صباح- بعد المصافحة مع السيسي.. هل يلتقي أردوغان الأسد؟

  • شارك هذا الخبر
Saturday, November 26, 2022

تساءل المعلق في صحيفة "صباح" التركية محمد جيليك، عما إذا كان الرئيس رجب طيب أردوغان، بعد مصافحة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الدوحة على هامش افتتاح مونديال 2022، مستعداً للاجتماع مع الرئيس السوري بشار الأسد.

فبينما كان عشاق كرة القدم يتابعون مراسم افتتاح المونديال في ملعب البيت بمنطقة الخور بقطر، استقطبت الاهتمام صورة وزعت على وسائل الإعلام للمصافحة بين أردوغان والسيسي على هامش المباراة.
ورأت صحيفة "صباح" أن الصورة المفاجئة طغت على الافتتاح في عيون "محبي الدبلوماسية والعلاقات الدولية". وأتت المصافحة كمفاجأة، لأن أنقرة والقاهرة هما على جانبي نقيض منذ تولي السيسي السلطة والإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي. ومع ذلك، فإن القنوات الدبلوماسية أعيد فتحها وعقدت اجتماعات على مستويات دبلوماسية على مستوى منخفض.
وأتت المصافحة، أو لنقل محاولة أنقرة إعادة تأسيس العلاقات مع القاهرة، عقب سلسلة من تحركات الحكومة التركية لإصلاح العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإسرائيل، وكذلك مع أرمينيا. وتزامنت إعادة رسم التحالفات الإقليمية وجهود التطبيع، مع انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة، وتنحية الرئيس جو بايدن ملف الشرق الأوسط جانباً –في الوقت الحاضر- في الوقت الذي يبدو فيه التوجه نحو المحيط الهادئ، أكثر إثارة للاهتمام في واشنطن. وإلى ذلك، فإن صعود تركيا كقوة إقليمية، يلقى تفهماً وقبولاً من لاعبين آخرين يفتقدون إلى الدعم الأمريكي الصلب.

وبلغت المصالحة مع اللاعبين الإقليميين مرحلة جديدة مع محاولة أنقرة والقاهرة إصلاح العلاقات. وفي الوقت نفسه، هناك موضوع آخر أكثر سخونة وإن لم يكن ناضجاً مثل "صورة المصافحة"، يشغل بال النقاد: هل من الممكن أن يلتقي أردوغان الأسد؟
بالنسبة إلى عملية التطبيع الجارية مع مصر واحتمال تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين تركيا والأسد، فإن أردوغان رأى أن أنقرة يمكنها إعادة النظر في علاقاتها مع دول تعاني من مشاكل معها. وقال: "لا استياء أو خلاف أبديين في السياسة. وعندما يحين الوقت، تجلس وتقوم الأمر، ويمكنك إحداث التجديد بناء على ذلك. في الوقت الحاضر، نحن في تركيا من الممكن إعادة النظر في العلاقات مع دول عانينا من صعوبات معها. وعلى وجه الخصوص بعد انتخابات يونيو (حزيران)، يمكننا أن نفعل ذلك مرة أخرى. وبناء عليه، آمل في أن نتمكن من إكمال طريقنا". وسبق لأردوغان أن قال إنه يمكن أن يلتقي الأسد عندما يحين الوقت، واتخذ خطوات مبدئية مؤخراً لاستعادة العلاقات بين الجانبين.
وإذا كان ثمة من شيء، فإن تركيا عانت أكثر من غيرها اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً من جراء الحرب السورية، أخذاً في الاعتبار استضافتها لنحو خمسة ملايين لاجئ سوري داخل حدودها، فضلاً على النواحي الأمنية على طول حدودها مع سوريا ومع دولة فاشلة أخرى، هي العراق.
وبالنسبة للمتصارعين في السياسة العالمية، فإن "المصالح الدائمة تبقى ثابتة، بينما الأصدقاء والأعداء يتغيرون". وبكلام آخر، إن البراغماتية، في بعض الأحيان، يجري تحفيزها عندما تكون المصالح على المحك. ومع ذلك، فإن هذا يجب ألا يفسر، بأن الدول ليست لديها وقفات مبدئية عندما يتعلق الأمر بالدبلوماسية أو السياسة الخارجية.
هل سيلتقي أردوغان الأسد؟ من المؤكد أن في إمكانهما اللقاء، لكن لماذا يتعين عليهما ذلك؟. ربما، أن بعض الأسباب قد نضجت بالنسبة للدولتين من أجل تأسيس نوع من العلاقة كبداية لفتح قنوات اتصال جديدة.
وإذا ما وافقت دمشق على التخلص من وحدات حماية الشعب الكردية، وإذا ما أيدت موسكو، الداعم الأساسي للأسد، هذه الخطوة، فإن ذلك من شأنه تسهيل المحادثات وعملية المصالحة مع أنقرة.
وعلاوة على ذلك، هناك قضية القوات الأمريكية في سوريا، التي لا تلقى ترحيباً من موسكو، فضلاً عن الطريقة التي ستتموضع فيها إيران في حال أصلحت أنقرة علاقاتها مع الأسد. ومع ذلك، إذا ما أيد داعمو الأسد اللقاء بين أنقرة ودمشق، فإن إزالة وحدات حماية الشعب الكردي، ككيان يشكل خطراً على أمن تركيا ويستهدف المواطنين الأتراك، يجب أن يكون في صدارة الأجندة قبل البحث في قضايا أخرى.


24.AE