خاص- باسيل يحشر نفسه برفضه انعقاد الحكومة والحزب يستنفر- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, December 4, 2022

خاص الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

حسم حزب الله أمره بموضوع المشاركة في جلسة مجلس الوزراء التي دعا اليها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حتى قبل ان يبحث مع حليفه رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في طريقة اخراج هذه المشاركة كي لا تبدو على انها نكاية بالحليف او انضمام لحلف ميقاتي - بري- جنبلاط الذي بات يتقن احراج باسيل واخراجه، وان كان الاخير أصلا يتفنن بكيفية حشر نفسه بالزاوية.
قرار الحزب المشاركة في الجلسة لم يأخذ منه الكثير من الوقت والتفكير، فاقرار الاعتمادات المالية اللازمة لوزارة الصحة ومن ضمنها الاموال المرصودة لادوية مرضى السرطان أمر لا يمكن لقيادة حزب الله تجاوزه خاصة انه وبحسب المعلومات نصف اعداد المرضى ال٨٠٠ الذين ينتظرون ادويتهم من وزارة الصحة والتي ستتأمن فور اقرار مجلس الوزراء الاعتمادات اللازمة هم من بيئة الحزب.
وتقول مصادر مواكبة للملف ان الاتصالات والمشاورات ناشطة منذ ساعات الصباح على خط حارة حريك- ميرنا الشالوحي لصياغة مخرج لائق للازمة المستجدة بينهما. اذ ان آخر ما يريده باسيل ان يظهر وحيدا بمظهر المعارض لاقرار هذه الاعتمادات، فكل حديث عن مسار غير دستوري يسلكه ميقاتي لن يكون مقنعا للناس حتى ولو سعى رئيس "الوطني الحر" للعب على الوتر الطائفي من خلال حديث عن مسعى سني- شيعي-درزي للانقضاض على صلاحيات الرئاسة الاولى.
وتشير المعلومات الى ان المخرج الذي يتم العمل عليه هو الاعلان، سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة، عن تفاهم بين التيار والحزب على مشاركة وزيري حزب الله بالجلسة لاقرار البند المرتبط بوزارة الصحة وان وجد بنود ملحة جدا مماثلة، على ان ينسحب الوزيران فيكسرا النصاب عند البدء ببحث بنود لا يعتبرها الحزب ضرورية جدا.
وتعتبر المصادر ان "التيار" سيبقى على موقفه الرافض للمشاركة في الجلسة لكنه لن يلجأ الى تصعيد في الشارع، لسببين، الاول انه غير قادر اصلا على الحشد بملف بخلفيات طائفية، رغم اعتماده على نصوص دستورية، في وقت لم يعد يعني الناس وبخاصة في شهر العيد الا تأنين لقمة عيشها ومستلزماتها الملحة. اما السبب الثاني، فهو عدم رغبة باسيل وضع جمهوره بمواجهة مرضى السرطان واهاليهم الذين لن يتوانوا على تنفيذ وقفة مضادة في حال عمد العونيون للتظاهر رفضا لانعقاد جلسة مجلس الوزراء.
ولكن وفي كل الاحوال، لن يتمكن باسيل قريبا من الخروج من الزاوية التي حشر فيها نفسه ومناصريه. وهنا تقول مصادر مطلعة على موقف حزب الله ان خطأ باسيل الاساسي كان في كيفية مقاربته لعملية تشكيل الحكومة، فبعد موافقة ميقاتي على كل شروطه بما يتعلق بالحصص الوزارية بقي على موقفه المتشدد بموضوع رفض اعطاء الحكومة الثقة، وهنا قمة التناقض.
ولا يقتصر الاحراج الذي يعاني منه باسيل عى تمسكه بتشدده في موضوع عدم جواز انعقاد مجلس الوزراء انما ينسحب بشكل اساسي على استمراره وفريقه السياسي بالتصويت بأوراق بيضاء في الانتخابات الرئاسية. وهنا تشير المعلومات الى ان كل القوى التي عطلت نصاب الدورات الثانية لجلسات الانتخاب التي تمت الدعوة اليها، اي "التيار" وحزب الله و"أمل" وحلفاؤهم يدرسون جديا عدم تأمين نصاب الجلسات المقبلة منذ الدورة الاولى لتجنيب نوابهم احراج كسر النصاب كل مرة في الدورة الثانية، وان كان هكذا خيار لا يشكل حلا لهذا الفريق المتخبط في خلافه حول مرشحه الرئاسي المقبل.