"عمليات تشويه" وأطباء زائفون: شهادات مرعبة لضحايا فوضى "التجميل" في لبنان

  • شارك هذا الخبر
Sunday, December 4, 2022

"كان وجهي مخدرٌ تماماً، لم اكن أشعر بما تفعله، فيما كانت هي تنزع قطعاً من لحمي وتضعها أمامها، انتهت من الجهة اليمنى وانتقلت إلى الخد الأيسر، وبمجرد أن بدأت بالعمل، قطعت شريان رئيسي مع العصب، ثم خاطت الجرح، وقامت بإحداث جرح جديد في مكان آخر، فازداد النزيف أكثر، أعادت تقطيبه هو الآخر دون معالجته، لا مرآة أمامي لأرى ما كان يجري، وإذ بي أشعر أن وجهي يتضخم ويغلي من داخله، كان قد بدأ النزيف الداخلي، بعدها أحضَرَت مخرزاً غير طبي وادخلته في وجهي مرتين، تسبب ذلك لاحقا بتلوث وتآكل في الجلد واللحم شوه كامل وجهي."

تروي سوسن، لموقع "الحرة" كيف تحول سعيها التجميلي إلى تشوه فظيع أصاب وجهها على يد إحدى منتحلات الصفة الطبية من اللواتي يدرن مراكز تجميلية غير مرخصة في لبنان، ويسوقون لأنفسهم كخبراء تجميل وأطباء متخصصين.

السيدة اللبنانية التي تعيش في الكويت، هي اليوم واحدة من بين 15 ضحية، اتخذن صفة الادعاء الشخصي على مجموعة من منتحلي صفة أطباء التجميل في لبنان، ومراكز التجميل غير المرخصة وفق الأصول القانونية، بعدما تعرضن لتشوهات مختلفة، نتيجة أخطاء طبية وعمليات غش واحتيال تعرضوا لها خلال إجرائهم لعمليات تجميلية.

ويعتبر لبنان مقصداً للسياحة التجميلية في منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مراتب متقدمة على الصعيد العالمي في عدد عمليات التجميل التي تجري فيه، نسبة إلى عدد سكانه، مدعوما بشهرة أطبائه على هذا الصعيد بعد تسجيل نجاحات واسعة، فيما يعتبر القطاع الطبي التجميلي من أبرز القطاعات التي تستقطب العملة الصعبة من خارج البلاد، والتي لم تتأثر بالأزمات المتلاحقة التي ضربت لبنان لاسيما أزمة كورونا، والأزمة المالية الأسوأ في تاريخ لبنان.

كما تشهد عمليات التجميل إقبالاً كبيراً بين اللبنانيين أيضاً، حيث وبخلاف كثير من دول منطقة الشرق الأوسط، لا يعارض المجتمع اللبناني إجراء هذه العمليات، بين الرجال والنساء على حد سواء، ويعتبر التجميل أولوية بالنسبة إلى كثير من الأشخاص توازي المأكل والمشرب وضروريات الحياة الأخرى.

إلا أن هذا المورد المالي والاستثمار المربح، دفع بكثير من المتعدين على المهنة من غير الاختصاصيين إلى محاولة استغلال هذا الواقع، طمعاً بما يدره هذا القطاع من أرباح مضمونة، وذلك على حساب تشوهات وأضرار يتسببون بها تصل بضحاياهم حتى الموت، أو التشوه الدائم والمؤقت في أحسن الأحوال، كما هو حال 4 من الضحايا تحدثوا لموقع "الحرة" عن المعاناة التي اختبروها، نتيجة التشوهات التي أصابتهم، وأثرها النفسي والاجتماعي عليهم.

حرب مفتوحة
وفي ظل انهيار اقتصادي ومالي مستمر منذ 3 سنوات، ترك أثرا بالغاً على إمكانات السلطات اللبنانية في بسط نفوذها ورقابتها على الأراضي اللبنانية، يزداد التفلت من الضوابط والقوانين على كافة الأصعدة في البلاد، وقطاع التجميل لم يكن استثناء عن هذا الواقع، حيث تنتشر مراكز التجميل غير المرخصة أكثر، ويسجل بوتيرة أكبر انتحال صفة أطباء واجراء عمليات تجميلية بشكل عشوائي، واستخدام مواد مغشوشة، ما انعكس بالطبع، ارتفاع في أعداد ضحايا التشوه والمتضررين.

هذا الواقع دفع جهات قانونية وطبية للتحرك في لبنان، من أجل التصدي لهذه الظاهرة، وحماية سمعة لبنان الطبية والتجميلية، لاسيما وأن تلك المراكز باتت تسعى بشكل أكبر لتصيد الزبائن العرب والأجانب عبر مواقع التواصل والإعلانات.

وفي هذا الإطار، أعلنت الدائرة القانونية لمجموعة "روّاد العدالة"، أنها بالتعاون والتنسيق مع مستشار نقيب الأطباء في لبنان للشؤون التجميلية الدكتور رائد رطيل ومجموعة أطباء "doctor's in front"، تمكنت من تفكيك شبكة مراكز تجميل غير مرخصة وتوقيف أصحابها من منتحلي صفة أطباء تجميل، الذين شوّهوا بشكل فادح وجسيم المئات من الزبائن المتضرّرين طمعاً بحفنة من الدولارات، وذلك بقرار صادر عن النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات".

وأضافت مجموعة "رواد العدالة" في بيان أنّ كلّ مركز تجميل غير مرخص قد أصبح "هدفاً مباشراً" لها، وبأن أصحابها أصبحوا "في مرمى الملاحقة الجزائية مع الأطباء المتواطئين معهم والمتسترين على جرائمهم طمعاً بالماديات"، معلنة "حرباً قضائية مفتوحة على هؤلاء، الذين تمَّ توقيف العديد منهم والآتي أعظم".

يشرح منسق الدائرة القانونية لـ"رواد العدالة" المحامي هيثم عزو كيف بدأت متابعة هذه لقضية، حيث وصلت لمجموعة المحامين العديد من الشكاوى من قبل ضحايا عمليات تجميل عبر مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً، وطلبوا المساعدة بكونهم يقدمون خدمات قانونية مجانية.

تزامنت خطوة "رواد العدالة" مع نشاط لمستشار نقيب الأطباء للشؤون التجميلية في لبنان الدكتور رائد رطيل، الذي كان بدوره قد شن حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي نشر خلالها صور لعدد من المتضررين وأطلق تحذيرات عبر الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، من "دكاكين التجميل" حسب وصفه، كما نشر فيديوهات لعمليات الترميم والعلاجات التي يجريها لضحايا ومتضررين.

وبحسب عزو، جرى التواصل مع رطيل وهو الناطق الرسمي أيضاً باسم مجموعة أطباء "doctor's in front"، وتم التعاون في تقديم إخبار للنيابة العامة التمييزية ضد 8 مراكز كانت أبرز الشكاوى الواردة بحقها، وحدد الإخبار كل مركز وموقعه ورقم هاتف للتواصل معه واسم صاحبه، وتم توثيق الاخبار بفيديوهات وصور للتشوهات الكبيرة التي تتأتى منها.

يضيف عزو "ذهبنا إلى القاضي غسان عويدات، قلت له إن لم يكن هناك قدرة على التصدي للملفات الكبيرة في لبنان، هذا الملف يعني السلامة العامة وسمعة لبنان الطبية والتجميلية، وطلبت تحريكه بسرعة."

ويشرح المحامي اللبناني أن هذه الممارسات تنطوي على سلسلة جرائم، ولا تقتصر على جريمة واحدة، "بداية، هناك انتحال صفة أطباء، ثانياً هناك إيذاء مقصود بدافع حفنة من المال، والجريمة الثالثة مخالفة الأنظمة والقوانين الذي لا تتيح افتتاح مركز تجميلي إلا لأطباء محددين في لبنان، يجب أن يكونوا باختصاصات معينة."

الاخبار المقدم تحول إلى شكوى ضد مجرمين، بحسب عزو، وذلك بعدما طلب القضاء ضم قضايا المتضررين، حيث قام 15 متضرراً باتخاذ صفة الادعاء الشخصي، وطالب المحامون باستدعاء أصحاب مراكز التجميل المخالفة ومنتحلي صفة الأطباء، وتوقيفهم وختم مراكزهم بالشمع الأحمر والحكم عليهم بتعويضات للمتضررين ولخزينة الدولة اللبنانية، واحيل الملف إلى شعبة المعلومات، حيث لا يزال التحقيق مستمراً.

ويكشف عزو عن أن مجموعة "رواد العدالة" قدمت لجهاز فرع المعلومات لائحة من 250 مركزا على كافة الأراضي اللبنانية مع كل المعلومات المطلوبة حولهم، من أجل التحقيق معهم وتحويلهم إلى القضاء.

"كان يمكن أن أموت"
كانت سوسن التي تعيش في الكويت في زيارة عادية إلى لبنان، حين تلقت نصيحة بزيارة طبيبة تجميل في الضاحية الجنوبية لبيروت، في حارة حريك، قيل لها أنها ناجحة جداً في إجراء حقن "البوتوكس" وإزالة "الفيلر". وفق ما تروي "لم يكن شكل العيادة يشبه عيادة طبية، لكن ولكونها في منطقة شعبية تغاضيت عن الشكل تماماً."

لم تجد سوسن شهادات الطبيبة معلقة على حائط عيادة الطبيبة كما درجت العادة في لبنان، سألت الطبيبة عن الأمر فكان الجواب انها "خريجة جديدة من فرنسا ولا يزال لديها تدريب تتابعه وستحصل على شهاداتها من بعده". شعرت سوسن بالاطمئنان عندما وجدت كثير من الزبائن يترددون إلى المكان ومن دول عربية عدة، حيث كان قد ذاع سيط الطبيبة خارج لبنان.

"كنت فقط أريد إزالة الفيلر، الذي سبق أن وضعته قبل 12 عاماً، وبدأت جلساتي عندها، وكنت أسافر إلى الكويت واعود إليها لمتابعة الجلسات، وفي مرحلة معينة قالت ان هذا التذويب سينتج عنه حبة التهاب تقوم هي بتنظيفها وازالتها، لكن لم يظهر أي حبة كما كانت تتوقع، ومع ذلك أصرت على شق وجهي، اثار الأمر خوفي وكانت تطمئنني إلى أن الأمور تسير بشكل طبيعي"، بحسب سوسن.

وتضيف "بعد شق الخدين لم تتمكن من السيطرة على النزيف الداخلي، نقلتني إلى مستشفى في منطقة برج البراجنة حيث كان ينتظرني طبيب هناك، ومن الساعة الخامسة حتى التاسعة مساء بقي النزيف مستمراً، فاتصلوا بطبيب آخر آخر متخصص بشرايين الوجه، وبقي حتى الساعة 11 ليلاً حتى تمكن من خياطة الشريان."

علمت عائلة سوسن بالأمر وأصيبت بهلع شديد، لاسيما وانها وصلت في غرفة العمليات إلى شفير الموت وفقما تروي، "في لحظة من اللحظات انفصلت تماماً عن المحيط، كنت أسمعهم حين أخرجوني من غرفة العمليات وهم ينادونني: "سوسن إبقي معنا"، للحظة شعرت أنني أموت."

بعد استعادة وعيها بدأت معاناة أخرى لسوسن، "بات فمي أعوج، لا يدخل الطعام إليه بشكل صحيح ولا يمكنني المضغ كما يجب، لاسيما بعدما ضرب العصب، حيث لم يعد بإمكاني تناول الطعام أمام الناس، بات شكلي مشوه تماماً، واستمرت هذه المعاناة لفترة طويلة جداً."

فيما بعد، خضعت سوسن لرحلة طويلة وشاقة من الترميم للوجه، "كان هناك نحو 99 غرزة في وجهي، عانيت وتعذبت كثيراً، هذا عدا عن وضع اولادي وزوجي، البيت كله عانى معي، اضطررت لترك عملي ومحالي، لم اعد أتمكن من التنقل في درجات حرارة مرتفعة بسبب الالتهاب، وبت عاجزة عن مقابلة الناس، فيما وجهي ملفوف بالضمادات، ومشوه تحتها."

رغم كل ما جرى لم تكن تنوي سوسن رفع دعوى قضائية على الطبيبة، وتقول انها أشفقت عليها بكونها في بداية مسيرتها المهنية، "إلا أنها وحين رفضت أن تتابع علاجي وتتكفل بإصلاح ما تسببت به، ووصلت إلى حد الادعاء بأنها لا تعرفني ولم تسمع باسمي، كان لا بد من رفع قضية، وكنا مع حصول المشكلة قد وثقنا ما جرى لدى طبيب جنائي، سجل تقريراً بالواقعة، وفي حينها نصحنا الطبيب بملاحقتها من أجل تفادي وصول حالة أخرى إلى الموت بين يديها، وانتهت القضية بفوزي بالقضية، دون ان أتمكن من تحصيل حقي وإيقافها عن العمل، ففي لبنان ما من عدل يحصل الحق للأسف."

"البوتوكس" السام
سحر ضحية أخرى لفوضى التجميل وصلت بدورها إلى شفير الموت، بعدما تلقت حقن "بوتوكس" مغشوشة، في أحد مراكز التجميل التي تقدم تخفيضات وعروض خاصة مغرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتروج لها إحدى المؤثرات على موقع "انستاغرام".

" كنت أفضل من قبل أن اعمل مع طبيب مختص، ولكن للصراحة وجدت أن خيار الأخصائية أوفر بكثير، لاسيما ان النتائج المعروضة بالصور جميلة جداً وتظهر نجاحاً باهراً، وكانت تعرض أسلوب عملها بتقنية البث المباشر وكان كل شيء مطمئن، توجهت إليها وكانت عيادتها مرتبة جداً ونظيفة لا تثير أي قلق، الموظفون يلبسون الملابس الطبية الخاصة، فيما انتظرت ساعتين حتى وصل دوري بسبب كثافة الزبائن هناك، وكان ذلك يزيدني اطمئناناً"، وفق ما تروي سحر لموقع "الحرة".

وتضيف "أجريت حقن بوتوكس وفيلر وغادرت إلى المنزل، حيث بدأ التورم في أكثر من مكان في وجهي، وكأنني تعرضت للسع، كان ورماً فظيعاً إلى حد أنه أغلق عيوني بالكامل، وكان يشتد أكثر ويتحجر وجهي، تحدثت إلى الأخصائية فقالت لي ربما تعانين من حساسية تجاه المواد المستخدمة، رغم انها لم تجر لي أي فحص حساسية على البوتوكس قبل حقنه، وهو ما علمت لاحقاً أنه يفترض إجراءه من قبل."

سحر ضحية لعمليات التجميل الفاشلة
سحر ضحية لعمليات التجميل الفاشلة
تناولت سحر أدوية مضادة للحساسية لكن حرارتها أخذت بالارتفاع نتيجة الإلتهاب في الخدين، " في هذا الوقت كانت تحاول الاخصائية أن تضع اللوم علي وتقول أن المشكلة مني أنا بكوني اعاني من حساسية، وتؤكد أن المواد المستخدمة من نوعية ممتازة لم تواجه معها أي مشاكل من هذا النوع."

نقلت سحر إلى المستشفى بحالة طارئة في اليوم التالي بعدما تضاعف حجم الورم وازدادت عوارض التسمم، "تعذبت جداً، وتسبب لي الأمر بالتهاب قوي جداً في الوجه حيث بات يخرج قيح والتهاب طيلة الوقت، فيما البوتوكس الذي استخدمته، كان السبب في حالة التسمم التي عانيت منها، حيث تلقيت علاجات بالكورتيزول واضطررت من بعدها للتوجه إلى طبيب تجميل حتى تمكن من سحب الورم والالتهابات من الوجه، حينها بدأت ارتاح."

تركت هذه التجربة تشوهات كبيرة في وجه سحر، حيث بات هناك تجور في وجهها بعد سحب الورم والالتهاب، وتطلب ترميم الجلد وقتاً طويلاً وتكلفة كبيرة، كذلك تعرضت لأضرار في الجفون، حيث ارتخى جفن العين "حتى بات المشهد منفراً ومخيفاً، وكأن عيني ستخرج من مكانها"، وفق ما تقول سحر.

وتضيف "تسبب لي الأمر بمشاكل عائلية، كما تعطل عملي كلياً حيث لم يعد بإمكاني مقابلة الناس، وشغلني الاهتمام بوضعي حيث لم يعد لدي الوقت والقدرة على متابعة العمل، اضطررت لإهمال كثير من الأمور لمتابعة علاج، بت اخجل من أي نشاط اجتماعي وتعرقلت حياتي لمدة سنة تقريباً، أثر الأمر بشكل بالغ على نفسيتي وثقتي بنفسي، خاصة أن الهدف كان تجميلي فإذ بالنتيجة تشويه."

تعترف سحر أنها أخطأت حينما لم تتوجه منذ البداية إلى طبيب متخصص "خاصة وانني تكلفت بالترميم والعلاج اكثر بكثير مما كنت سأتكفله بالتجميل."

تهريب وغش.. وأطباء متورطون
يكاد لا يمر يوم على صفحات مستشار نقيب الأطباء للشؤون التجميلية في لبنان، الدكتور رائد رطيل، دون نشر مواد توعوية وتحذيرات من منتحلي صفة أطباء التجميل، والمواد المغشوشة المستخدمة في السوق اللبنانية، فطبيب التجميل اللبناني باتت تصل إليه حالات تشوه وعمليات الإصلاح والترميم، أكثر من عمليات التجميل نفسها، وفق ما يؤكد في حديثه لموقع "الحرة".

يشدد رطيل على أن حالات التشوه والفوضى في مراكز التجميل "باتت حالة عامة في لبنان من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب." وعدا عن التشوهات كبيرة يشير رطيل إلى ما تتسبب به هذه العمليات العشوائية من التهابات قد تكون قاتلة وإصابات بالعمى وحالات موت خلايا الوجه والشفتين، كذلك يسجل فقدان لأجزاء من الجلد.

ويتابع "لدي حالة تعرضت للحقن بالزيت مثلاً، من منتحل صفة طبيب يجول على المنازل ويجري حقن البوتوكس والفيلر، وهنالك أيضا العديد من الحالات الرائجة، أكثرها استخدام مواد غير مرخصة تدخل إلى لبنان عبر التهريب إما من المداخل الشرعية أو غير الشرعية، وهناك منتحلي صفة الأطباء ومراكز التجميل غير المرخصة يقومون باستيرادهم من جهات مجهولة وشركات صينية، معظمها مواد غير صالحة، يستوردون أيضاً حقن المؤخرة، ويقومون بحقنها في الوجه والشفتين."

يروي رطيل قصة سيدة خليجية وقعت ضحية أحد الأشخاص، يدعي أنه جراح، "وهو في الحقيقة خريج سجون لا علاقة له بالطب او المهنة. شوه وجهها"، بحسب رطيل، الذي يلفت إلى وجود تلاميذ طب لا يحق لهم بعد إجراء حقنة ولا أقسموا القسم باتوا يعملون بالتجميل، كما هناك أشخاص يشترون شهادات من دول أخرى تكلفهم نحو ٥٠ الف دولار ويعملون بها في لبنان."

التهاب الوجه بات من الحالات الأكثر شيوعاً، بكون عمليات شد الوجه وحقن البوتوكس والفيلر تشهد الإقبال الأكبر في الحقل التجميلي، وفي هذا السياق ينشر رطيل دورياً حالات التهاب للوجه تصله نتيجة الأخطاء التجميلية المرتكبة.

ويشرح رطيل في هذا السياق ما يظهر من التهاب وقيح وغيره ناجم عن استخدام المواد المغشوشة والحقن الخاطئ دون معرفة بالوجه وشرايينه ومكان الأعصاب والعضل فيه، حيث يتم الحقن بظروف غير صحية، مما يؤدي إلى التهابات شديدة في الوجه.

ويلفت إلى أن “المواد التجميلية بالأصل هي مواد خطرة، وإن تم حقنها بطرق غير سليمة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل ومضاعفات خطيرة، يمكن ان يسد شريان او يتم قطع عصب، هناك حالات لمرضى يصابون بالعمى، وموت للخلايا."

حتى الأطباء يواجهون خلال عملهم في التجميل مشاكل ومضاعفات، بحسب رطيل، "رغم اننا ندرس لـ12 عاماً، ونقوم بإجراء دورات مستمرة طول عمرنا لنبقى متابعين للتقنيات، فما بالك بأشخاص تدربوا ل٣ أيام وخرجوا بالإبر إلى الشوارع كخبراء ومختصين؟"

يستنكر رطيل عودة بعض المراكز المخالفة التي كانت قد أقفلت في الأيام الماضية للعمل من جديد بعد مدة وجيزة، ويأسف لكون بعض أطباء متورطين معهم، حيث "يقومون بتسهيل حصولهم على التراخيص بأسمائهم كأطباء، فيما لا يعملون هم في المراكز ويتولى أشخاص غير مدربين وغير مجهزين التعامل مع الزبائن."

"كأن شيئا لم يكن"
صدمت زينب (27 عاما) بظهور إعلان جديد على صفحة اخصائية تجميل تدعي صفة طبيبة، كانت قد تسببت لها بتشوهات هي الأخرى، بعد أيام معدودة على توقيفها بعدما رفعت دعوى ضدها وتم توقيفها على أساسها. تقول لموقع "الحرة"، ان الأخصائية "عادت لتعلن عن عملها وعروضها الخاصة المقدمة وكأن شيئا لم يكن."

وكمعظم الحالات، تعرفت زينب وبنات خالتها إلى "اخصائية التجميل" عبر إعلاناتها على مواقع التواصل الاجتماعي، تقول "بصراحة أذهلنا من نتائج عملها الرائع الظاهر في الصور والمنشورات، واتجهنا اليها على هذا الأساس.

تفاجأت زينب عند وصولها إلى المركز المفترض أنه عبارة عن صالون نسائي وليس عيادة طبية متخصصة، "داخل الصالون نفسه هناك غرفة منعزلة صغيرة، تستخدمها كعيادة لإجراء العمليات، سرير جلدي ومرآة وقربها سلة داخلها الحقن."

تقول زينب أنها وبنات خالتها خفن من شكل العيادة "فقالت لنا انا دكتورة ومعي شهادات لا تخافوا ولكن بسبب عدم قدرتي على فتح عيادة اضطررت للعمل في هذا الركن من الصالون التجميلي، ومن هذا الكلام. وإذ بها لا طبيبة ولا لها علاقة بالطب كانت في الأساس كوافيرة نسائية، وأجرت دورة تدريب على الفيلر."

تنبهت الشابة العشرينية للحقن المفتوحة، "كنت أعرف أنه يجب فتح الإبرة أمام الزبون وإعلامه بنوعها من أجل المرات اللاحقة كي لا يتم استخدام أنواع مختلفة، ولتتطابق المواد، وبررت ذلك بأن الطلب عليها كبير فتعمد إلى فتح الأبر وتحضيرهم من أجل توفير الوقت على الزبائن."

تروي زينب أنها وبمجرد أن تلقت حقن الفيلر شعرت بألم شديد "وكأن حمم تجري أسفل جلدي، شعرت فعلا بالأنسجة تتمزق من الداخل، ظننت أن الأمر طبيعي بكونها المرة الأولى التي أقوم بها بهكذا عملية تجميلية، علمتنا على طريقة لتدليك الشفاه، وطلبت الامتناع عن شرب شيء ساخن أو النرجيلة، سرنا على التعليمات التي طلبتها."

لكن وبعد نحو 6 ساعات من عملية الحقن، صار الورم فظيعا، لا يمكن تحمله او رؤيته، وفق زينب، والأمر نفسه تكرر مع بنات خالتها، "اتصلنا بها ونقلنا لها ما يجري، ادعت أن هذا الأمر طبيعي، قلت لها انني عاجزة حتى عن لمسهم وتدليكهم، قالت لا مشكلة وهذا طبيعي."

"استيقظتُ في الليل، كانت ليلة رهيبة، منظر لا يقبله العقل، تشوه كامل، كانت شفاهي ستنفجر، كلمتها في صباح اليوم التالي، قالت لي ان اذهب إلى الصيدلية وإحضار دواء للورم، تلقيت حقنة حينها، بات لون وجهي أزرق بالكامل، بعد أسبوع خف الورم، ولكن شكل الفيلر في فمي كان مشوها، تحدثت إليها فطلبت رؤيتي، وحين ذهبت إليها ، بدأت تلومني وتصرخ علي، وتقول ان طريقة التدليك التي قمت بها خاطئة وباتت تلومني على الأمر وتحاول ان ترفع المسؤولية عن نفسها، انزعجت جدا، لكنها قالت ستقوم بتصحيح الأمر"، بحسب زينب.

تضيف "ويا ليتني لم أقم بالتصحيح، من هناك بدأ التشوه الحقيقي، أقسم أنني بت البس كمامة أمام عائلتي وزوجي، الذي لم يكن يشجع على إجراء العملية من قبل، ومع ما حصل من تشوه تسبب الأمر بمشاكل أسرية كبيرة، هذا عدا عن الدمار النفسي الذي حصل لي."

الأطباء الذين زارتهم زينب، أكدوا لها أن "الفيلر" المستعمل مخلوط بمواد أخرى سامة، وهي التي تسببت بالتهابات. حينها قررت زينب تذويب المواد التي حقنت بها، "لكن الوضع المالي لم يكن مناسباً وهذه الأمور التجميلية والترميم تكلف أكثر من حقنة التجميل بكثير، اضطررت للذهاب إلى سوريا وتذويب الفيلر هناك لأن الأسعار أرخص من لبنان بكثير، واليوم اتابع في لبنان الترميم."

في حين اضطرت ابنة خالة زينب للخضوع لعملية جراحية لإزالة الفيلر حيث لم تنجح عمليات التذويب وعانت من تكتلات دم والتهاب أسفل الشفة.

تؤكد زينب أنها بلغت مرحلة تناول ادوية أعصاب بسبب ما حصل معها، "تركت عملي لم اعد أتوجه اليه بسبب قلة ثقتي بنفسي، وبسبب التشوه الذي تعرضت له، كذلك كنت أرضع طفلي، جف حليبي بسبب الازمة النفسية وتوقفت عن الرضاعة، كنت أصرخ فجأة في المنزل، وأبدأ بالبكاء، ووصلت الى الانهيار لاحقا."

تهديدات بالقتل.. مافيات ومحسوبيات
وتدور شبهات عديدة حول حماية من نافذين يتمتع بها منتحلو صفة الأطباء والمراكز التجميلية غير المرخصة، تجعلهم لا يأبهون بالإجراءات المتخذة بحقهم، وتخرجهم من السجون وتجنبهم المحاسبة، لاسيما وانهم يجاهرون بعودتهم للعمل على مواقع التواصل الاجتماعي، وينقل رطيل أن "إحدى الاخصائيات، تقول علنا انها ستعود لتتعامل مع طبيب وتعيد فتح المركز، وغيرها كثيرون يقولون انهم عائدون وسيعملون أكثر من قبل."

في القضية الأخيرة المقدمة من محامي "رواد العدالة"، يؤكد عزو أنه "تم إلقاء القبض على الكثير من أصحاب المراكز غير المرخصة ومنتحلي صفة الأطباء، لكن ما لبث أطلق سراح بعضهم فوراً، ولا يزال التحقيق جارياً والملف مفتوحاً، حيث يتم استدعاءهم ومواجهتهم.

إطلاق سراحهم يتم وفقا لضغوطات تمارس، بحسب عزو، "ولا نعلم سبب هذا التساهل فهذه الجريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 3 سنوات فما سر هذا التساهل؟ خاصة انهم لا يرتدعون، فاحدهم اغلق مركزه بالشمع الأحمر وسرعان ما افتتح مركزاً جديداً في مكان آخر."

ويسأل "هل يراد تحويل السياحة التجميلية في لبنان إلى سياحة تجارية، بلا قانون ولا نظام وفي فوضى تامة؟" داعياً القضء للتشدد في هذا الملف مضيفاً "إن ضرب شخص ما كف يسجن لمدة أسبوع فكيف يسجن لأسبوع أيضاً من يشوه وجوه الناس مدعياً انه طبيب، ويتسبب للناس بعطل وضرر مدى الحياة؟

إلا أن الأمور لم تقتصر على خروجهم من السجن بضغوط، بل وصل خروج بعضهم عن القانون إلى استخدام أساليب مافياوية لتهديد وترهيب كل من يقف في طريقهم، حيث تتكرر شكوى التعرض للتهديد بين الحالات التي تحدثت لموقع "الحرة"، من سوسن إلى سحر وصولاً إلى الدكتور رطيل.

ويكشف رطيل أنه وعلى اثر حملته التي أطلقها، تعرض لتهديدات بالقتل، سبقها تحميله مسؤولية "قطع أرزاقهم" وتبعاتها. ويقول "لاموني شخصياً بكوني المسؤول عن الحملة في حين ان كل مطلبي هو حماية المريض ولم اقم بالادعاء او الشكوى على أي أحد ومع ذلك تعرضت للتهديدات بالقتل."

ويتابع "انا كطبيب بت مجبوراً على حمل السلاح لحماية نفسي، من يقبل بذلك؟ هددني مجهولون بخطف إبني وافراد من عائلتي، فيما الدولة لا تؤمن لي أي حماية خاصة بعدم وجود ادلة واثبات حقيقي على التهديد."

ويرى مستشار نقيب الأطباء للشؤون التجميلية أن "منتحلي صفة الأطباء ومراكز التجميل غير المرخصة، تحولوا إلى أشبه بمافيا في البلد، مدعومين من قبل جهات نافذة ولديهم محسوبيات تحميهم. حتى الإعلام مقصر، إلى حد أنه لم يغط إغلاق المراكز لكي يتم ردعهم ونشر الخبر بين الناس للتوعية، بحكم أن عددا من هذه المراكز يسوق لنفسه عبر الإعلان لدى الوسائل الإعلامية."

"الصحة" مسؤولة.. رغم جهودها
ويتفق كل من الضحايا والمحامين إضافة إلى الأطباء على تحميل وزارة الصحة المسؤولية الرئيسية في مكافحة هذه الظاهرة وتمادي المرتكبين في أفعالهم، وذلك بكون الوزارة المسؤولة عن منح تراخيص فتح المراكز وسحبها، كذلك مناط بها الدور الرقابي على كل المراكز الطبية والتصدي لمنتحلي صفة الأطباء، والتدخل عند أي خطر يهدد السلامة الصحية العامة في البلاد.

يؤكد رطيل أن كل ما على السلطات القيام به هو تطبيق القانون الذي ينص على سجن منتحلي صفة الطبيب من عام إلى 3 أعوام، وغرامة 50 مليون ليرة، والأمر نفسه ينطبق على المراكز غير المرخصة.

ويلفت إلى أن نقابة الأطباء تؤيد ما يقوم به إلى جانب القانونيين والأطباء، كاشفا أن فرع المعلومات وبناء على هذه القضية أغلق حتى الآن نحو 70 مركزاً للتجميل على مختلف الأراضي اللبنانية، في إطار الحملة التي بدأت قبل نحو أسبوعين."

ويفيد رطيل عن وجود نحو 1300 منتحل صفة طبيب في لبنان، معتبراً أن هناك تهاون من قبل مراقبي وزارة الصحة، وانه ليس هناك قرار مواجهة حقيقية "فيما أصحاب هذه المراكز نافذين وقادرين على الضغط على مستوى عالي."

كما ينتقد رطيل أداء وزارة الصحة التي "تذهب إلى المراكز تقدم إنذارات وتطلب منهم تسوية أوضاعهم مع مهلة أشهر، ماذا عن كل الزبائن الذين يتعرضون لمخاطر التشوه طيلة تلك الأشهر؟ هؤلاء مجرمون كيف يسمح لهم بالتمادي والبقاء في ممارسة هذا العمل؟"

ويضيف "تواصلت معهم في كثير من الحالات، لا يتحركون إلا بعدما نثير نحن القضية، وللأسف ليس هناك خطة لمواجهة شاملة لهذه الظاهرة أو مكافحة حقيقية لهذه المراكز التي تنال تراخيص دون اجراء التدقيق والمراقبة اللازمة."

في المقابل، ينفي مدير العناية الطبية في وزارة الصّحة العامّة، الدكتور جوزيف الحلو، بشكل قاطع وجود أي محسوبيات او مسايرة لصالح مراكز تجميلية معينة، ويشدد على أن "من يخطئ يغلق مركزه فورا بالشمع الأحمر، الأسبوع الماضي اغلقنا 12 مركزاً، وبالأمس تحديداً أغلقنا 3 مراكز، وكل يوم يصدر قرارات إقفال جديدة بحق مراكز تجميلية مخالفة، ولكن لا نعلن عنها جميعها للإعلام."

وعن دور الوزارة الرقابي يلفت الحلو إلى أن وزارة الصحة كما كل المؤسسات الرسمية في البلاد "تمر بفترة عصيبة حيث لا يداوم المراقبون لديها، ويجولون بنسبة أقل وبقدرات محدودة لا يمكنها ان تغطي كامل الأراضي اللبنانية وكل المشاكل والتجاوزات."

ويتابع "مع ذلك كنت قد أصدرت مذكرة منذ أبريل، طلبت جولة شاملة على كافة مراكز التجميل على كامل الأراضي اللبنانية المرخصة وغير المرخصة، من أجل مراقبتها ومراقبة حضور الطبيب المرخص له فيها، أو انه مسافر ويعمل مكانه أشخاص غير مخولين، كل ذلك نأخذه بعين الاعتبار.، كل طبيب يكون خارج المركز، وبكونه يحصل على الرخصة من وزارة الصحة على أساس انه متفرغ للعمل في المركز المذكور، يصدر القرار بسحب الرخصة وإقفالها فورا، وخاصة إذا كان منتحل صفة طبيب، يتم إحالته إلى النيابة العامة فوراً."

"تفريخ" مراكز واخصائيين
لكن ومع كل الجهود التي يتحدث عنها الحلو لوزارة الصحة، يصبح مستغرباً حجم انتشار مراكز التجميل غير الشرعية على الأراضي اللبنانية، ومنتحلي صفة الأطباء، وحول ذلك يوضح الحلو أن المشكلة تكمن في حجم الإقبال على الاستثمار في القطاع التجميلي، "بات كل من يملك بعض الأموال يريد استثمارها وتحصيل مردود سريع يتجه إلى فتح مركز تجميلي، فيما بالقانون رقم 30 /2017، يفترض ان يكون الحد الأدنى لمساحة المركز 150 مترا، بينما نراها اليوم في صالونات الحلاقة."

وإلى جانب المراكز، هناك ما يصفه المحامي عزو "تفريخ اخصائيين" يتم من خلال إجراء دورات، تنظم في لبنان لمدة قصيرة، "ويخرجون منها مدعين التخصص، ويبدؤون بحقن الناس ويتسببون بتشويههم"، على حد وصفه، منبها أنه "حتى عملية الحقن لا تحق لأياً كان، هناك شروط قانونية لمن يمكنه الحقن في لبنان.

وفي هذا السياق شهد شهر أغسطس الماضي، مداهمة أمنية بمؤازرة من التفتيش الصحي في وزارة الصحة لأحد الفنادق في بيروت حيث كانت تقام دورة تدريبية للعمل في القطاع التجميلي، بشكل مخالف للقانون، لجهة عدم احترام الشروط التي تحظر اجراء دورات ذات طابع طبي خارج المراكز الطبية، ولجهة توزيع شهادات رسمية بشكل عشوائي، غير مصادق عليها أو معترف بها من قبل الوزارة، حيث جرى توقيف عدد من الأشخاص ومصادرة الشهادات."

وتتكرر هذه الظاهرة متخطية حدود لبنان، حيث بات البعض يتجه إلى تركيا وبعض الدول المجاورة لاجراء دورات تدريبية من هذا النوع، فيما تبرز ظاهرة عدد من الأجانب الذين يأتون من دول أوروبية وينتحلون صفة أطباء تجميل في لبنان."

وحول ذلك يحذر الحلو من أساليب الإغراء والتخفيضات والعروض التي تقدمها تلك المراكز، ويضيف "للأسف الشديد هناك بعض الأطباء والمراكز الذين يقومون بتعبئة مواد تجميلية مصنعة في الصين أو مغشوشة أو منتهية الصلاحية في عبوات تعود لمواد مصنعة في أوروبا والولايات المتحدة، وبالتالي هناك حالات تزوير للمواد التجميلية، أتمنى على المواطن أن يتأكد من العبوة المستعمل ومن سلامة العبوة حين يفتحها الطبيب، ومن دولة المنشأ ومن كل التفاصيل التي من شأنها ان تجعله يتفادى الغش."

ويناشد الحلو اللبنانيين أن يطلبوا التأكد من شهادة الطبيب والترخيص الممنوح له وانضمامه إلى النقابة، كلما دخلوا إلى مركز طبي بأي غاية أو هدف تجميلي أو غيره، وأن يرفضوا التعامل معه في حال لم يتلق تلك الإثباتات، وليتقدموا ببلاغ أمام وزارة الصحة لتقوم فوراً بعملها، وحين تقصر لكل حادث حديث."

حسين طليس
الحرة