خاص- في ملف الاستراتيجية الدفاعية..ما جديد الحزب؟- سحر الزرزور

  • شارك هذا الخبر
Thursday, December 1, 2022


خاص-الكلمة أونلاين
سحر الزرزور

"الاستراتيجية الدفاعية" مصطلح قديم جديد، دخل حيّز التداول السياسي بعد خروج الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان 2005 وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1559. ومنذ ذلك الحين، تُرجم هذا المفهوم عبر انقسام عمودي وصراعات سياسية مفتوحة، طيلة الفترة الماضية حتى اليوم.

في جولة سريعة على أبرز المحطات التي تم التطرق فيها الى الاستراتيجية الدفاعية، نرى ان فكرة الاستيعاب التدريجي لسلاح حزب الله بدأت في ما سمي بجلسات الحوار الوطني العام 2006، حيث جاهر أمين عام حزب الله بالضعف الذي أصاب الدولة اللبنانية نتيجة الحرب الأهلية وحاجتها الى المقاومة، ناعياً الدولة ومنصباً نفسه الحريص والمدرك الوحيد لمصلحة لبنان. واستكمل الحزب خطواته بإدخال شعار "الجيش والشعب والمقاومة" الى كل البيانات الوزارية منذ ال2008.

في العام 2012، أيام رئيس الجمهورية ميشال سليمان، تم الاتفاق على «إعلان بعبدا» الذي اورد في بنده الثاني عشر «تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية». وسرعان ما تنصل الحزب من هذا الاعلان عبر ارسال عناصره للقتال في سوريا، فإعلانُ بعبدا بحسب النائب محمد رعد "ولد ميتا ولم يبق منه إلا الحبر على الورق."

أما في تقرير حول الاستراتيجية الدفاعية في 5 تشرين الثاني العام 2008، وبالإضافة الى ضرورة مواجهة العدو الإسرائيلي، وضع العماد ميشال عون تطبيق استراتيجية الحزب في خانة التصدي أيضاً للتنظيمات الفلسطينية المسلحة في لبنان و"سلاح الميليشيات"، ليعود ويطرح موضوع الاستراتيجية الدفاعية العام 2019 أي بعد أن أصبح رئيساً للجمهورية، عن لسان وزير الدفاع آنذاك الياس بو صعب الذي أفصح عن مبادرة لعون في هذا الاطار تحت عنوان «حصر السلاح في يد الجيش اللبناني». الا أن أي تقدم لم يحصل.

وبعد مرور 17 عاماً على الأخذ والرد، وما شهدته الانتخابات النيابية الأخيرة، من معارضة علنية لأفراد من ضمن البيئة الشيعية لأداء المقاومة، وحملات ترشيح رافضة لهذا السلاح، وبعد اشراف الحزب على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، ألم تصبح مسألة الاستراتيجية الدفاعية أمراً ملحاً؟

في حديث لموقع "الكلمة أونلاين"، اعتبر النائب سليم الصايغ أن هذا الموضوع سابق لأوانه، الا أن موقف حزب الكتائب واضح ومعروف، فالتغيير يجب أن يكون كاملاً وأن يشمل موضوع الاستراتيجية الدفاعية.

فيما أشار النائب غسان حاصباني الى أن القوات اللبنانية كانت واضحة في موقفها بهذا الخصوص في الحكومة التي شاركت فيها برئاسة سعد الحريري، موضحاً أنهم الفريق الوحيد الذي تحفظ واعترض على موضوع العودة الى الشعار الثلاثي في البيان الوزاري.

في المقابل اعتبر رئيس مجلس النواب الأسبق ايلي الفرزلي أن انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يفتح المجال أمام مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، لأن حزب الله يطمئن بأن الأخير لن يطعنه في الظهر.

فيما أوضحت مصادر مقربة من الثنائي الشيعي، أن حزب الله لن يستغني عن سلاحه بهذه السهولة ولن يقبل باستراتيجية دفاعية تمس بكيانه، فهو مؤمن أنه لولا وجود هذا السلاح لما كانت أنُجزت حتى اتفاقية الترسيم.

هذه عينة عن مواقف الأحزاب اللبنانية تجاه موضوع الاستراتيجية الدفاعية. فهل من مساع جدية للبحث فيه؟ أم أن التاريخ يعيد نفسه مع كل التطورات والأحداث التي شهدها لبنان؟