خاص- نبكي شتات وطن.. لن يرمّم إلا على جثثنا!- زينة عبود

  • شارك هذا الخبر
Monday, December 5, 2022




خاص- الكلمة اونلاين
زينة عبود

في وطني لبنان المحكوم من قبل زمرة من القتلة والمجرمين والفاسدين اللصوص، غابت كل معاني الوطنية الحقيقية ونسائم الحرية التي سلبتها سلطة مستبدّة ضاربة عرض الحائط كل مقومات الحياة والعيش الكريم لشعب مناضل، قوّي يتنفّس حرية وازدهاراً حتى بات الصمود على قيد الحياة هدفه من عيشة التعتير هذه.



نحن اليوم في لبنان نمرّ بأسوأ مراحل البؤس والظلم والقهر حيث تعلو أصوات المتآمرين على هذا الوطن من الخارج والداخل على حدّ سواء، طامسين كل صوت حرّ يصدح في هذه الغابة الموحشة حيث غاب لذيذ العيش وقيمة الإنسان مع ضياع المبادئ وانتشار الرشوة والكذب والسرقة والخيانة والنذالة التي تكرّست فضيلة لدى أهل الحكم في بلدنا فانعكست الأمور وانقلبت كل المفاهيم والقيم رأساً على عقب.



لكن ألم يبقى صوتٌ صارخ في هذه البريّة يوقظ جماعة الضمير الحيّ والكفّ النظيف فيلتمّ شملهم لإنقاذ ما تبقّى من لبناننا؟

للأسف، نجح عديمو الشرف من بيع شرف هذا الوطن بأرخص الأثمان لمآرب خاصة ومصالح شخصية وتبعيات خارجية لا ناقة للبنان فيها ولا جمل.. فهجّروا معظم طاقات لبنان الشبابية وأدمغته وحاصروا القسم الآخر في أتون الخراب والدمار والانهيار الشامل وأمعنوا في اغتصاب حقوق هذا الشعب بالعيش الكريم ورفاهية الحياة وراحة البال وهو من أكثر الشعوب استحقاقا لها بعد كل ما مرّ عليه وما ناضل من أجله على مدى سنوات وسنوات مضت.



للأسف، ما عاد في لبنان سوى أناس أسرى هزائمهم في حروبهم اليومية ضدّ همومية الحياتية بعدما أثقلت السلطة المغطرسة حمولتهم بأعباء اقتصادية اجتماعية وأمنية نغّصت عليهم عيشهم الحرّ.

يستفيق اللبنانيون على خبر انقطاع الكهرباء والمياه وينام على نبأ غرق منطقة ومنازل ومحال بمياه الأمطار.. ليستفيقوا مجددا على كوى الأسعار مع تحليق الدولار ويغفوا على أزمة استشفاء وأدوية تتهدّد صحتهم وحياتهم.. والحبل على الجرّار..

للأسف نحن اليوم نبكي وطننا ونذرف الدموع على أشلاء قد لا ترمّم إلا على جثثنا!