غباء الموارنة واجرامهم في سبيل السلطة - بقلم المحامي فؤاد الأسمر
شارك هذا الخبر
Saturday, December 3, 2022
تنهش بالكيان اللبناني أمراض ولعنات مستعصية عديدة قد يكون أخطرها صراع الموارنة على السلطة. فقد باع موارنة العصر الحديث مجداً أزلياً من أجل رميم كرسي زائل. إن التاريخ الحديث شاهد عيان على غباء وإجرام لا محدود طمعاً بالموقع الفاني. وإن استعراض بعض المحطات الحساسة والأساسية من أمسنا القريب يثبت ذلك، ومنها: -توقيع اتفاق القاهرة وتسليح الفلسطينيين في العام ١٩٦٩، من قبل النهج الشهابي، كرشوة لياسر عرفات واسترضاءه مع القوى المؤيدة له بغية الحصول على دعمهم للمرشح الشهابي في انتخابات رئاسة الجمهورية في العام ١٩٧٠، ورغم ذلك سقط مرشحه آنذاك الياس سركيس. -شكلت خطيئة تسليح الفلسطينيين سبباً أساس لانفجار ١٣ نيسان ١٩٧٥. -في العام ١٩٧٥ تخاذلت القيادات الأمنية، بثقلها الشهابي، ولأهداف ومصالح انتخابية، عن قمع الاشتباكات المسلحة التي تفاقمت الى حرب شاملة، فحصد النهج رئاسة الجمهورية في العام ١٩٧٦، بعد أن خسر الجميع وطناً مزقته الحرب وقتلت شعبه ودمرته بالكامل وجرّت عليه الاحتلالين السوري والاسرائيلي. -في خضمّ ويلات الحرب وتشعباتها، تاهت البندقية المسيحية-المارونية- في حروب عبثية وانحرفت عن غايتها، وانصرفت الى تصفية ابناء البيت الواحد بهدف التسلط على القرار المسيحي وبلوغ رئاسة الجمهورية. -في العام ١٩٨٨، وبينما كان العالم بأسره يتحضر لسلام فلسطيني وعربي مع اسرائيل، كان مرض السلطة يعمي بصر وبصيرة الموارنة، فعطلوا الانتخابات الرئاسية وغرقوا بحروب دموية طاحنة وأدخلوا البلاد في فراغ مميت ما أدى الى خسارتهم الحرب وإقصائهم عن المشهد السياسي. -خلال الاعوام التسعين، ناصب المسيحيون العداء للدولة، وقاطعوا الانتخابات والمؤسسات الرسمية، وآثروا المزيد من الهجرة وتفريغ البلاد من وجودهم، مدفوعين بقرارات انتقامية من زعمائهم الذين حُرِموا من السلطة آنذاك. -بعد زوال الاحتلال السوري في العام ٢٠٠٥، لم يفعل الموارنة سوى تغذية خطاب الحقد والكراهية والتهشيم ببعضهم البعض وشرذمة الصف وضرب هيبة وموقع الرئاسة الاولى على خلفية الصراع عليها. -خلال ولاية الرئيس السابق ميشال عون، وبهدف الاستئثار بالسلطة وتجييرها للصهر، كرّس العهد "بازاراً" مفاده "السلاح مقابل الفساد" فسكت عن الفساد الذي انغمس فريقه به، بالمقابل سلّم البلد وقراره الاستراتيجي لسلاح الممانعة، وجرّ الحصار الدولي على لبنان فدفع الوطن والشعب الثمن غالياً من كرامة وحياة ومدخرات أبنائه. -اليوم رغم الانهيار التام وتلاشي مؤسسات الدولة، ورغم الجوع والذل والعوز الذي يحصد اللبنانيين، ورغم الاخطار الوجودية المحدقة بلبنان وبهويته وبكيانه، اذ ببعض زعماء الموارنة يمعنون بنحر الوطن ونحر شعبه عبر تكريس الفراغ وتعميمه وتدمير كل ما بقي من أطلال دولة ومؤسسات على قاعدة "أنا أو لا بلد". ألم يحن الوقت لأن يرتقي موارنة اليوم الى مستوى تاريخهم ونضال أجدادهم وينبذوا أنانياتهم ويحافظوا على وطنهم وهويتهم وحضورهم وجذورهم وكرامتهم، أم أن قدرهم المختار هو الفناء بحقدهم وغبائهم وإجرامهم؟