سفاح القربى بين تفجير المرفأ والتنازل عن الحدود- المحامي فؤاد الاسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, January 28, 2023

كتب المحامي فؤاد الاسمر:

من متابعة معطيات تفجير المرفأ تظهر جملة خطوط واضحة يمكن تلمسها لتكوين صورة جليّة عن ظروف ومعطيات هذا التفجير الأخطر عالمياً.

-في العام ٢٠١٣ تم استقدام الباخرة روسوس الى مرفأ بيروت بناءً لكتاب وزير الطاقة والمياه جبران باسيل بحجة الرغبة بشحن معدات كشف زلزالي.
-منعت إدارة المرفأ دخول هذه الباخرة بحكم وجود النيترات على متنها، كوّن هذه المواد تخضع لأصول ومواثيق دولية. تدخل وزير الاشغال آنذاك غازي زعيتر، بصفته وزير الوصاية، وألزم ادارة المرفأ بادخالها.
-عوضاً عن تحميل معدات الكشف واعادة ترحيل الباخرة خلال أيام، جرى ابقاؤها عدة سنوات.
-عمدت الأجهزة المختلفة الى وضع عشرات التقارير ورفعها الى أعلى القيادات والمسؤولين تؤكد على ضرورة إخراج الباخرة من البلاد وذلك بعد اجراء الفحوصات على النيترات والتأكد من طبيعتها وخطرها الجسيم.
-تحايلاً على هذه التقارير عمدت السلطات الى فبركة تغطية قضائية للنيترات ترمي الى اخراجها من الباخرة وايداعها في العنبر رقم /١٢/، حيث ثبت قيام القوى النافذة بنقل وشحن كميات منها الى خارج المرفأ دورياً على متن شاحنات ضخمة.
-في العام ٢٠١٨، وعلى مرأى ومسمع البشرية بأسرها، رفع نتنياهو صور مخازن المتفجرات المذكورة في بيروت وأكد تبعيتها للحزب الالهي وهدد بضربها.
-سارع الصهر النابغة الى الرد على نتنياهو مصطحباً وفداً من الديبلوماسيين والاعلاميين في جولة ضمن بيروت لنفي وجود مخازن متفجرات في العاصمة.
-في ٤ آب ٢٠٢٠ اعترف العدو والرئيس الاميركي، وأكدت عدة وكالات انباء عالمية، بتوجيه اسرائيل ضربة لمخازن المتفجرات في بيروت.

وبالتالي ان معطيات هذا التفجير واضحة، وأطرافه والمتورطين به معروفون بشكل فاضح، وان طمس ملف التحقيق من شأنه اعفاء هؤلاء الأطراف بمن فيهم العدو من المسؤولية.

من هنا يمكن فهم احدى اسباب وظروف توقيع الإتفاق على ترسيم الحدود البحرية في تشرين الاول ٢٠٢٢ بين طرفي التفجير، وعلى ابقاء هذا الاتفاق طيّ الكتمان لاسيما وانه يتضمن ابراء ذمة اسرائيل من أية مسؤولية او تعويض او ملاحقة عن افعال وجرائم سابقة لتاريخه ارتكبها العدو بحق لبنان.

ولم تكن عملية تخلية الموقوفين، وقمع المتظاهرين والتعرض الخطير للمحقق العدلي، الا حلقة من مسلسل سفاح القربى الذي تنتهجه المافيا "السياسية -الأمنية -القضائية" في لبنان بحق شعبها ومؤسساتها بتغطية دولية تحميها من المسؤولية والعقاب.

فماذا سيحمل بعد لنا هذا المسلسل وما هو موقف وموقع شرائح واسعة من اللبنانيين التي ما تزال أسيرة العجز والاستسلام لغاية تاريخه؟