الفايننشال تايمز- ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين يثير اتهامات بالإبادة الجماعية

  • شارك هذا الخبر
Sunday, December 4, 2022

صحيفة الفايننشال تايمز نشرت تقريراً بعنوان "ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين يثير اتهامات بالإبادة الجماعية".

وذكر الكاتب توني باربر أن "مجلس النواب في البرلمان الألماني أقرّ يوم الأربعاء الماضي بأن مجاعة هولودومور، التي شهدت موت ملايين الأوكرانيين في مجاعة 1932-1933 الناجمة عن سياسة تجميع المزارع السوفيتية، هي عمل من أعمال الإبادة الجماعية".

وأشار إلى أن "عمليات اختطاف روسيا وترحيلها للمدنيين الأوكرانيين حالياً، بما في ذلك الآلاف من الأطفال، تثير مسألة ما إذا كان هناك شكل جديد من أشكال الإبادة الجماعية يتكشف في أوروبا".

وأوضح الكاتب أنه بالنسبة للعديد من الأوكرانيين، فإن "هولودومور هي المأساة الوطنية الأكثر فظاعة في القرن العشرين الذي ندبته الحرب وعنف الدولة والقمع الجماعي. حدث معظم هذا بعد الثورة البلشفية عام 1917، وعلى وجه الخصوص، في ظل ديكتاتورية جوزيف ستالين".

وأضاف أنه "منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير/ شباط، لفتت السلطات في كييف، إلى جانب الحكومات الغربية وجماعات حقوق الإنسان والأمم المتحدة، الانتباه إلى ظاهرة قبيحة أخرى: اختفاء العديد من الأوكرانيين في المناطق التي تحتلها روسيا ونقلهم إلى روسيا".

وقال باربر "سأركز على الأطفال الأوكرانيين الذين عانوا من هذا المصير"، متسائلاً: "هل هي جريمة حرب؟ هل هي إبادة جماعية؟".

وأشار إلى أنه "لدى الحكومة الأوكرانية موقع على شبكة الإنترنت، (اسمه) أطفال الحرب، تقوم فيه بانتظام بتحديث عدد الأطفال الذين قتلوا وجرحوا وفقدوا ورحلوا إلى روسيا. وحتى يوم أمس، قدرت عدد الذين تم ترحيلهم ب 12,572".

وقال إنه "استناداً إلى بعض التقارير الروسية، فإن عدد الأطفال الذين تم إجلاؤهم - وهو مقياس مختلف، يغطي أولئك الذين يفترض أنهم نقلوا من أجل سلامتهم من مناطق الحرب - قد يكون أعلى بكثير، حيث يبلغ حوالي 200 ألف".

وتابع تقرير الفايننشال تايمزبالإشارة إلى تقرير لوكالة أسوشيتد برس، حيث "يدافع المسؤولون في موسكو عن نقل الأطفال إلى روسيا على أساس أنه ليس لديهم آباء أو أوصياء".

وأظهر تقرير الوكالة أنه "تم نقل البعض من دور الأيتام في منطقة دونباس الانفصالية المدعومة من روسيا، والبعض الآخر من المدن التي دمرتها الحرب والتي تم الاستيلاء عليها مثل ماريوبول".

ومع ذلك، يقول باربر، "اكتشف مراسلو وكالة أسوشيتد برس أيضاً أن المسؤولين رحّلوا أطفالا أوكرانيين إلى روسيا أو الأراضي التي تسيطر عليها روسيا دون موافقة، وكذبوا عليهم بأنهم غير مطلوبين من قبل والديهم، واستخدموهم للدعاية ومنحوهم عائلات روسية ومواطنة".

وأشار تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن "مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد توصّل إلى نفس النتيجة. وفي سبتمبر/أيلول، ذكر أن "هناك مزاعم ذات مصداقية بالنقل القسري للأطفال غير المصحوبين بذويهم إلى الأراضي الروسية المحتلة، أو إلى الاتحاد الروسي نفسه".

وأضاف "الواقع أن الرئيس فلاديمير بوتين وقع مرسوماً في مايو/أيار يبسّط إجراءات تحويل الأيتام الأوكرانيين إلى مواطنين روس. ومن بين أولئك الذين تبنوا مراهقاً أوكرانياً ماريا لفوفا بيلوفا، مفوضة بوتين لحقوق الطفل".

وأشار إلى أنه في سبتمبر/أيلول، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على لفوفا-بيلوفا، قائلة إن جهودها تشمل على وجه التحديد التبني القسري للأطفال الأوكرانيين في أسر روسية، وما يسمى بالتعليم الوطني للأطفال الأوكرانيين، والتغييرات التشريعية للإسراع في توفير جنسية الاتحاد الروسي للأطفال الأوكرانيين، والإبعاد المتعمد للأطفال الأوكرانيين من قبل القوات الروسية".

ويتساءل الكاتب "هل كل هذا يرقى إلى الإبادة الجماعية بموجب القانون الدولي؟".

ويقول "إن تيموثي سنايدر، المؤرخ الأمريكي البارز لأوروبا الشرقية، يعتقد ذلك. ويستشهد هو وآخرون باتفاقية عام 1948 لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها".

وقال الكاتب "من الضروري أن نضع في اعتبارنا أن عمليات الترحيل الجماعي لها تاريخ طويل في روسيا، سواء في الحقبة السوفيتية أو القيصرية".

وخلص إلى القول إن "عمليات ترحيل روسيا للأوكرانيين، بمن فيهم الأطفال، تتناسب مع نمط تاريخي راسخ من هذا السلوك. والسؤال الآخر هو ما إذا كانت السلطات الروسية ستخضع للمساءلة".


BBC

الأكثر قراءةً