الإندبندنت أونلاين - عالمنا يهز كتفيه بينما يتابع الأزمات

  • شارك هذا الخبر
Sunday, November 27, 2022

الإندبندنت أونلاين نشرت مقالا للكاتب لوكا ماريا سكارانتينو، بعنوان "عالمنا يهز كتفيه بينما يتابع الأزمات".

يقول لوكا إن المئات من المهاجرين الساعين لطلب اللجوء، أو حتى الطعام، تركوا لأيام يعانون، تحت أبصار المسؤولين الرسميين، وحدث هذا في قلب أوروبا، قرب جزيرة صقلية، مضيفا "الفلاسفة مثلي، ربما يسألون أنفسهم، كيف يمكن لمجتمعاتنا أن تتحمل، وتقبل أن يموت آلاف البشر على أعتابنا، وقرب حدودنا، كما لو كان أمرا طبيعيا".

ويضيف أن المهاجرين يحاولون الفرار من أوضاع الحروب، والعنف في بلادهم، ويتساءل، لماذا يشكك البعض في حق دولة ما في الدفاع عن أراضيها، وحماية مواطنيها، وفوق ذلك إلى أي حد يجب أن تشعر مجتمعاتنا بالرعب، لتترك مثل هذا الشعور بالتفرقة، والتمييز يتأصل وتتعمق جذوره.

ويواصل لوكا "أسئلة كهذه تضفي ظلالا مباشرة على مجتمعاتنا، وتؤثر على قيم ثقافتنا الأكثر أهمية، في الغرب، وربما في أماكن أخرى أيضا، كما تغير وجه الأولويات الانتخابية في مجتماعتنا".

ويقول إن القول الشائع بين العامة، وكذلك في الدوائر العلمية في الغرب، يؤكد أن الثقافة الغربية يجب أن تركز على هويتها، لكننا ننسى أن الهوية ليست مثل قطعة من الأرض، تبقى دون تغيير، لكنها تتغير وتتطور، كأي بيئة صناعية، فنحن نرثها من أسلافنا ويجب أن نطورها، ونغيرها لنضمن لها الاستمرارية.

ويضيف لوكا أن "مضمون هوية أي أمة، معرض للتآكل عالميا، أمام التحديات التي تفرضها الحضارات المسيطرة، أو ما يعرف بالامبراطوريات، والتحدي الذي يواجه الغرب، هو أن يجعل النظام العالمي المنتظر، متوافقا مع مفاهيم الديمقراطية، والمواطنة، كما كانت خلال فترة الحداثة الغربية".

ويقول لوكا "في هذا المضمون تبقى المطالبات بإنسانية جديدة أمرا بحاجة للكثير من المضامين، ليس كمحاولة لتحريف الإرث التاريخي لعصر النهضة".

ويضيف "هذا هو المنظور الذي سأجلبه معي، وأنا أتوجه لحضور مؤتمر الرياض الثاني للفلسفة، في الأول من الشهر المقبل، حيث سيكون هناك العديد من الفلاسفة، والعلماء، ورواد الفضاء، والفنانين، يجتمعون في السعودية، بهدف تبادل المفاهيم، والخبرات، المشتركة، والتحاور"، بخصوص أكبر التحديات التي تواجهنا أثناء صياغة مستقبل الإنسانية.

ويختم لوكا قائلا "الكثير من القراء ربما يشعرون بالمفاجأة من أن مؤتمرا عاما مثل هذا المؤتمر، المفتوح للمشاركين من كل الأعمار، حتى الأطفال، يقام في السعودية، ورغم ذلك، فمواجهة أكبر الأزمات التي تواجه العالم تبقى مهمة الفلاسفة، والمفكرين في كل مكان، فمستقبلنا سيكون أفضل فقط عندما نتخطى الفوارق بين الثقافات والعادات، ونصل إلى الهدف معا".


BBC