازة أسلحة نووية تحت أي ظرف. ولا حاجة إلى مخيلة واسعة كي نفهم ماذا يعني البيت الأبيض بذلك: إن الولايات المتحدة ستقصف البنى التحتية النووية الإيرانية إذا ما اقتضت الحاجة. ومن أجل الضغط في هذه الناحية، بدأت أمريكا تدريبات عسكرية مع إسرائيل هذا الأسبوع.
لكن العمل العسكري محفوف بالمخاطر. وهناك سبب لسعي إدارات أمريكية سابقة إلى تجنب المبادرة أو تقديم المساعدة لعملية عسكرية، وعند إجراء حسابات الربح والخسارة، كان يتبين أن استخدام القوة لا يستحق العناء.
وفي حال لجأت الولايات المتحدة إلى القوة، فإن خسائر مصاحبة ستصيب المدنيين، بينما ستعمد إيران إلى رد انتقامي على ضربة أمريكية محتملة. وبما أنه سيكون على المقاتلات الأمريكية تحييد نظام القيادة والسيطرة الإيراني، واستهداف بطاريات الدفاع الجوي والمطارات من أجل ضمان سقوط أقل خسائر في الجانب الأمريكي، فإن إصابات ستقع لا محالة في صفوف المدنيين الإيرانيين. وسقوط مثل هذه الإصابات ستحدث ردة فعل حيال الولايات المتحدة وتعزز شعبية النظام الذي تسعى واشنطن إلى إضعافه. وبالنسبة إلى الإنتقام الإيراني، فإن شبكة القواعد الأمريكية المنتشرة في الشرق الأوسط تمنح إيران خيارات عدة.
وخلص الكاتب إلى أن الديبلوماسية ميتة في هذه اللحظة، وعلى الولايات المتحدة وإيران أن تسألا نفسيهما ما إذا كان يمكن إدامة الوضع الحالي.


24.AE