كمسمولسكايا- برافدا أسرار ألعاب أردوغان السياسية

  • شارك هذا الخبر
Sunday, October 2, 2022

كتب إدوارد تشيسنوكوف، في "كومسومولسكايا برافدا"، حول السهولة التي يكسب فيها أردوغان أصدقاء والسهولة التي يتخلى بها عنهم.

وجاء في المقال: من المتعارف عليه عموما أن الولايات المتحدة استفادت أكثر من غيرها من الأزمة الأوكرانية: رأس المال يهرب من أوروبا، وموسكو مجبرة على إخماد الحريق في فنائها الخلفي. لكن هناك مستفيدا آخر هو تركيا، التي لا غنى للجميع عنها. فعلى مدى الأشهر الستة الماضية، قام الرئيس رجب طيب أردوغان بتنظيم مفاوضات روسية أوكرانية وتبادل الأسرى في اسطنبول. وتركيا تحتفل بمضاعفة حجم التجارة مع جارتها الشمالية، فعبرها يجري الالتفاف على العقوبات الغربية؛ ويقوم أردوغان بتزويد أوكرانيا بطائرات بيرقدار من شركة صهره؛ وفي الوقت نفسه يهدد الأمريكيين بشراء طائرات Su-35 الروسية إذا رفضوا بيعه مقاتلات F-16.

ومع ذلك، ففي نهاية سبتمبر، رفضت البنوك التركية التعامل بنظام الدفع الروسي "مير". عللت ذلك، رسميا، بضغوط من الولايات المتحدة، ووعدت بتطوير "منصة بديلة". تستطيع أن تعد بأي شيء، شركاؤنا الشرقيون يحبون ذلك. ولكن حيثما يكون ذلك مفيدا، يسعد أردوغان أن يرسل مطالب البيت الأبيض إلى الجحيم.

وإذا سألتم: "كيف تتسامح موسكو مع سلوك أنقرة؟"، يقولون: "كيف تتسامح الولايات المتحدة معها؟". نعم هكذا هي الحال. لأن كلا المعسكرين في حاجة ماسة إلى أردوغان. روسيا، في حاجة إليه كلاعب محايد في احتدام عمليتها الخاصة؛ والأمريكيون، بحاجة إلى تركيا كثاني أقوى جيش في الناتو، من دونه ينهار الحلف.

ولكن مهما دار الحبل واستدار يبقى حبلا. ولنهضة أردوغان الإمبراطورية ثمن. ففي أغسطس 2022، تجاوز معدل التضخم في تركيا 80٪؛ وأصبحت الليرة التركية العملة الأكثر اضطرابا في العالم؛ ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة في الجمهورية في صيف العام 2023، ولا يمكن إنقاذ الاقتصاد بحلول ذلك الوقت إلا بمعجزة.

كأن يحدث ذلك، مثلا، إذا انفصلت تركيا أخيرا عن الغرب، واندمجت في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي برئاسة موسكو وبات بإمكانها الحصول على موارد طاقة رخيصة من هناك.. هذا الأفق يبدو رائعا. لكن قبل 8 سنوات، عندما أسقط الأتراك الطائرة الروسية Su-24 فوق سوريا، كان يبدو حياد أنقرة الحالي مستحيلا.


روسيا اليوم