خاص- من هم مرشحو واشنطن وباريس والرياض الرئاسيين؟! - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, November 6, 2022

خاص- الكلمة أون لاين

بولا اسطيح

ليس بعابر ما ورد في البيان الصادر عن بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان بعد ساعات من شغور سدة الرئاسة لجهة التذكير بإطار عقوبات يسمح للاتحاد بفرض إجراءات تقييدية على الأفراد أو الكيانات التي تمنع الخروج من الأزمة اللبنانية. هذا البيان الذي ترافق مع سلسلة مواقف عربية ودولية تدعو للاسراع بانتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة، يشكل جرس انذار قد يعتبر البعض انه أُطلق باكرا ما يوحي بتبلور توجه دولي وان كان حتى الساعة غير مكتمل الملامح كليا للتعامل مع الازمة السياسية اللبنانية الراهنة.

فبحسب المعلومات، لا تزال الضغوط الدولية بملف الرئاسة تقتصر على الدفع لانجاز الاستحقاق بأسرع وقت ممكن اضافة للتداول ببعض الاسماء باطار مشاورات جانبية فير اساسية، من ان يتبلور لدى اي طرف دولي اسم محسوم محسوب عليه كمرشح رئاسي. وان لم يكن خافيا على احد تفضيل الولايات المتحدة الاميركية تولي قائد الجيش العماد جوزيف عون سدة الرئاسة، الا ان واشنطن حتى الساعة لم تقترح بعد على حلفائها بالداخل خوض معركته لانها تدرك ان المرحلة الراهنة هي مرحلة حرق اسماء وان المفترض تهيئة الارضية والظروف الملائمة لتعبيد طريق العماد عون الى بعبدا لان خلاف ذلك سيعني نسف حظوظه خاصة في ظل المعركة الشرسة الذي يخوضها رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ضده وعدم حماسة حزب الله لخيار مماثل.

واذا كان خيار واشنطن المفضل واضحا، فان نوعا من الضياع مسيطر في الدوائر الفرنسية، فحينا يحكى عن مفاتحة الفرنسيين السعوديين باسم رئيس "المردة" سليمان فرنجية انسجاما مع التقارب الفرنسي- الايراني وجهود شخصيات لبنانية مقربة من دوائر القرار في باريس، واحيانا عن تسويقهم لاسم المصرفي ورجل الاعمال سمير عساف كما لصديقهم الوزير السابق زياد بارود، ما يجعل باريس راهنا بموقع المراقب لتطور الامور في الداخل اللبناني رئاسيا اكثر منها مبادرة بطرح الاسماء خاصة وان طهران ابلغتها بكل وضوح ان لا كلمة وقرار لها بهذا الملف داعيك اياها لمراجعة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله به.

اما المملكة العربية السعودية والتي احتار كثيرون بتحليل موقفها وحركة سفيرها في لبنان، وبكلمات معدودة حسمت توجهها في هذا الملف بقول السفير وليد البخاري ان "العلاقات السعودية - اللبنانية ستتحسن بعد تشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس جمهورية سيادي يستعيد ثقة المملكة والدول المهتمة بالملف اللبناني". وبهذا التوصيف تعلن الرياض رفضها انتخاب فرنجية وكأنها تقول ان انتخابه سيكون بمثابة تمديد ولاية ميشال عون اي اننا سنعود لسياسة الانكفاء السعودية وترك لبنان يتخبط بمصيره. ولم يختر البخاري مصطلح "سيادي" عبثا، علما ان المملكة وبحسب المعلومات ليست بصدد ترشيح اسماء او خوض معركة مرشح معين لكنها لن تتوانى عن ابلاغ المعنيين برفضها اسم معين ان لم نقل انها لن تتردد بوضع فيتو على بعض الاسماء.

لكن كل ما سبق يندرج باطار المواقف الاولية من الرئاسة اللبنانية، التي من المفترض ان تتطور خلال اسابيع. اما ما هو محسوم ونهائي وبمثابة خط أحمر هناك شبه اجماع عليه من المجتمع الدولي فهو الاستقرار الامني، اذ يمكن للدول المعنية بالملف اللبناني التأقلم مع اي تطورات داخلية الا العبث بالامن، ليس حرصا منها على مصلحة لبنان واللبنانيين انما على مصلحتها الخاصة. اذ تدرك هذه الدول ان اي فوضى امنية قد تهدد ملف التنقيب عن الغاز وهو ملف يشكل اولوية لكل من اوروبا واميركا واسرائيل، اضف ان اكثر ما يقض مضاجع الاوروبيين هو ملف النزوح السوري، ما يجعلهم حريصين جدا على ابقاء الوضع الامني اللبناني ممسوكا تحسبا لموجات هجرة كبيرة الى دولهم.

اما داخليًا، فيتوقع ان يسلك الملف الرئاسي مسارا جديدا خاصة مع قرار "التيار الوطني الحر" الكف عن التصويت بورقة بيضاء على ان يتضح الاسم الذي سيصوت نواب "لبنان القوي" له خلال الايام المقبلة قبل الجلسة الانتخابية التي حددها رئيس المجلس النيابي نبيه بري يوم الخميس المقبل. وأقر احد نواب "التيار" ان هناك ضياعا في مقاربة هذا الملف داخل التيار كما لدى معظم القوى السياسية، لافتا الى ان القرار النهائي بشأنه مرتبط مباشرة بباسيل. وقد بدأ الاخير يحصر الاسماء التي يمكن ان يخوض بها الاستحقاق فيما يُتوقع ان يكون اي اسم يطرحه راهنا اسما ل"الحرق" على ان يحافظ على مرشحه المفضل لمرحلة الجد.


الأكثر قراءةً