خاص- هل انتهى دور المسيحيين باختيار رئيسهم؟ بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, October 2, 2022

خاص الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

يشبه التشتت الضارب في الساحة السنية السياسية التضعضع الذي تعيشه الساحة المسيحية وان كانت الاخيرة لديها مرجعيات يمكن الركون اليها، فيما باتت الاولى تفتقد المرجعية منذ قرار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الاعتكاف. ولعل ما جعل هذا الواقع نافر مؤخرا، هو الجلسة الاولى لانتخاب رئيس التي كان قد دعا اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري. ففيما صب الصوت الشيعي كاملا خلف الورقة البيضاء والدرزي خلف ميشال معوض، تشتت السنة بين من صوت لرئيس حركة "الاستقلال"، من قرر وضع ورقته في خانة الملغاة بالتصويت ل"لبنان" وغيره من الاسماء، كما من قرر تقديم اوراق بيضاء او حتى التصويت لسليم اده. اما المسيحيون فانقسموا ايضا الى ٣ أقسام وصبت اصواتهم لمعوض، لاده والورقة البيضاء.
واذا كان من يجد في تنوع الآراء والقرارات والمرجعيات على الساحتين المسيحية والسنية غنى وانسجام مع مفهوم الديمقراطية في العمل السياسي، يعتبر آخرون انه مجرد تضعضع يستفيد منه بشكل اساسي "الثنائي الشيعي" الذي كان له الدور الاساسي باختيار رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بمرحلة كان فيها الانكفاء السعودي في أوجه، ما يؤدي الى خشية لدى كثير من المسيحيين كما لدى مرجعيتهم الدينية اي البطريركية المارونية من ان ينسحب على ذلك على رئيس الجمهورية المقبل.
ويُدرك البطريرك الماروني بشارة الراعي جيدا ان قوله في الساعات ان "هناك رئيس للجمهورية قبل 31 تشرين الأول ولن نقبل بفرضية الفراغ"، يندرج باطار التمنيات لا الوقائع. فبكركي غير قادرة على ان تفرض شيئًا على احد خاصة في ظل تشتت المرجعيات السياسية المسيحية. ويختلف مشهد انتخابات 2016 كليا عن مشهد 2022 بحيث ان الاتفاق تحت قبة البطريركية على انتخاب احد المرشحين الاقوياء لا يجد اي صدى اليوم بعدما بات شبه محسوم ان ايا من "الاقوياء"
غير قادر على خلافة عون وفق التوازنات النيابية الحالية.
وبعكس ما يتردد عن كون بكركي ناقشت حظوظ عدد من المرشحين الذين تفضلهم مع سفراء دول اوروبية، تنفي مصادر قريبة من البطريركية ذلك جملة وتفصيلا لافتة الى ان دورها حتى الساعة يندرج باطار الضغط لانجاز الاستحقاق قبل نهاية ولاية الرئيس عون. وتضيف المصادر:"لا شك ان هناك اسماء تفضلها بكركي لكنها لا تعتبر اليوم انه عليها وضعهم على الطاولة طالما هناك كتل نيابية يجب ان تتحمل مسؤولياتها في هذا المجال".
وتُعتبر اسماء كاسم الوزراء السابقين المحامي ناجي البستاني، والمحامي زياد بارود وروجيه ديب من الاسماء التي قد لا تتوانى البطريركية المارونية عن وضعها على الطاولة حين ترى التوقيت والظروف مناسبين وحين تقتنع الكتل المسيحية بأن خوضها المعركة الانتخابية بمرشح "تحدي" غير مجد.
وفي هذا المجال تنبه مصادر مواكبة لملف الرئاسة من فقدان المسيحيين حق اختيار رئيسهم في حال استمروا بحالة التضعضع التي هم فيها، لافتة الى انه "لولا تفاهم عون وجعجع في العام 2016 لفقدوا هذا الحق بوقتها، لذلك المطلوب ان يلتف الزعماء المسيحيون حول بكركي مجددا ليكونوا هم من يحددون اسم الرئيس المقبل فيلاقيهم باقي الفرقاء". وتضيف المصادر:"نحن واقعيون ونعي ان كان دائمًا للانتخابات الرئاسية امتداد اقليمي ودولي لكن ذلك لا يعني ان الدور المسيحي كان هامشيا في مواكبة اي اتفاق او تفاهم خارجي ولا يجب ان يصبح هكذا اليوم".